تجسد الفنانة التشكيلية الفلسطينية أمل أبو السبح، بطريقة فنية، مأساة شعبها المتفاقمة مع استمرار غارات قوات الاحتلال الإسرائيلي العنيفة على قطاع غزة.
وتحوّل الفنانة الفلسطينية الشابة، أطلال الخراب الذي حلّ بالجيب الفلسطيني الصغير المحاصر ، إلى رسومات فنية بديعة..
وتعكس لوحات الفنانة التشكيلية، الواقع المأساوي للفلسطينيين في كل ركن من أركان قطاع غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر الماضي.
أمل ذات السادسة والعشرين عاما، ترسم تارة بيدها كاملة وبأصابعها تارة أخرى، في ظل انعدام مواد الرسم في قطاع غزة الذي يتعرض للحرب والحصار من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وتحاول بالألوان المتوفرة لديها والتي استطاعت انتشالها من منزلها المدمر في غزة، ونقلتها معها باستمرار في أماكن نزوحها حتى وصلت إلى رفح، أن توصل رسالتها للعالم وأن تنقل هذه المعاناة، وأن تحسن من نفسيتها من خلال الرسم.
تدخل الفنانة الفلسطينية الشابة، البيوت المدمرة والتي حتمًا كانت تحوي مئات القصص والحكايا، فترسم به جداريات عن المأساة والمعاناة والأمل.
وعبر الرسم على أنقاض المنازل المدمرة توصل رسالة المعاناة والألم الى مختلف فئات المجتمعات في العالم.
التمسك بالأرض:
وتقول، إن هذه الجدارية تحمل "عدة رسائل أبرزها تمسك الفلسطينيين بأرضهم رغم الدمار المحيط بهم".
وتضيف: "هذه الجدارية الملونة بألوان تعكس المعاناة كالأسود والأحمر، محاطة بركام ودمار كبير في منطقة ادعت إسرائيل أنها آمنة".
وذكرت أنها تعمّدت وضع الأرقام على هذه الجدارية، للتأكيد أن "الشهداء المدنيين الذين يسقطون في الغارات الإسرائيلية ليسوا أرقاما، وليسوا عسكريين إنما هم مدنيون آمنون".
قصف المنازل على رؤوس المدنيين:
وأوضحت الفنانة التشكيلية، أن هذا الدمار الذي "تشهده مدينة رفح بقطاع غزة بالتحديد، تنفي أي مزاعم إسرائيلية بـ"أمان هذه المناطق".
واستكملت قائلة: "يدعي المحتل أن هذه المدينة آمنة، فيما يتم غدر المدنيين والنازحين فيه، واختراق حالة الأمان، من خلال قصف المنازل على رؤوسهم".
ويتداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي على نطاق واسع لوحات أمل، التي لجأت إلى موهبتها لتوثيق جرائم الاحتلال وتجسيد معاناة شعبها، وكدرع ايضا تواجه به أصوات القذائف والصواريخ والمشاهد المروعة التي يعايشها سكان القطاع بشكل يومي.
وتحظى لوحات الفنانة الفلسطينية، بتغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والدولية.
وعبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تداولوا الرسومات على نطاق واسع، عن إعجابهم الشديد بما احتوته من أعمال فنية إبداعية ومؤثرة..
90 بالمئة نازحون:
يذكر أنه منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، طالبت قوات الاحتلال، سكان مدينة غزة وشمال القطاع بالتوجه من شمال وادي غزة إلى المناطق الواقعة في جنوبه والتي تشمل المنطقة الوسطى ومدن دير البلح وخان يونس ورفح، بزعم أنها آمنة لكنه يستهدفها بشكل مركز وعنيف.
وكانت القائمة بأعمال مدير مكتب الإعلام والتواصل بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بمدينة غزة، إيناس حمدان، قالت في تصريح سابق، إن ما يقارب من 90 بالمئة من سكان قطاع غزة نازحون.