تعيش قيادة مليشيا الحوثي الانقلابية قلقاً متنامياً، جراء توسع حالة السخط الشعبي الرافض لسياسة التجويع والإفقار، التي تنتهجها المليشيا الحوثية بحق السكان في صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها، ما دفعها الى ملاحقة الناشطين والكتاب بمواقع التواصل الاجتماعي.
وسبق وأعلن القيادي الحوثي عبد القادر المرتضى أن جماعته تعيش معركة جديدة في الداخل، وتحديدا في صنعاء، وقد ظهر ذلك جلياً في اعتداء العناصر الجماعة على الصحفي مجلي الصمدي رئيس إذاعة "صوت اليمن" وقبله الدكتور إبراهيم الكبسي.
الصمدي مرة أخرى
ومؤخرا لجأت مليشيا الحوثي الى أساليب جديدة لقمع الأصوات المجتمعية الرافضة لها، أبرزها الاعتداء والضرب المباشر في وضح النهار، حيث اعتدت عناصر حوثية بالضرب المبرح على الصحفي "مجلي الصمدي" الأسبوع الماضي أمام منزله في صنعاء، للمرة الثانية، غداة يوم من إصدار محكمة الاستئناف التابعة للحوثيين حكما قضى بمصادرة إذاعته.
وأظهرت الصور التي نشرها الصمدي عقب الاعتداء عليه آثار الاعتداء، حيث تظهر كدمات في رأسه وأجزاء مختلفة من جسده، كما قامت عناصر الحوثي بتهشيم زجاج سيارته. وسبق وتعرض الصمدي لاعتداء في أغسطس 2023 وهو عائد الى منزله بصنعاء، وحمل الصمدي الحوثيين المسؤولية وطالب بملاحقة الجناة دون جدوى.
الاعتداء الحوثي يأتي نتيجة استمرار الصمدي في متابعة قضية إذاعته الخاصة "صوت اليمن" والمطالبة باستعادتها والتي اقتحمتها المليشيا في فبراير/شباط 2022، وأغلقت بثها، واتهم “الصمدي” حينها وزير الإعلام في حكومة المليشيا غير المعترف بها “ضيف الله الشامي” بنهب ومصادرة أجهزة الإذاعة.
الاعتداء على الكبسي
الدكتور "إبراهيم الكبسي" وهو دكتور وأكاديمي أعلن عبر صفحاته على مواقع التواصل معارضته ورفضه سياسة التجويع الحوثية بحق السكان، لكنه تعرض هو الاخر لاعتداء عنيف من الحوثيين في أواخر شهر سبتمبر من العام 2023.
وقد أدى الاعتداء الى كسور في يديه، وأظهرت الصور التي نشرها على صفحته كدمات متعددة على جسمه، كما تعرضت سيارته أيضا لتهشيم الزجاجات، كما هو الحال مع الصحفي الصمدي.
وبحسب مصادر مطلعة فإن مليشيا الحوثي هددت الدكتور "الكبسي" في حال استمر بالكتابة عبر صفحاته وانتقاده الجماعة، الأمر الذي أجبره على مقاطعة وسائل التواصل الاجتماعي.
غضب يتسع
يقول فهمي الزبيري وهو مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة إن "الغضب الشعبي ضد الحوثيين يتسع كل يوم، ترافقه انتهاكات واختطافات وقمع وتقييد للحريات" مؤكدا أن العام الماضي شهد تطورا مهما في تزايد موجات من المواجهة الشعبية الرافضة للمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بالرغم استخدام القوة وأدوات السطوة القمعية، لكن الأصوات الغاضبة أشد وقعاً وتأثيرا.
وأوضح في تصريح صحفي إنه يتضح من خلال جريمة الاعتداء على الصحفي الصمدي والدكتور الكبسي بصنعاء أن المليشيا تحاول جاهدة إسكات الأصوات الرافضة لها بكل الوسائل، ومنها الاعتداء والاختطافات والتغييب وغيرها، لكن الأصوات اليمنية الغاضبة والرافضة لسياسة الحوثي أشد وقعاً وتأثيرا.
وفي حديثه لـ"العاصمة أونلاين" أشار الزبيري الى الحراك الشعبي السابق، حيث انتشرت عبارات وصور في شوارع صنعاء تنادي برحيل المليشيات، وامتلأت جدران العاصمة " ارحل يا حوثي"، وأصيبت المليشيات بالذعر وقتها ما دفعها إلى تهديد عقال الحارات واختطاف الناس بشكل عشوائي