شغل ما يحدث في فلسطين وتحديدا في قطاع غزة الرأي العالمي بكل مجالات ومناحي الحياة، ما بين مؤيد لطرف على حساب الآخر، حتى أن الرياضة لم تكن بالبعيدة عن ذلك، وبخاصة كرة القدم.
على الرغم من كون قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم يمنع الترويج لأي محتوى سياسي، إلا أن هذه القاعدة قد تم الحياد عنها في السنوات الأخيرة لصالح عدد من القضايا على حساب غيرها، ليضع الـ"فيفا" نفسه في موقف محرج تسبب فيه بنفسه، عندما سمح في بعض الأحداث العالمية الترويج لبعض الجهات على حساب أخرى.
تهديد: "الاعتذار أو الرحيل"
انتشرت قصة تهديد نجم كرة القدم الجزائري يوسف عطال المحترف في نادي نيس الفرنسي، من قبل عمدة مدينة نيس، كريستيان إستروزي، حول العالم كالنار في الهشيم، عندما نشر الجزائري منشورا أعلن من خلاله عن دعمه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني.
ليطالب عمدة مدينة نيس الفرنسية، من اللاعب بالإعتذار وتوضيح موقفه، مهددا بطرده في حال لم يدين عمل حركة حماس.
وكان الجزائري قد أعلن عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، حول ما يحدث في قطاع غزة، حيث نشر على حسابه عبر "إنستغرام" صورة له، وهو يتوشح الكوفية الفلسطينية، وأرفقها بعبارة "الحرية لفلسطين"، لينشر الجزائري لاحقا منشورا معتذرا عم نشره في وقت سابق.
من جهته أوقف نادي ماينتس الألماني مهاجمه الدولي الهولندي من أصل مغربي، أنور الغازي، بسبب موقفه الداعم للفلسطينيين.
وجاء في بيان النادي أنه تم إعفاء اللاعب من التدريبات والمباريات كرد على المنشور الذي نشره اللاعب ليعود ويحذفه، ونشر النادي تغريدة أعلن فيها على أن ما نشره اللاعب لا يعبر عن رأي النادي.
وقال المهاجم الدولي في منشوره : "إنها ليست حربا. عندما يقوم طرف بقطع المياه، والغذاء والكهرباء عن طرف آخر، فهذه ليست حربا. عندما يملك طرف أسلحة نووية، فهذه ليست حربا".
واضاف: "عندما يتم تمويل طرف بمليارات الدولارات، فهذه ليست حربا. عندما يقوم طرف باستخدام الذكاء الاصطناعي لنشر معلومات مغلوطة عن الآخر، فهذه ليست حربا… هذا ليس صراعا وهذه ليست حربا. ما نشهده الآن بشكل حيّ هو إبادة جماعية ودمار شامل. من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة".
"فلسطين حرة"
في خطوة ليست بالأولى ساند النجم الفرنسي السابق ونجم نادي مانشستر يونايتد، إيريك كانتونا، القضية الفلسطينية ، ناشرًا عبر حسابه على منصة "إنستغرام" منشورا.
وجاء في المنشور: "الدفاع عن حقوق الإنسان للفلسطينيين لا يعني أنك مؤيد لحماس، قول "فلسطين حرة" لا يعني أنك معاد للسامية أو "تريد رحيل جميع اليهود"، النداء بهذا الهتاف معناه أن الفلسطينيين أحرار من الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يسرقهم حقوق الإنسان الأساسية لهم لمدة 75 عاما. شعار "فلسطين الحرة" يعني التوقف عن إبادة 2.3 مليون فلسطيني يعيشون في أكبر سجن مفتوح في العالم، نصفهم من الأطفال، وإنهاء الفصل العنصري الذي فرضته الحكومة الإسرائيلية، مع منح الفلسطينيين السيطرة على البنية التحتية الأساسية في أراضيهم".
وشاركت كانتونا زوجته الجزائرية الأصل، الممثلة رشيدة براكني، التعاطف نفسه مع الفلسطينيين.
وكان النجم الفرنسي لكرة القدم كريم بنزيمة من أبرز الداعمين للفلسطينيين، بمنشور يوم الأحد على صفحته الخاصة على منصة "إكس"، أعلن فيها تضامنه مع غزة، لتحصد أكثر من 3 ملايين مشاهدة في الساعات الأولى لنشرها.
"إزدواجية معايير وصمت عالمي"
وصف الإعلامي الرياضي الفلسطيني، أحمد الرجوب، في لقاء مع "سبوتنيك"، ما يحدث بـ"ازوداجية المعايير".
وقال: "أود أن أترحم على شهداء فلسطين وأتمنى الشفاء للجرحى، نشاهد عجز وصمت عالمي أمام الكارثة التي تحدث في فلسطين، والجميع يتبنى الرواية الإسرائيلية حول قصف المستشفى يوم أمس، ورياضيا يمكننا الحديث عن استشهاد أكثر من 5 لاعيين حتى اللحظة واستشهاد إداريين من أندية القطاع".
وأضاف: "نشاهد صمتا دوليا في الرياضة ومحاربة لهذا الانتصار الفلسطيني إن صح القول، ومحاربة لما يحدث في فلسطين في قطاع غزة من قبل الجيش الإسرائيلي، وشاهدنا بايرن ميونيخ يعاقب مزراوي، بالإضافة لعدم الجرأة للكثير من اللاعبيين العرب حول التصريح علانية بتأييدهم لفلسطين، ولا ننكر ولا ننسى اللاعبين الذين وقفوا وساندوا القضية الفلسطينية وعلى رأسهم مزراوي ويوسف التعمري، وكل اللاعبين العرب الذين ساندوا".
حرب أندية ووقوف مع إسرائيل
واختتم الإعلامي الرياضي الفلسطيني الرجوب: "نشاهد حرب من قبل أنديتهم والاتحاد الاوروبي، كما ونشاهد وقوف دقائق صمت على الضحايا الإسرائيليين في وقت لا نشاهد أي تعليق أو تعقيب على الضحايا الفلسطينيين، إزدواجية المعايير دائما وأبدا ما تكون مختلفة عندما يتعلق الأمر بالمسلمين والعرب".