كشف محلل سياسي شهير، بأن إيران ما زالت تفكر وتتردد في الرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف قنصليتها في دمشق. مبيناً أن طهران قد تلجأ لوكلائها ومن بينهم مليشيات الحوثي الإرهابية، ومليشيات حزب الله، لتنقذها من المأزق الذي وقعت فيه جراء الهجوم الإسرائيلي، وتجنب الحرب مع تل ابيب.
وقال محمد عباس ناجي الباحث والمحلل السياسي المختص بالشأن الإيراني في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن إيران تواجه خيارات صعبة للرد على قصف إسرائيل قنصليتها في دمشق.
وحول خيارات الرد الإيراني، اكد المحلل السياسي، في حديث لآر تي، ان إيران تواجه خيارات صعبة بمعنى أنها تريد الرد على ضرب قنصليتها في دمشق باعتبار أن القنصلية أرضا إيرانية وبالتالي لا بد أن ترد علي هذا الهجوم على عكس كل الهجمات السابقة.
وأضاف "وفي نفس الوقت إيران لا تريد توسيع نطاق الصراع الحالي أو الانخراط في مواجهة مباشرة مع إسرائيل ولذلك إيران إما ستوجه ضربات عسكرية مباشرة لإسرائيل عن طريق الصواريخ البالستية او الطائرات المسيرة، أما إنها ستكلف وكلائها والجماعات الموالية لها بأنها تقوم بتوجيه ضربات لإسرائيل في الأيام القادمة أو الساعات القادمة".
وأوضح قائلا "في كل الحالات إن الرد الإيراني سيكون محسوب ولن يكون على مستوى عال بشكل يدفع إسرائيل إلى توجيه رد مضاد وبالتالي الدخول في دائرة مفرغة وتعزيز فرص اندلاع او توسيع نطاق الحرب الحالية لتتجاوز قطاع أدنى وتمتد إلى الساحة الإقليمية بشكل عام سواء في جنوب لبنان أو في سوريا أو حتى داخل إيران نفسها مع أن إسرائيل هددت بأنها إذا تعرضت لضربات سترد داخل أراضي إيران".
وأشار إلى أنه ربما كل هذه الخيارات المحدودة هي التي تفسر لماذا استغرقت إيران كل هذا الوقت قبل أن ترد على هجوم إسرائيل على القنصلية في أول أبريل، والآن 12 أبريل وما زالت إيران تُفكر وتتردد في ضبط حدود الضربة لإسرائيل وقراءة الاستفزازات التي يمكن أن تفرضها مثل هذه الضربة على احتمالات مواجهة مباشرة بين البلدين في الفترة القادمة.
ولفت إلى أن التحذيرات التي أطلقها الرئيس الأمريكي بايدن بناء على معلومات استخباراتية وأيضا بناء على اتصالات أمريكية إيرانية، لأن أمريكا تخشى من أن رد إيران على إسرائيل قد يستهدف مصالحها الأمنية من خلال استهداف وكلاء إيران قواعد الولايات المتحدة في سوريا والعراق.
وقال إن "أمريكا صرحت بأن ليس لها علاقة بالهجوم على القنصلية الإيرانية وبالتالي الولايات المتحدة لا تحبذ أن تكون طرفا مباشرا في الرد المضاد بين إيران وإسرائيل في الساعات القادمة لذلك هناك اتصالات أمريكية إيرانية ربما في زيارة حسين عبد الهيان إلى مسقط وتم فيها التباحث حول فكرة تجنب استهداف القواعد الأمريكية وربما التباحث حول مستوى الرد العسكري الإيراني على الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق".
وكانت إسرائيل قد نفذت قصف جوي على القنصلية الإيرانية بدمشق، في الأول من أبريل الجاري، مما أدى إلى انفجارات واشتعال النيران في القنصلية ومقتل العديد من قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الذين كانوا يتواجدون داخل مبنى القنصلية، بينهم الجنرال محمد رضا زاهدي.
وظلت إيران - كعادتها- تهدد بالرد على الهجوم الإسرائيلي منذ نحو أسبوعين، بهدف ذر الرماد على عيون المخدوعين بشعاراتها، دون أن تنفذ تهديداتها على أرض الواقع حتى اللحظة.
وبحسب محللون سياسيون، فإن النظام الإيراني، قد يوجه ضربة خلال الساعات القليلة القادمة، وصفوها بالفقاعية لأهداف إسرائيلية غير مهمة، إما بواسطة صواريخ أو طائرات مسيرة تطلقها قواته، أو عن طريق مليشياته في اليمن أو لبنان أو العراق، حتى يتخلص نظام طهران من الضغط الذي يواجهه من قبل الموالين له، للرد على الهجوم الإسرائيلي على قنصليته في العاصمة السورية دمشق.