وفاة معتقل داخل سجن "الضغاطة" .. ومليشيا الحوثي تقايض جثته بـ "تنازل"
الاثنين 14 أغسطس 2023 الساعة 22:08
تقرير / المنارة نت

توفي أحد المعتقلين في سجن الأمن السياسي بمحافظة إب، المعروف بـ "الضغاطة" والتابع لمليشيات الحوثي الإرهابية، أمس الأحد، إثر التعذيب الوحشي الذي تعرض له خلال فترة اعتقاله.

وذكرت أسرة الشاب الضحية "عاطف الجمالي"، أنه بعد أربع سنوات من اختطاف مليشيا الحوثي له "مات بسبب التعذيب" في الوقت الذي ادعى فيه الحوثيون أنه "مات منتحراً".

بدورها قالت مصادر حقوقية محلية، أن أسرة الشاب الضحية "الجمالي" تلقت إخطاراً باستلام جثته بشرط "توقيع تنازل عن قضية وفاته تحت التعذيب".

ومنعت مليشيات الحوثي والدة الضحية، من رؤيته في ثلاجة أحد المستشفيات بمدينة إب قبل أن تمضي على ورقة التنازل في حين طالبت أسرته بعرض الجثة على طبيب شرعي، وفق المصادر.

تعذيب عنيف

من جانبه، أفاد الناشط الحقوقي نجيب الشغدري، أن المواطن المعتقل، تعرض لعمليات تعذيب عنيفة أدت إلى وفاته داخل السجن.

وأوضح الشغدري أنه عقب مقتل "الجمالي" تحت التعذيب باشرت الميليشيات الحوثية بتلفيق تهمة قالت فيها إنه قام بشنق نفسه.

وبحسب الناشط الحقوقي اليمني، يكتسب سجن الأمن السياسي في مدينة إب التابع لجماعة الحوثي المدعومة من إيران سمعة سيئة، حيث توفي عدد كبير من المواطنين المعتقلين بداخله خلال السنوات الماضية بسبب التعذيب المروع الذي تعرضوا له على أيدي عناصر المليشيات.

انتهاكات واسعة 

وكان تقرير حقوقي، قد كشف العام المنصرم، عن انتهاكات واسعة تعرض لها مئات المختطفين في سجن الأمن السياسي في محافظة إب (جهاز المخابرات)، أحد أسوأ السجون التي تُديرها مليشيا الحوثي في اليمن.

وقال التقرير أن مليشيا الحوثي الإرهابية تستخدم في هذا السجن صنوف التعذيب المُفضي إلى الموت، كأحد وسائل عمليات التصفية التي تُشرف عليه فرق إجرامية تتصل مباشرة بزعيم المليشيا عبد الملك الحوثي، بقيادة القيادي الحوثي "أبو هاشم الضحياني"، مدير السجن، الذي تربطه به علاقة قرابة.

ومنذ سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية على محافظة إب، وسط البلاد، في أكتوبر/ تشرين الثاني 2014، وحتى الآن نزل في السجن آلاف المختطفين من مختلف الفئات، خرج غالبيتهم، بعد دفع مبالغ مالية كبيرة، فيما خرج بعضاً منهم جثث مضرجة بالدماء، والبعض الآخر أطلق سراحه في عمليات تبادل، إما رسمية أو خاصة وفق تقارير منظمات حقوقية.

سجن "الضغاطة"

ويوجد في بدروم السجن الواقع في منتصف المجمع إلى الغرب، سجن تعذيب خاص يعرف بـ "الضغاطة" بعمق يصل إلى 12متر تحت الأرض، وهو على شكل حدوة الفرس، ويضم تسع غرف (زنزانات)، وحمام، كما يوجد به ونش معلق بالوسط يستخدم للتعذيب، وكان بالأصل خزان مياه قبل أن يتم بناء غرف فوقه للمستلمين والحراسة، وفتحت فيه أربع منافذ تهوية تغلق بين الحين والآخر أثناء عمليات التعذيب ليصعب على من بداخلها التنفس فيها، حسب التقرير.

وأورد التقرير معلومات عن غرف التحقيق الُمعدة بكل الوسائل التعذيب بينها وسائل حديثة إلى جانب الوسائل القديمة المعروفة مثل الكراسي الكهربائية والصعق بالتيار الكهربائي، والمقصات المختلفة، والأسياخ الحادة، وأخشاب بأحجام مختلفة، وآلات نشر الخشب، ورافعات تعذيب، واسلاك مختلفة، إضافة إلى آلات تصدر أصوات من أجل إرهاب وإرعاب المعتقلين.

وأضاف التقرير الحقوقي، أنه من ضمن وسائل الترهيب النفسي يتحدث المحققون في بعض الأحيان عن غرفة خاصة بها حيوانات وزواحف سامة مثل الثعابين والعقارب.

واستمع التقرير لشهادات اثنين من الناجين من التعذيب كشفا فيها معلومات صادمة عن حجم التعذيب الذي تعرضا له طوال بقائهما في السجن سيء الصيت.

المسؤولون عن الجرائم

ويحمل المختطفون، زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، وعدد من قادات مليشيات الحوثي المتمردة ، المسؤولية عن جرائم الاختطاف والإخفاء والتعذيب والقتل، على رأسهم مدير السجن المدعو "أبو هاشم الضحياني"، والمدير السابق المدعو "عادل عنتر"، وقيادات أخرى بينهم المدعو "أبو حمزة" والمدعو "أبو عادل السوادي"، وغيرهم ممن كانوا يديرون الملف الأمني مثل المدعو "أبو كاظم"، ومدير أمن المحافظة الأسبق المدعو "محمد عبد الجليل الشامي"، والقيادي في الجماعة المدعو "فضل المطاع".

متعلقات