أعلن فريق من العلماء الصينيين ، عن ولادة أول قرد حيا، بأطراف متوهجة وعيون خضراء، يحتوي على نسبة عالية من الخلايا المشتقة من خلايا جذعية مأخوذة من جنينين.
وكشف العلماء أن القرد "الخيميري" (حيوانات تحتوي على مجموعات من الخلايا من كائنين أو أكثر بأنواع مختلفة من الحمض النووي)، هو حيوان تم إنشاؤه في المختبر باستخدام خلايا خاصة، ويتميز بأطراف أصابع صفراء متوهجة وعيون خضراء فلورية.
وقال العلماء إن المخلوق ذو المظهر الغريب، وهو ذكر قرد المكاك طويل الذيل، هو أول حيوان رئيسي على الإطلاق يتم إنشاؤه باستخدام خلايا من جنينين من نفس النوع ولكنها مختلفة وراثيا، والتي قام الفريق بدمجها معا.
وأوضح العلماء أن القرد الصغير ولد مع "نسبة عالية" من الخلايا المانحة، بمتوسط 67% عبر 26 نوعا مختلفا من الأنسجة.
وأشار الفريق الصيني عبر مجلة Cell، إن عمله له آثار واسعة النطاق، بدءا من فهم المزيد عن الحالات المدمرة مثل مرض العصبون الحركي، إلى إيجاد طرق للمساعدة على الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.
وقال كبير العلماء تشن ليو، من الأكاديمية الصينية للعلوم: "هذا هدف طال انتظاره في هذا المجال. هذا العمل يمكن أن يساعدنا في توليد نماذج قرود أكثر دقة لدراسة الأمراض العصبية وكذلك لدراسات الطب الحيوي الأخرى".
وتعد الكائنات "الخيميرية" مهمة لدراسة التطور الجنيني، لكن الأبحاث اقتصرت إلى حد كبير على الفئران.
وفي حين تم إنشاء القرود سابقا في المختبر باستخدام خلايا مانحة، قال العلماء إن هذه المخلوقات لديها مساهمة أقل بكثير من الخلايا من الأجنة "لذلك لا يمكن حقا تسميتها حيوانات خيميرية".
وأوضح البروفيسور مو مينغ بو، المدير العلمي لمعهد علم الأعصاب في الأكاديمية الصينية للعلوم: "مجرد وجود عدة خلايا موزعة جزئيا في جميع أنحاء جسم القرد دون تكوين حقيقي أو هياكل واضحة، لا يمكنك حقا القول هذا هو الخيمر، بالمعنى الدقيق للكلمة. لذا فإن الفرق هنا هو أنه لدينا الآن مستوى عال جدا من المساهمة، حيث تشكل الخلايا المانحة جزءا كبيرا من الأنسجة والهياكل المعقدة في جميع أنحاء جسم القرد".
والخلايا الجذعية هي المواد الخام في الجسم التي تتولد منها جميع الخلايا الأخرى ذات الوظائف المتخصصة.
وفي الدراسة، استخدم الباحثون خطوط الخلايا الجذعية، وهي مجموعة من الخلايا المزروعة في المختبر من خلية جذعية واحدة، مأخوذة من جنين عمره سبعة أيام.
ثم تم حقن هذه الخلايا في أجنة كان عمرها من أربعة إلى خمسة أيام. وبعد ذلك، زرعت الأجنة في إناث قرود المكاك، ما أدى إلى 12 حالة حمل وستة ولادات حية.
ومن بين القرود الستة، ولد قرد "خيمري" صغير حيا وتمكن من البقاء على قيد الحياة لمدة 10 أيام.
وأظهر التحليل أن هذا المولود الذكر كان لديه خلايا جذعية مانحة في 26 نوعا مختلفا من الأنسجة، تتراوح من 21% إلى 92%.
وفي الوقت نفسه، قال العلماء إن هناك جنينا آخر تم إجهاضه كان أيضا "خيميريا إلى حد كبير"، مع ملاحظة الخلايا المشتقة من الخلايا الجذعية في الدماغ والقلب والكلية والكبد وأجزاء من الجهاز الهضمي.
وأشار الفريق إلى أن عمله يتوافق مع اللوائح الأخلاقية الوطنية في الصين. ويخطط العلماء، اعتبارا من الخطوات التالية، لاستكشاف "الآليات التي تكمن وراء بقاء الأجنة في الحيوانات المضيفة"، والتي يقولون إنها ستساعد على تحسين كفاءة توليد "الخيمر".
وقال البروفيسور بو: "صحة القرد لا تزال تمثل مشكلة. إذا أردنا إنتاج نموذج قرد، علينا أن نحصل على خيمر أفضل يمكنها أن يعيش لفترة أطول".