عاقبت قوة مسلحة من ميليشيا الحوثي جمارك صنعاء الواقعة تحت سيطرة الميليشيا، لإيقافها شحنة مبيدات "إسرائيلية" محظورة، استوردتها شركة تابعة للتاجر "دغسان"، حيث اقتحمت قيادات في تلك القوة مقر المصلحة وأخرجت القاطرة بالقوة، مؤكدة أنها تنفذ "توجيهات عليا".
وأظهرت وثيقة أن قيادات كبيرة في قوات النجدة التابعة للميليشيا، أخرجت في الـ28 من نوفمبر الماضي، قاطرة "محملة بمبيدات سامة من نوع (بروميد الميثيل المحظور والممنوع)، تابعة لشركة سبأ العالمية والخاصة بالتاجر (دغسان)".
ووفقا للوثيقة المتداولة، وهي عبارة عن بلاغ موجه من مدير عام جمارك صنعاء، إلى غرفة العمليات المشتركة بالمصلحة، فإن قائد كتيبة الخدمات بقوات النجدة التابعة للميليشيا نبيل لطف الله، ومعه الضابط عبدالله الباردة، اقتحموا ساحة مكتب الجمارك، صحبة طقمين عسكريين مع الأفراد التابعين لقوات النجدة، وأبلغوا ضابط أمن الجمرك بأن لديهم توجيهات من مدير عام القيادة والسيطرة بوزارة الداخلية بإخراج القاطرة.
وأشار البلاغ إلى أنه عقب ذلك وصل قائد قوات النجدة "أبو بدر المراني"، بصحبة أفراد مسلحين، وقاموا بإخراج القاطرة "من ساحة الجمرك بالقوة، وأخبروا مدير عام الجمرك بأن لديهم توجيهات عليا بذلك، ولا يمكن لأحد منعهم عن تنفيذ تلك التوجيهات"،
وأضاف أن "القاطرة المذكورة لم يتم استيفاء الرسوم الجمركية والعوائد الأخرى، وكذا لا يوجد لها أي تصاريح من (وزارة الزراعة والجهات المعنية)، كونها تحمل مبيدات محظورة".
و"بروميد الميثيل" هو مادة عضوية سامة تصنع بشكل رئيسي في دولة الاحتلال الإسرائيلي، وبإمكانها وفقا للأبحاث، إتلاف الجهاز العصبي للشخص الذي يتعرض لها بشكل مباشر، كما أنها سبب مباشر للعديد من الأمراض التي تصيب الأشخاص الذين يتناولون الفواكه والمزروعات التي تتعرض للمادة.
ويخضع المركب للرقابة وفقا لبروتكول مونتريال عام 1988، وميثاق فيينا عام 1992، وهما اتفاقيتان وقعت عليهما اليمن، باعتباره من الموادّ التي تضر بطبقة الأوزون، وبدأت الدول تحظر استعماله منذ توقيع الاتفاقيتين، بينما انتهت فترة التقليل من استعماله في الدول النامية في العام 2010.
والمثير في شحنة المبيدات الأخيرة، أن إدخالها من قبل قيادات ميليشيا الحوثي بالقوة، جاء بالتزامن مع حملات للميليشيا تمنع سلعا غذائية وطبية وغيرها من دخول البلاد، بحجة أنها منتجات إسرائيلية يجب مقاطعتها، وذلك في إطار سعيها لاستثمار منالعدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة التي يرتكبها الصهاينة في قطاع غزة، لإخضاع التجار والمستوردين والمواطنين بمناطق سيطرتها.
ويعد التاجر دغسان من أهم التجار الذين يدينون بالولاء لقيادات الحوثيين ويشتركون معه في صفقات كبيرة، خاصة في تجارة الأسمدة والممنوعات وبعض الصفقات المرتبطة بمواد تستخدم في التصنيع، إضافة الى التهريب، وهو ما يجعل المساس بمصالحه من قبل ذي الرتب الأدنى أمراً غير مقبول لدى قيادات الجماعة بغض النظر عن الشعارات التي ترفعها أمام الجماهير.