أصبحت دول مثل الصين وروسيا والهند والولايات المتحدة مهتمة الآن بموارد القمر القيمة وكيفية استخراجها، وتضم بعض المعادن الأرضية النادرة المستخدمة في الهواتف الذكية، و الهيليوم الذي يمكن أن يوفر مصدرًا لا يقدر بثمن للطاقة، ولهذا السبب اقترحت ناسا سلسلة من مواقع الهبوط حولها لبرنامجها الجديد أرتميس، الذي يهدف إلى إعادة البشر إلى القمر بحلول عام 2025.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، هبطت الهند للتو بمركبتها الفضائية Chandrayaan-3 بالقرب من فوهة مانزينوس القريبة من القطب الجنوبي، بينما كانت روسيا تأمل في استكشاف موقع مماثل بالقرب من فوهة بوجوسلافسكي قبل تحطم مسبارها لونا-25 في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي الوقت نفسه، تخطط الصين لإرسال روادها إلى سطح القمر بحلول عام 2030، وحددت عددًا من مواقع الهبوط المماثلة لوكالة الفضاء الأمريكية، مما أثار مخاوف من صراع محتمل.
ولعل أحد المخاوف التي أعرب عنها رئيس وكالة ناسا، بيل نيلسون، هو أن بكين يمكن أن تبدأ في المطالبة بأراضٍ على القمر تحت ستار البحث العلمي.
وتجاهلت الصين هذا الأمر، ولكن لا تزال هناك درجة لا بأس بها من عدم الارتياح بين العلماء حول كيفية مراقبة موارد القمر.
وفشلت المحاولات السابقة لحكمها، بما في ذلك اتفاقية القمر لعام 1979، في الحصول على إجماع دولي، حيث لم توقع عليها الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين.
ويعتقد الخبراء أن القطبين القمريين يحتويان على أكثر من 600 مليار كيلوغرام من الجليد المائي، وهو ما يكفي لملء ما لا يقل عن 240 ألف حوض سباحة أولمبي، وهذا يعني أن الحصول على المياه الموجودة بالفعل في الفضاء سيكون ذا قيمة لا تقدر بثمن، ليس فقط لرواد الفضاء للشرب والاغتسال، ولكن لإيصالهم إلى الكواكب البعيدة في النظام الشمسي.
كما يعتقد العلماء أنه من الممكن أن يكون هناك عدد من المعادن الأرضية النادرة مخبأة في الحفر المظلمة الباردة للقطب الجنوبي للقمر، مثل شاكلتون، وشوميكر، ودي جيرلاش، وهاوورث.
وتعد هذه المعادن حيوية في التقنيات الناشئة، وكذلك للاستخدام في الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وبطاريات السيارات الهجينة والمعدات الطبية، ومن بين المعادن النادرة التي يعتقد الخبراء أنها قد تتواجد بكميات كبيرة على القمر، السكانديوم والإيتريوم، اللذان يمكن استخدامهما في محركات المركبات، وصناعة الزجاج أو السيراميك، والأجهزة الإلكترونية وأنظمة الرادار.