منذ أسابيع، ينفذ أهالي مديريتي بني مطر وهمدان، غرب صنعاء، وقفات احتجاجية رفضاً لمساعي شركة مملوكة لقيادات في ميليشيا الحوثي لإنشاء مصنع للأسمدة في مناطقهم.
وتسعى شركة "رواد الوطن لصناعة المستلزمات الزراعية"، التابعة لقيادات في الميليشيا وشخصيات من بينها مهرب المبيدات الشهير التاجر "دغسان"، لإقامة مشروع مصنع للأسمدة في منطقة اللكمة بمديرية همدان، وبالقرب من مناطق آهلة بالسكان.
وأثار قرار إنشاء المصنع الذي وضع حجر الأساس له القيادي في الميليشيا وعضو مجلسها السياسي محمد علي الحوثي، قبل أسبوعين، بتكلفة أكثر من 5 ملايين دولار، غضب أهالي منطقتي "جنب، واللكمة" والواقعتين في أطراف مديريتي همدان وبني مطر والأقرب لموقع المشروع، والذين أظهروا تخوفهم من التأثيرات المحتملة للمصنع ومخلفاته على حياتهم.
وعبر الأهالي عن رفضهم القاطع لإنشاء المصنع الذي قالوا إن إنشاءه بالقرب من التجمعات السكانية يشكل تهديدًا كبيرًا على حياة أكثر من عشرين ألف نسمة، كما يهدد الأراضي الزراعية والآبار والغيول في المنطقة.
وحمل المحتجون ميليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن أي تأثيرات محتملة قد تنجم عن المشروع، مطالبين بضرورة وقف تنفيذه.
وكان أهالي تلك المناطق بعثوا قبل أكثر من أسبوع شكوى لزعيم الميليشيا، عبدالملك الحوثي، حذروا فيها من مساعي إنشاء المصنع في مناطقهم، معتبرين ذلك بمثابة حكم بالموت البطيء على السكان وحيواناتهم ومزارعهم.
وأكدت الشكوى باسم أعيان ومشايخ وعقال وأفراد المنطقتين، أن إنشاء المصنع يمثل تهديدا حقيقيا لحياتهم وتدميرا للأراضي الزراعية والآبار والغيول بما يحدثه المصنع من كارثة بيئية خطيرة وانتشار للأمراض المعدية.
وشركة رواد الوطن شركة هي شركة مساهمة تتبع قيادات في ميليشيا الحوثي، أنشئت في ديسمبر 2021، ووفق موقع الشركة على الإنترنت فإنها تشمل "جميع مستوردي وتجار المواد الزراعية في اليمن، و30 جمعية زراعية، ومؤسسة تنمية وإنتاج الحبوب، برأس مال إجمالي .40 مليون دولار أمريكي".
يذكر أن غضباً شعبياً يتصاعد في الآونة الأخيرة ضد ميليشيا الحوثي التي كشفت وثائق ضلوعها في السماح بدخول عشرات الأنواع من الأسمدة المحظورة لصالح تجار مقربين من زعيم الجماعة، وقيادات داخلها.