تقرير أمريكي: هجمات وكلاء إيران في البحر الأحمر لم تمس إسرائيل واقتصادها
الجمعة 9 فبراير 2024 الساعة 13:17
المنارة نت .متابعات

أكد تقرير نشرته مجلة "الشؤون الخارجية" الأمريكية عدم تأثر إسرائيل واقتصادها بالهجمات التي يشنها وكلاء إيران في اليمن (مليشيا الحوثي الإرهابية) على سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، عبر الصواريخ الباليستية والطيران المسيّر.

ولخص التقرير الأزمة المعقدة والصراع في البحر الأحمر، مؤكدًا أنها أزمة معقدة حيث اللاعب الرئيسي فيها إيران، وما الحوثيون إلا أداة، فيما سياسة واشنطن لا تزال بعيدة عن مواجهة الخطر بل تعتمد على ضبط النفس والضربات التحذيرية.

وأشارت المجلة "المتخصصة في السياسة الخارجية والشؤون الدولية الأمريكية"، في تقريرها إلى أنه من المؤكد أن عواقب هجمات الحوثيين لم تشعر بها إسرائيل، وإنما أثرت على ما يقارب 12% من التجارة الدولية التي تمر عبر البحر الأحمر وقناة السويس، وتمثل 30 بالمائة من إجمالي حركة الحاويات العالمية، وفقًا للمجلس البحري لدول البلطيق.

وأوضحت، أن هجمات الحوثيين ضد التجارة الدولية في البحر الأحمر دفعت سفن الشحن لتجنب الإبحار بالمنطقة، ما أدى لرفع أسعار الشحن البحري التي ارتفعت 200 بالمائة، وكانت سببًا في ارتفاع الأسعار، وهي نتيجة طبيعية لما كان على شركات الشحن القيام به ردًا على الإغلاق الفعلي للبحر الأحمر.

ووفقًا لتقرير المجلة، فإنه على ضوء تلك التأثيرات على التجارة الدولية، يتوجب على الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة، إيجاد طرق لاستعادة الهدوء والتجارة إلى البحر الأحمر، والبدء بمطاردة الحوثيين وهزيمتهم، بدلًا من استخدام سياسة التحذيرات والإبلاغ عن شن هجمات ضدهم.

وأكد التقرير أن سياسة واشنطن فشلت فيما يتعلق بحماية الملاحة واحتواء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، من خلال اتباعها سياسة تعزيز تواجدها الإقليمي في المنطقة، واعتراض شحنات الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى الحوثيين، وفرض عقوبات، وأصدرت تحذيرات متعددة للجماعة، وصولًا إلى شن ضربات ضد منشآت الحوثيين.. موضحًا أن تلك الإجراءات لم توقف هجمات الحوثيين.

ويرى التقرير، الذي أعده "نعوم ريدان وغرانت روملي"، أن الولايات المتحدة وشركاءها كانوا يأملون تجنب الصراع مع الحوثيين، وهي مفارقة مؤسفة، لكنه يقدم درسًا للمستقبل مفاده أن سياسة الانتظار فترة طويلة للانتقام غير مجدية مع الحوثيين، بل منحتهم فرصة لتحدي واشنطن وأعطتهم القوة للاستعداد لشن هجمات مضادة.

وأكدت المجلة في تقريرها، أن واشنطن بحاجة دائمًا للقوة، وعليها ضرب الجماعة حتى تصبح غير قادرة على شن هجمات على أهداف في البحر الأحمر، حيث بات من المؤكد أنها جماعة تنفذ أجندة إيرانية وغير معنية بالسلام ولن تنخرط في دبلوماسية ذات معنى.

المجلة رأت، أيضًا، أن واشنطن لو كانت تصرفت بشكل عاجل وأكثر حسمًا مع الحوثيين، لكانت الآن قد أنهت الأزمة التي تهدد الملاحة واختصرت مدة الصراع، وقللت من خسائر التجارة البحرية العالمية، وطمأنت شركاء الولايات المتحدة في المنطقة وخارجها، مشيرة إلى أنه حاليًا سيتعين على العالم الانتظار لفترة أطول بكثير حتى تعود الحياة الطبيعية إلى البحر الأحمر.

وأضاف التقرير: "إن المسؤولين الأمريكيين اختاروا الخيار السلبي في التعامل مع الحوثيين، المدفوع برغبة الحفاظ على وقف إطلاق النار لعام 2022 الذي أوقف الحرب الأهلية في اليمن، ومنع الصراع في غزة من الانتشار عبر المنطقة".

يتابع: "ومع ذلك، فشل مزيج واشنطن من ضبط النفس والرسائل، وحشد القوات، وإصدار التحذيرات المتكررة للحوثيين، رغم أنه كان أمامها إمكانية الرد بضرب البنية التحتية العسكرية للحوثيين بسرعة، وتحييد التهديد بالوسائل العسكرية ضمن حدود القانون الدولي".
 

متعلقات