زف مستشفى شهير، بشرى سارة لمرضى الفشل الكلوي وأسرهم واصدقائهم، بعدما نجح في إجراء أول عملية لزراعة كلية خنزير في جسم إنسان.
وأعلن مستشفى ماساتشوستس العام، أمس الخميس ، نجاح زراعة كلية خنزير في إنسان حي في العقد السادس من عمره ، ما يُعد نجاح علمي وطبي كبير سيعمل على انقاذ ملايين المصابين من الغسيل الكلوي والموت.
وقال مستشفى ماساتشوستس العام الامريكي، إنه تم زراعة كلية خنزير معدلة وراثيا من خلال إزالة جينات الخنازير الضارة وإضافة جينات بشرية معينة لتحسين توافقه مع البشر ، في رجل يبلغ من العمر 62 عاما كان يعاني من الفشل الكلوي.
وأوضح المستشفى ان العملية الجراحية التي جرت يوم السبت الماضي ، من قبل الجراحين بمركز زراعة الأعضاء العامة استغرقت أربع ساعات.
وأشار مستشفى ماساتشوستس العام، الى إن هذا الإجراء يمثل نقطة تحول في السعي لتوفير أعضاء متاحة بسهولة للمرضى.
وقالت آن كليبانسكي الرئيسة التنفيذية لشركة "ماس جنرال بريجهام" إن الباحثين والأطباء يدفعون حدود العلم لتحويل الطب.
وتابعت "أنه بعد ما يقرب من سبعة عقود من أول عملية زراعة كلية ناجحة ، أثبت أطباؤنا مرة أخرى التزامنا بتوفير علاجات مبتكرة والمساعدة في تخفيف عبء المرض عن مرضانا والآخرين في جميع أنحاء العالم".
وقال المستشفى، إن العملية كانت منعطفا في زراعة الأعضاء - زراعة الأعضاء أو الأنسجة من نوع إلى آخر- كحل محتمل لنقص الأعضاء في جميع أنحاء العالم.
وأكد مستشفى ماساتشوستس العام، أن المريض الذي أجريت له عملية زراعة الكلية، يتماثل للشفاء بصورة جيدة ومن المتوقع أن يغادر المستشفى قريباً.
تاريخ أول عملية زرع كلى
واحدة من أقدم ما ذكر حول إمكانية حقيقية لعملية زرع الكلى كانت التي كتبها الباحث الطبي الأمريكي سايمون فلكسنر، الذي أعلن في قراءة ورقته حول «نزعات في علم الأمراض» في جامعة شيكاغو في عام 1907 أنه سيكون من الممكن في المستقبل آنذاك استبدال الأعضاء البشرية المريضة بإستخدام أعضاء سليمة عن طريق الجراحة - بما في ذلك الشرايين والمعدة والكلى والقلب.
في عام 1933 ، الجراح يوري فورونوي من خيرسون في الاتحاد السوفيتي السابق، حاول إجراء أول عملية زرع كلى بشرية، وذلك باستخدام الكلى التي تم انتزاعها في وقت سابق حوالى 6 ساعات من المتبرع المتوفي إلى أن تم زرعها في الفخذ.
وقام الجراح الروسي، بقياس وظائف الكلى باستخدام اتصال بين الكلى والجلد. وقد توفي صاحب أول عملية زرع بعد يومين من إجراء العملية، حيث كان العضو المزروع غير متوافق مع فصيلة الدم للشخص المستفيد ورفض.
وفي 17 يونيو 1950، أجريت عملية زرع ناجحة على المريضة روث تاكر، وهي امرأة تبلغ من العمر 44 عاما عانت من داء الكلية متعددة الكيسات، في شركة ليتل مستشفى ماري في إيفر جرين بارك، إلينوي. وعلى الرغم من رفض الكلى المتبرع بها بعد عشرة أشهر لأنه لم يتوفر علاجات للمناعة في ذلك الوقت، لتطوير أدوية فعالة مضادة لرفض الأعضاء حيث كان تطوير أدوية من هذا القبيل مازال يتطلب وقتا طويلا وأسهم التدخل الجراحى في إعطاء الوقت لكلية تاكر المنفردة لإسترداد الحيوية حيث عاشت خمس سنوات أخرى.
كما أجريت عمليات زرع الكلى بين المرضى في عام 1952 بمستشفى نيكر في باريس من قبل جان همبرغر على الرغم من أن الكلى قد فشلت بعد 3 أسابيع من العمل بكفاءة.
وفي وقت لاحق وتحديدا في عام 1954، تم إجراء عمليات زرع في مستشفى بريغهام بوسطن بواسطة جوزيف موراي، ج. هارتويل هاريسون، جون ب. ميريل وغيرهم.
وقد تم إجراء العملية ما بين التوائم المتماثلة رونالد وريتشارد هيريك للقضاء على أي مشاكل من ردة فعل الجهاز المناعي. لهذا الجهد والعمل في وقت لاحق، تلقى الدكتور موراي جائزة نوبل للطب في عام 1990. وقد توفى المتلقي، ريتشارد هيريك، بعد ثمانية سنوات من عملية الزرع.
وتهدف عملية الزرع إلى أن تحل الكلى السليمة محل التالفة، والتي يعطيها أحد المانحين. ووفقا للمرض المسبب يمكن زرع الكلية السليمة دون إزالة الكلية أو الكلى المريض.
عادة الكلى السليمة تزرع في مكان منخفض مقارنة بالوضع التشريحي الطبيعي للكلية، خاصة في الحفرة الحرقفية.
ويعد زرع الكلى هو الأكثر شيوعا ولديه نسبة نجاح عالية، يتم تنفيذ هذه العملية لدى المرضى الذين يعانون من مرض الكلى في مراحله النهائية وذلك من أجل إنقاذ حياتهم وتخليصهم من قيود ومعاناة جلسات غسيل الكلى، وآلام المرض.