شدد رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، على اهمية الوقوف أمام احتياجات المواطنين ومعاناتهم التي أفرزها الوضع الاقتصادي الذي يطحن بالمواطن بسبب الحرب الاقتصادية التي تشنها ميليشيا الحوثي الارهابية، والتي لا تقل ضراوة عن المعركة العسكرية.. موضحا ان ذروة الحرب الاقتصادية لمليشيا الحوثي الإرهابية كانت في حضرموت في أكتوبر من العام ٢٠٢٢، حينما استهدفت ميناء الضبة وتوقف تصدير النفط الخام، وما تكبدته الدولة والمواطن من خسائر جراء ذلك.. منوها الى أهمية اشراك المواطنين في هذه التحديات وان يشعروا اننا نمر بنفس معاناتهم وإعادة الثقة اليهم بمسؤولي الدولة والحكومة والسلطات المحلية.
وقال رئيس الوزراء، ان "حضرموت استطاعت ان تكون واحة آمنة لجميع أبناء اليمن ونموذجًا في التوافق الاجتماعي والتسامح والقبول بالآخر، وايجاد مساحة واسعة من المدنية التي ننشدها".. مشيرا الى ان ما تحقق في المحافظة هو جزء أساسي من المشروع الوطني لاستكمال استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا، وعدم اغفال ان هذه المعركة مستمرة ولا يجب التغافل عنها لان هذا المشروع يستهدف الجميع، وفي ذات الوقت عدم ادخار أي جهد للارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين وتخفيف معاناتهم.
وجدد الدكتور احمد عوض بن مبارك، التأكيد على ان عنوان المرحلة الحالية هو الشفافية والمساءلة والمضي في برنامج الاصلاح المالي والإداري ومكافحة الفساد لإعادة الثقة مع المواطن وتجاوز التحديات والصعوبات والحرص على اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، وان يستوعب الجميع انه ليس هناك شخص فوق القانون.. مؤكدا حرص الحكومة على منح مزيد من الصلاحيات واللامركزية للسلطات المحلية، وتقديم نموذج عملي مع القطاع الخاص وشراكات دولية لتنفيذ مشاريع حيوية تنهض بالاقتصاد وتحقق المزيد من التنمية، وإعداد خارطة بكل الفرص الاستثمارية المتاحة في الوطن.
وأشاد رئيس الوزراء بما قدمته حضرموت من نموذج في الحفاظ على رمزية الدولة ومؤسساتها والمقومات التي تمتلكها للنهوض التنموي الشامل، وما يمكن عمله مع السلطة المحلية في هذا الجانب في اطار تكاملي.. مؤكدا ان هذه الزيارة ليست للقاء بالنخب فقط بل للاقتراب من المواطنين والاستماع الى احتياجاتهم ليشعر المواطن ان الحكومة مهتمة وحريصة بتلمس معاناته والعمل بكل الإمكانات على تخفيفها وتحسين مستوى معيشته اليومية.
جاء ذلك خلال ترأس دولة رئيس الوزراء، اليوم الاثنين، في مدينة المكلا، اجتماعا لقيادات السلطة المحلية والتنفيذية في حضرموت، لمناقشة الأوضاع المعيشية والخدمية والتنموية، والمشاريع المنفذة في هذه الجوانب، والدعم الحكومي المطلوب لمساندة السلطة المحلية.
ولفت الدكتور بن مبارك، الى تزامن هذه الزيارة مع اقتراب الذكرى الثامنة لتحرير المكلا وساحل حضرموت من عناصر تنظيم القاعدة الارهابي، مترحمًا على أرواح الشهداء الابطال الذين تصدّوا لهذا المشروع الظلامي.. مقدما الشكر لتدخلات ومواقف الاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، في إسناد معركة التحرير وهي مواقف حاضرة ومحفوظة في وجدان جميع اليمنيين.
وأشاد رئيس الوزراء، بما تقدمه حضرموت من نموذج في التماسك الاجتماعي انطلاقا من ارثها المتراكم والعريق الذي تجاوز الجغرافيا واصبح مقدار عطاءه عابرا للقارات على مدار التاريخ، واهمية الحفاظ على هذا التماسك والدور القيادي المجتمعي.