الانتقادات الحادة تطيح بفيديو افتتاح أولمبياد باريس
الأحد 28 يوليو 2024 الساعة 15:34
المنارة نت / تقارير

أدى تصاعد حدة الانتقادات الحادة، الى حذف الفيديو الرسمي لحفل افتتاح أولمبياد باريس من حساب "يوتيوب" الخاص بالبطولة، فيما لا تزال مقاطع الفيديو المتعلقة بدورات أولمبية سابقة متاحة للمشاهدة.

وانتقد مثقفون ورجال دين وسياسيون، منظمي حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة الفرنسية باريس، على خلفية إقامة عرض "دراغ كوين" (رجل يرتدي ملابس نسائية ويضع مكياجا) يتضمن تجسيدا ومحاكاة ساخرة للوحة "العشاء الأخير" التي يشير البعض إلى أنها تُصوّر النبي عيسى (عليه السلام) وتلامذته.

كما جاءت الانتقادات لحفل الافتتاح، لتضمنه الكثير من العروض المثيرة للجدل والأخطاء، منها مثلا رفع علم الأولمبياد معكوسا، ومناداة فريق كوريا الجنوبية على أنه فريق كوريا الشمالية.

"العشاء الأخير"

كان الجزء الأكثر إثارة للجدل في حفل الافتتاح، الجمعة، فقرة سببت غضبا في فرنسا وخارجها، بعدما استخدمت لوحة شهيرة في مقاربة بدت مستغربة للبعض.

فقد حاكى راقصون لوحة "العشاء الأخير" لليوناردو دافنشي، لكن العرض تضمن إشارات إلى مجتمع الميم، مما أثار حفيظة جزء من اليمين الفرنسي، فضلا عن أصداء عالمية.

وظهر في العرض راقصون يمثلون مجتمع المتحولين، مما اعتبر إقحاما لهذه المسألة الجدلية في أكبر حدث رياضي في العالم، بينما اعتبر كثيرون العرض "مسيئا".

وفي السياق ذاته، وُصف العرض بأنه "افتقار تام للاحترام تجاه إحدى أشهر اللوحات في العالم"

والجمعة، انطلقت دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024" التي تستمر فعالياتها حتى 11 أغسطس/آب المقبل، بإقامة حفل افتتاح مبهر على ضفاف نهر السين شمالي فرنسا، وسط حضور غفير من الضيوف ووفود الدول المشاركة والجماهير.

وبخلاف الدورات السابقة، دخلت الوفود المشاركة في الأولمبياد وهي تلوح بالأعلام على متن قوارب عبرت نهر السين، بمشاركة رياضيين من 205 دول على 85 قاربا. وتزامن ذلك مع تقديم عروض فنية مميزة على النهر، شارك فيها 6800 رياضي أمام معالم تاريخية في العاصمة الفرنسية.

طقوس وثنية:

وقالت وسائل إعلامية فرنسية ودولية، ان بعض العروض خلال الحفل تعرضت لانتقادات حادة، حيث اعتبر البعض أنها كانت تتضمن ترويجا للشذوذ، وخاصة العرض التمثيلي للوحة "العشاء الأخير" لليوناردو دا فينتشي، عبر شخصيات متحولين جنسيا (دراغ كوين)، مما اعتبره النقاد إساءة متعمدة للمسيحية والأديان.

ومكان من يُوصف بـ"السيد المسيح" في لوحة العشاء الأخير، ظهر رجل عار -في افتتاح الأولمبياد- قال نقاد إنه يمثل ديونيسوس، وهو إله الخمر والاحتفالات الماجنة في الأساطير الإغريقية القديمة، الذي عرف أيضا بمواكبه واحتفالاته وطقوسه الوثنية المتحررة من القيم الأخلاقية.

كما أن الحالة الجوية وسقوط الأمطار الغزيرة دفع الكثيرين لمغادرة الحدث العالمي باكرا.

ومع البحث، يمكن العثور على نسخ كاملة من حفلات افتتاح أولمبياد لندن 2012، وريو دي جانيرو 2016 وغيرها، لكن ليس الحفل الذي أقيم قبل يومين فقط.

ولم تقدم الجهات الرسمية أي سبب لذلك، كما لم تستجب اللجنة الأولمبية الدولية ولا منظمو أولمبياد باريس لطلبات تعليق من صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الحفل بأنه "مشهد متضخم"، بينما اعتبرت صحيفة "نيويورك بوست" الحدث "مملا ومفككا وغير مخطط له".

إدانات كاثوليكية:

وفي هذا الصدد، نشرت السبت آراء الأساقفة الفرنسيين بشأن حفل الافتتاح ، عبر بيان على حساب الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية في منصة إكس.

وجاء في البيان: "للأسف، احتوى هذا الحفل على مشاهد تسخر من المسيحية، ونحن نقابل هذا الوضع بحزن عميق".

ووجه البيان الشكر لأبناء الديانات الأخرى، على إعرابهم عن تضامنهم مع المسيحيين في مواجهة هذا الوضع.

وأضاف: "أفكارنا هذا الصباح مع المسيحيين في جميع القارات الذين تأذوا بسبب المبالغة والاستفزاز في بعض المشاهد".

وشدد البيان، على ضرورة إدراك أن الألعاب الأولمبية تتجاوز التحيزات الأيديولوجية لدى بعض الفنانين.

متعلقات