بينهم يمنيون.. نزل «السبيل» يستقبل مهاجرين على حدود المكسيك مع أمريكا
الخميس 20 يونيو 2024 الساعة 14:10
المنارة نت / تقارير

أدت الحرب العسكرية والاقتصادية لمليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، على الشعب اليمني، منذ عشر سنوات، الى استشهاد وإصابة وتهجير ملايين المواطنين.

وشهدت السنوات العشر الماضية من حرب مليشيات الحوثي، نزوح وتهجير الملايين من المواطنين من مناطق سيطرة المليشيات إلى مناطق الحكومة الشرعية، والى دول الجوار، والعديد من دول العالم، لإنقاذ حياتهم وبحثاً عن أماكن آمنة ومصادر رزق.

وفي السياق، ينتظر مواطنون من دول عربية وإسلامية، منها اليمن وسوريا والجزائر وأفغانستان، إضافة إلى مواطني دول أمريكا اللاتينية الحصول على وضع لاجئ في الولايات المتحدة الأمريكية في نزل في "تيخوانا" شمال غرب المكسيك.

وتعكس الأرقام الانتماءات المختلفة لطالبي اللجوء، فقد كان 1.39 مليون شخص عبروا المكسيك بين يناير وأيار ينتمون إلى 177 جنسية، بينها الجنسية اليمنية. وفقا للأرقام الرسمية.

لكن ما يجمع نزلاء "السبيل" الذين يروون قصصا مختلفة باختلاف اللغات التي يتحدثونها، هو ممارسة شعائر الإسلام.

ونزل "السبيل" هو الوحيد الذي يضم مسجدا بين ملاجئ تيخوانا العديدة.

وبالإضافة إلى توفير مكان للصلاة والتواصل الثقافي، يأخذ النزل على عاتقه توفير السكن والطعام وهي أمور يعجز العديد من المهاجرين عن تحمل تكاليفها.

وتقول المسؤولة عن تأسيس النزل عام 2022 سونيا غارسيا وهي مكسيكية اعتنقت الإسلام بعد زواجها من مسلم: "للمسلمين منزل في تيخوانا".

وتوضح أن النزل قادر على استقبال ما يصل إلى 200 شخص يوفر لهم مكانا للصلاة والطعام الحلال، مشيرة إلى أنها فوجئت بوصول مهاجرين من دول لم تسمع عنها من قبل مثل أوزبكستان.

ويستقطب النزل لاجئين سياسيين وفارين من النزاعات، وتتراوح مدة الإقامة فيه من سبعة أيام إلى سبعة أشهر.

جدير بالذكر أنه وفي الإحصائيات الأمريكية يصنف المهاجرون المسلمون ضمن فئة "آخرون" بسبب أعدادهم المحدودة مقارنة مع مواطني دول أمريكا اللاتينية والهند.

طرقات محفوفة بالمخاطر:

وسلك العديد من المهاجرين المسلمين من الشرق الأوسط طرقات محفوفة بالمخاطر أوصلتهم إلى أمريكا الجنوبية والوسطى، أما الأفضل حالا فتوجهوا إلى المكسيك في رحلة جوية مباشرة.

ويقول يوسف رهنالي الجزائري البالغ من العمر 31 عاما الذي مر عبر الإكوادور قبل المرور في سبع دول للوصول إلى المكسيك: "بالنسبة لي الذهاب إلى أوروبا صعب، لأنك تحتاج إلى تأشيرة".

ويضيف يوسف رهنالي أنه اختار الولايات المتحدة الأمريكية "لأنها بلد يستقبل الجميع".

أما فناه أحمدي الصحافي الأفغاني البالغ من العمر 29 عاما، فقد توجه أولا إلى إيران حيث حصل على تأشيرة إنسانية لدخول البرازيل بعد "فترة طويلة" من الانتظار.

يقول "بعد ذلك عبرت تسعة إلى عشرة بلدان للوصول إلى المكسيك. هناك الكثير من العقبات لكن كل هذه المشاكل أصبحت ورائي، واليوم أنا هنا".

ملف الهجرة وحملة الانتخابات الرئاسية:

وملف الهجرة في صلب حملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في الخامس من نوفبمر.

ومطلع يونيو وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن المرشح لولاية ثانية، مرسوما يمنع المهاجرين الذين دخلوا الأراضي الأمريكية بطريقة غير شرعية من الاستفادة من حق اللجوء عندما يتجاوز عددهم 2500 يوميا على مدى سبعة أيام متتالية.

كما أعلن الرئيس الديمقراطي الثلاثاء إجراءات لتسوية الأوضاع قد يستفيد منها آلاف الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة، وهي تدابير دانها خصمه الجمهوري دونالد ترامب على الفور.

وأكد الرئيس الأمريكي أنه "يمكن ضمان أمن الحدود مع المكسيك وتوفير سبل قانونية للهجرة".

من المهم الإشارة إلى أنه وفي 2023 أوقفت الولايات المتحدة 2.4 مليون شخص دخلوا البلاد بطريقة غير مشروعة وهو رقم قياسي.

تهجير قسري:

وقال المحلل السياسي اليمني عادل المدوري: إن التهجير القسري للسكان في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، يعتبر أحد أخطر جرائم الحرب التي ترتكبها الجماعة الحوثي بحق الشعب اليمني، لافتا إلى أن هناك حالات تهجير أخرى ذات طابع عسكري تحصل في المناطق القريبة من خطوط التماس وبالتالي تقوم الجماعة بطرد السكان واستخدام مساكنهم للأغراض العسكرية.

وأوضح المدوري في تصريح صحفي، أنه منذ استيلاء الجماعة على العاصمة صنعاء، وانقلابها على الحكومة الشرعية، وهي تمارس سياسة تهجير السكان لأهداف مختلفة منها التغيير الديموغرافي خاصة في المناطق التي تخالفها فكرياً.

وأضاف بأن مليشيات الحوثي تقوم باستقدام مجاميع من عناصرها لإحلالهم بدلاً عن السكان الذين تقوم بتهجيرهم من مساكنهم ومناطقهم.

حملة تغيير ديموغرافية:

من جهته، أكد وكيل لجنة حقوق الإنسان اليمنية عصام الشاعري أن جماعة الحوثي نفذت حملة تغيير ديموغرافي كبيرة على قرى مديريات الحديدة، وتم تهجير سكانها الأصليين من منازلهم بشكل كامل منها قرى المعاريف والحضارية وبني السهل وبني الصباحي والقصيرة والقرى القريبة من منفذ الطوال.

وأوضح الشاعري في تصريح صحفي أن جماعة الحوثي نهبت أراضي سكان مديرية بيت الفقية، وقامت بعمليات تهجير قسرية لسكان منطقة رأس عيسى الساحلية وعدد من القرى الساحلية بشكل كامل منها دير الزحيفي ودير الولي وقرية ضبرة.

وفي رد حكومي، استنكر وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، بأشد العبارات، هذه الانتهاكات، وقال في تصريحات رسمية: «إن جماعة الحوثي داهمت تلك المناطق بعشرات العربات والجرافات، واقتحمت عشرات المنازل، وأطلقت النار بشكل عشوائي على المواطنين، ضمن حم

المصدر: المنارة نت + أ ف ب

متعلقات