للعام العاشر على التوالي، تعيش محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، على وقع انتهاكات وجرائم شبه يومية لا تتوقف، لتتحول محافظة إب الشهيرة باللواء الأخضر وعاصمة اليمن السياحية، إلى عاصمة للانتهاكات والجرائم الحوثية، حيث تنغص حياة المواطنين وتحولها إلى رعب وخوف، نتيجة امتهان مليشيا الحوثي لكرامة المواطنين في جميع مناطق ومديريات المحافظة.
خلال العام الماضي، شهدت محافظة إب، سلسلة من الجرائم والانتهاكات الوحشية التي طالت آلاف المواطنين بمختلف مديريات إب العشرين، وبالرغم من قبضة وسطوة المليشيا الحوثية فقد تمكنت منظمة "رصد" للحقوق والحريات، من توثيق ورصد عددًا من جرائم مليشيا الحوثي بحق المواطنين، في ظل عمليات الترهيب والقمع التي يتعرض لها الضحايا جراء إبلاغ الراصدين لتلك الجرائم والانتهاكات.
قرابة 6500 جريمة
تقرير منظمة رصد للحقوق والحريات، أوضح أن عدد الانتهاكات والجرائم التي طالت المواطنين بمختلف مديريات محافظة إب بلغ 6482 جريمة وانتهاك، شهدتها المحافظة خلال العام 2022م.
الانتهاكات والجرائم التي شهدتها إب خلال العام الماضي، طالت كل فئات وشرائح المجتمع، ووصلت كل مناطق ومديريات المحافظة، وتوزعت بين القتل والإصابة والاختطافات والجبايات والتعذيب والسطو والاعتداءات والنهب والقمع والتنكيل والسرقات واقتحام المدارس والمساجد والتهجير ونهب المسافرين، وعمليات الدهس بأطقم وسيارات المليشيا.
377 قتيل وجريح
أبرز الجرائم والانتهاكات التي تفشت بمحافظة إب، خلال سنوات سيطرة المليشيا على محافظة إب، كانت جرائم القتل والإصابة والتي حولت اللواء الأخضر (إب) إلى اللواء الأحمر المصبوغ بالدم في مختلف مديريات المحافظة.
وبحسب تقرير منظمة رصد للحقوق والحريات، فقد تم تسجيل 377 جريمة قتل وإصابة في جميع مديريات المحافظة، خلال العام الماضي، وهو رقم أقل بكثير من الأرقام الحقيقية على الواقع.
التقرير أفاد بمقتل 144 شخصًا وإصابة 233، من بينهم نساء وأطفال وكبار في السن، بالتزامن مع فلتان أمني مروع تشهده محافظة إب، زادت فيه معدلات الجريمة وأعمال القتل والنهب والسطو على ممتلكات المواطنين، حيث وقعت تلك الجرائم نتيجة ممارسات المليشيا وعناصرها أو بسبب نزاعات مسلحة بين عناصر وفصائل حوثية أودت بحياة مدنيين، وأخرى في نزاعات أراضي، ونزاعات شخصية تغذيها المليشيا، وأخذت حالات كثيرة شكل الفوضى الأمنية والحوادث التي تُسجل ضد مجهول بسبب انتشار السلاح بمختلف مديريات إب.
اختطافات وتعذيب
وكشف التقرير عن اختطاف مليشيات الحوثي 452 شخصًا، طالت عددًا من فئات المجتمع من بينهم أطفال، مشيرًا إلى تعرض المئات من المختطفين لعمليات تعذيب نفسية وجسدية مروعة داخل السجون الحوثية بالمحافظة.
ورصد تقرير منظمة "رصد" الحقوقية، تسجيل 6 حالات تعذيب لمختطفين في سجون مليشيا الحوثي بعضهم فارق الحياة نتيجة عمليات التعذيب، فضلا عن تجارة مليشيا الحوثي بمعاناة المختطفين ورفضها الإفراج عن أي مختطف إلا بمقابل مادي، الأمر الذي ساهم في رفع وتيرة الاختطافات.
سطو ونهب واقتحامات
دأبت مليشيا الحوثي على التنكيل بالمواطنين بشتى الوسائل، والتي من بينها اقتحام المنازل والسطو عليها أو نهبها أو ترويع الآمنين فيها من النساء والأطفال.
وبحسب التقرير، فقد رصدت المنظمة، (65) جريمة اقتحام ومداهمة للمؤسسات والمرافق الحكومية والمؤسسات الخاصة والمنازل، إضافة إلى (28) جريمة نهب نفذتها المليشيا، و 13 حالة سطو، وإحراق لمنازل وسرقة سيارات بـ 19 حادثة، فضلا عن وقوع 105 حالة سرقات مختلفة طالت المنازل ومحلات تجارية ومواطنين وسيارات وممتلكات مختلفة، خلال العام الماضي.
وأشار التقرير إلى رصد 11 انتهاكًا طال دور العبادة والمساجد، وإغلاق مدارس التحفيظ ومصليات النساء في مساجد مدينة إب، فضلا عن استغلال الخطاب الديني لنشر أفكار المليشيا الطائفية وتغيير الخطباء والأئمة بما يتوافق مع مشروع المليشيا الهادف لنشر المذهبية وتنشئة الأجيال وفقا لمعتقداتها الطائفية وبما يساعدها على تجنيد طلاب المدارس وصغار السن واستقطابهم للقتال في صفوف المليشيا.
جبايات
التقرير تحدث عن فرض مليشيا الحوثي للجبايات والإتاوات حيث رصد 2289 حالة جباية طوال العام الماضي، استهدفت تجار ووجهاء وصولا إلى المواطنين والطلاب في المدارس، تحت مسميات عدة، وبوسائل التهديد التي طالت مئات التجار، الأمر الذي أجبرهم على دفع مبالغ كبيرة للمليشيا.
ولفت التقرير إلى وفاة 11 شخصا جراء الرصاص الراجع بمختلف مديريات المحافظة و15 حالة عبث بالسلاح أدت لسقوط قتلى وجرحى، بالإضافة إلى رصده 17 حالة عنف أسري شهدتها المحافظة، خلال العام الماضي، مشيرًا إلى أن ثقافة العنف والإفلات من العقاب شجعت على تفشي وزيادة ظاهرة العنف الأسري، كما رصد التقرير تسجيل 14 حالة انتحار خلال العام الماضي، غالبيتها تتعلق بتردي الأوضاع المعيشية.
كما رصد التقرير، مئات من الجرائم التي من بينها السرقات والاعتداءات ونهب المسافرين وتهجير وقمع وتنكيل بالناشطين والإعلاميين واختطافهم، فضلا عن جرائم اقتحامات طالت مدارس حكومية، وإقالات لمدراء مدارس واستبدالهم بعناصر حوثية أو موالين لها، واستخدام المدارس وجامعة إب وجامعات خاصة، كمنصة لإقامة فعاليات حوثية ونشر أفكار المليشيا.