أعلن المرصد اليمني للألغام، الخميس، توثيقه مقتل وإصابة 105 مدنيين جراء الألغام الحوثية ومخلفات الحرب في عدة محافظات يمنية. جاء ذلك في بيان له بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام الذي يصادف الـ 4 من أبريل من كل عام.
وقال المرصد في بيانه "تواصل الألغام والذخائر غير المنفجرة حصد أرواح المدنيين خاصة الأطفال والنساء في محافظات يمنية عدة، ففي كل يوم يتسبب هذا التلوث بوقوع فجائع وخسائر بشرية ومادية في عدد من المحافظات".
وأكد المرصد توثق فريقه الميداني خلال الفترة من الأول من يناير 2024 وحتى اليوم الرابع من أبريل 2024، سقوط 105 ضحايا في صفوف المدنيين (41 قتيلا و64 جريحا) معظمهم من الأطفال والنساء، كما أصيب عدد من الجرحى بإعاقات مستديمة.
وأوضح المرصد، أن محافظة الحديدة تصدرت قائمة ضحايا انفجارات الألغام والذخائر فيما توزعت خارطة الحوادث والضحايا على مناطق ملوثة بمحافظات (لحج، تعز، البيضاء، مأرب، الجوف، صعدة، وحجة).
وقال المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام فارس الحميري: "إن الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون بعشوائية وبكثافة لوثت مناطق مأهولة ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وتحصد يوميا المزيد من أرواح اليمنيين". وأكد أن "المدنيين في المناطق الملوثة يعيشون حالة خوف وقلق يومي في ظل غياب التوعية بكيفية حماية أنفسهم، كما يواجه النازحون العائدون إلى منازلهم والمسافرون على الطرقات بما في ذلك الطرق البديلة مخاطر موت محقق".
وأضاف الحميري: "رغم انخفاض التصعيد العسكري منذ بدء سريان الهدنة في أبريل 2022، لا تزال الألغام تفتك بالمدنيين، والحاجة الملحة تتمثل في البدء بإجراءات إزالة الألغام باعتبارها ركيزة أساسية في حماية المدنيين وإعادة دورة الحياة الطبيعية وشرط أولى لتحقيق الأمان والسلام في البلاد".
وجدد المرصد مطالبته لجماعة الحوثي "بالتوقف فورا عن زراعة المزيد من الألغام وتسليم خرائطها، والشروع الفوري في نزع الألغام من منازل النازحين والطرقات العامة ومصادر جلب المياه والأراضي الزراعية ومناطق رعي الماشية"، كما جدد دعوته للحكومة إلى تقديم المساعدات اللازمة لضحايا الألغام المدنيين، إضافة الى إيلاء الفرق العاملة في مجال التطهير والنزع الاهتمام الكامل والاستجابة لمطالب اعتماد فرع للمركز التنفيذي لمكافحة الألغام في الحديدة.
وأشاد المرصد بعمليات الإسناد الإنساني الذي يقوم به المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام"، وقال إنها محل تقدير يمني كبير؛ حيث مثلت جهود المشروع على الأرض مصدرًا حقيقيًا لحماية وإنقاذ آلاف المدنيين الأبرياء.
وشدد المرصد في ختام بيانه على ضرورة وضع الرُعاة الإقليميون والدوليون للسلام في اليمن، ملف الألغام ضمن أولويات أي جهود للحل في اليمن.