حذرت دراسة جيولوجية من مخاطر الانهيارات الصخرية التي باتت تواجه العديد من المدن اليمنية، وآثارها على حياة السكان، والتي باتت تشكل مع التغير المناخي والحروب مخاطر تواجه سكان اليمن وتحديدا في المناطق الجبلية.
وتوقعت الدراسة التي أجرتها هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية في اليمن، أن تكون مديريتا صيرة والمعلا جنوب محافظة عدن، معرضتين لمخاطر الانهيارات الصخرية بسبب التكوين الجيولوجي لصخور الجبال المحيطة بهما، والتي ترجح أسبابها إلى ما يعرف ببركانيات اليمن الثلاثية، وتتميز بوجود التشققات والانقطاعات والفواصل.
ووفقاً للدراسة التي شارك فيها مشروع إنتاج خريطة مخاطر الغطاء الصخري؛ فإن التوسع العمراني والحضري في مدينة عدن، والذي اقترب من المنحدرات الصخرية، ساهم في زيادة عدم استقرارية المنحدرات الصخرية، محددة 8 مواقع شديدة الخطورة في مديرية صيرة، وموقعاً واحداً في مديرية المعلا، وطالبت باتخاذ إجراءات فورية لمعالجتها.
وتشمل هذه الإجراءات التي طالبت بها الدراسة إعادة تأهيل المنحدرات الصخرية لتقليل خطر الانهيارات، وإخلاء السكان من المناطق المعرضة للخطر، ووضع علامات تحذيرية في تلك المناطق، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع وقوع كوارث بشرية في هذه المناطق.
ودعت الدراسة إلى وضع خطة وطنية للحد من مخاطر الانهيارات الصخرية، وإنشاء نظام لرصد الانهيارات الصخرية، وتوعية السكان بمخاطر الانهيارات الصخرية، إلى جانب وضع تشريعات لتنظيم التوسع العمراني في المناطق المعرضة للخطر.
ومنذ ما يقارب العامين لقي 4 عمال في عدن مصرعهم في انهيار صخري أثناء عملية تكسير قرب أحد الجبال في مدينة البريقة غرب المدينة، ورجح مختصون حينها أن أعمال التكسير غير الخاضعة للرقابة كانت السبب في الانهيار، وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط".
يشار إلى غالبية اليمنيين يسكنون منذ القدم في سفوح الجبال وقربها، متخذين منها مأمناً من ظروف الطبيعة القاسية، إلا أنها خلال العقود الأخيرة تحولت إلى خطر يتهدد سكينتهم إلى جانب مخاطر التغير المناخي وآثار الحرب.