تشهد الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي، المنعقدة حالياً وحتى يوم 25 مايو الجاري، مشاركة سعودية كبيرة على مستوى الأفلام والندوات المختلفة عن قطاع السينما بشكلٍ عام.
وتشارك هيئة الأفلام السعودية ، في الدورة الحالية في جناح المملكة، من خلال تنظيم عدد من الندوات والجلسات النقاشية، على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائي، منها جلسة بعنوان "تجربة صُنّاع الأفلام في الأسواق الناشئة"، والتي عقدت يوم 16 مايو بالمسرح الرئيسي، وأدارها المنتج السعودي أيمن خوجة، وبحضورالمخرج السعودي حمزة جمجوم، ومن زامبيا: المخرجة رونغانو نيوني، ومن الصومال المخرج مو هراوي، ومن الفلبين: مديرة أستوديوهات كروما للترفيه، بيانكابالبوينا.
كما عقدت جلسة أخرى، الخميس، كثاني جلسات الهيئة، تحت عنوان "صُوّر في السعودية: نورة"، وذلك بالجناح السعودي داخل المهرجان.
ونظمت الهيئة، جلسة حوارية بعنوان "التواصل السعودي"، اليوم 17 مايو، في منطقة بلاج ديس بالم، أما يوم 19 من الشهر ذاته، فستُعقد جلسة حوارية بعنوان "الصحة النفسية والرفاهية في قطاع السينما: رعاية بيئة عمل صحية"، في منطقة سكرين تراس.
وفي يوم 20 مايو، تُقيم هيئة الأفلام، غداء تواصل خاص بـ"منتدى الأفلام السعودي"، حيث يستمر لمدة ساعتين، وذلك في الجناح الخاص بها داخل المهرجان.
وتأتي مشاركة الهيئة، بهدف زيادة الوعي بقطاع الأفلام السعودي، وتعزيز الشراكات مع الجهات العالمية في القطاع، وتسهيل التبادل الثقافي، ودفع عجلة التقدم في قطاع الأفلام.
فيلم "نورة"
من جهتها كشفت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، عن عرض 4 مشاريع مدعومة من قبل المؤسسة، ضمن عروض الدورة الحالية من المهرجان، وهي: فيلم "نورة" إخراج توفيق الزايدي، وهو أول فيلم سعودي يُشارك في المسابقات الرسمية للمهرجان، حيث يُعرض ضمن قسم "نظرة ما".
"نورة" هو أول فيلم سعودي يتم تصويره كاملاً في مدينة العلا، وسبق عرضه ضمن فاعليات الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، ونال جائزة أفضل فيلم سعودي في المهرجان.
وتدور أحداثه، في فترة التسعينيات من القرن الماضي، حول "نورة" فتاةٌ طموحة وحالمةٌ، تحبُّ الحياة والفن، رغم عدم توفُّر الفرص الفنية المتاحة أمامها، وتتعرَّف خلال الأحداث على المعلم "نادر" الذي يأتي من المدينة، ويكشف لهمأن الفن يمكن أن يكون وسيلةً للتواصل، وهو بطولة يعقوب الفرحان، وماريا بحراوي وعبد الله السدحان.
كما تعرض مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، ضمن فاعليات مهرجان كان السينمائي، الفيلم المصري "رفعت عيني إلى السماء" إخراج ندا رياض وأيمن الأمير، وفيلم "إلى أرض مجهولة" إخراج مهدي فليفل، و"أنيمال” للمخرجة إيما بينستان، إذ أبدت المؤسسة فخرها واعتزازها بدورها في تمويل ودعم هذه الأعمال، التي وصفتها بـ"الاستثنائية".
مبادرة "المرأة في السينما"
وجدد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، تعاونه مع مجلة فانيتي فير-أوروبا، باستضافته لمبادرة "المرأة في السينما"، التي ستقام على هامشالدورة ٧٧ من مهرجان كان السينمائي، وسيتم تكريم 6 نساء، من بينهن الفنانتان السعوديتان، أسيل عمران وأضوى فهد.
أسيل عمران، هي ممثلة ومغنية شهيرة، برزت منذ عام ٢٠٠٧. امتدّت مسيرتهاالفنّية لتشمل العديد من أعمال الدراما، مثل مسلسل "غرابيب سود" على نتفليكس، و"قابل للكسر"، و"أكون أو لا"، بالإضافة لفيلم "ماذا لو؟" في مجال السينما، فضلاً عن نجاحها في المسرح الموسيقي، كما تُعد أول ممثلة سعودية تظهر في السينما المصرية.
أما أضوى فهد، فدخلت عالم التمثيل في ٢٠١٩، حيث شاركت في العديد منالأفلام، منها فيلم "بين الرمال" الذي عُرض في مهرجان البحر الأحمرالسينمائي الدولي ٢٠٢٢، وفي رصيدها الفني ١٢ فيلماً مختلفاً بجانب عدد من المسلسلات التليفزيونية.
فرش البساط الأحمر لنجوم الفن
ويفرش مهرجان كان السينمائي بين 14 و25 مايو/ أيار، بساطه الأحمر لنجوم الفن السابع من ممثلين ، وكبار المخرجين بالعالم، بينهم جاك أوديار، وباولو سورينتينو، وفرانسيس فورد كوبولا المشارك بفيلم "ميغالوبوليس" الضخم ضمن قائمة تضم 22 عملا.
وتترأس لجنة تحكيم النسخة الـ77 من المهرجان ، الممثلة ومخرجة فيلم "باربي" غريتا غيرويغ، وهي أول أمريكية تتولى هذا الدور.
إكتشاف "ميغالوبوليس"
اكتشف جمهور مهرجان كان العمل السينمائي الضخم "ميغالوبوليس"، للمخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا، والذي طال انتظاره بحكم تاريخ هذا الاسم في الفن السابع، الذي يجر خلفه عقودا من العطاء الفني، استطاع خلالها أن يقدم لعشاق السينما عالميا مجموعة من الأعمال التي ينظر لها كتحف ستبقى خالدة.
وامتلأت القاعة التي عُرض فيها الفيلم عن آخرها بجمهور من الإعلاميين والمدعويين، أتوا لاكتشاف آخر عمل لهذا السينمائي الثمانيني، وأحد المتوجين القلائل بسعفتين ذهبيتين في مهرجان كان. والكثير من النقاد والمهتمين بالشأن السينمائي عالميا، تنبأوا له بسعفة ثالثة بالنظر للأعمال المثيرة والمبهرة التي يطرحها عادة على عشاق الفن السابع.
وبهذا الشأن، كتب جان فرانسي بيكريس على صفحات "ليزيكو" أنه "سيكون الأمر استثنائيا بالنسبة لمحبي السينما أن يتوج كوبولا في آخر السباق بسعفة ذهبية. هذه الأسطورة السينمائية الحية تتفوق على كبار السينما في العالم كالبريطاني كين لوتش والنمساوي ميكائيل هانيكي والسويدي روبن أوستلوند ومخرجين آخرين يعدون من القلائل الذين نالوا السعفة الذهبية مرتين".