الجنرال المتحمس لرئاسة امريكا: أستطيع إنهاء الحرب في 10 أيام
الجمعة 30 يونيو 2023 الساعة 19:36
المنارة نت / متابعات

_الجنرال ماكارثر مثل روح الغطرسة العسكرية خلال الحرب الكورية 

 _في عام 1951 وضع خططا لشن حرب نووية ضد كوريا الشمالية والصين

 _أقاله الرئيس الأمريكي ترومان، جراء مضايقاته وعجرفته من منصب القائد الأعلى لقوات الحلفاء


اقترب العالم من الحرب النووية في أكثر من مناسبة، وكان استعمال سلاح الدمار الشامل خيارا مطروحا خلال الحرب الكورية بين عامي 1950 – 1953، ولم يوقفه إلا الخوف من رد انتقامي.

كان الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت قد كسر لتوه احتكار الولايات المتحدة للسلاح النووي الذي لم تتردد واشنطن في استعماله من دون أي ضرورة ضد اليابان مرتين نهاية الحرب العالمية الثانية.

أمام تلك الهوة النووية وقف الرئيس الأمريكي هاري ترومان، صاحب  قرار إسقاط قنبلتي هيروشيما وناغازاكي النوويتين، والجنرال دوغلاس ماكارثر، الشخصية التي مثلت روح الغطرسة العسكرية الأمريكية بشكل نموذجي.

الجنرال دوغلاس ماكارثر، كان واحدا من خمسة قادة عسكريين يحملون أعلى الرتب العسكرية، وكان قائد قوات الحلفاء في جنوب غرب المحيط الهادئ خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد انتهائها، قاد عملية احتلال اليابان.

هذا الجنرال الأمريكي حين صعبت عليه المهمة في شبه الجزيرة الكورية، وبات الانتصار على الكوريين الشماليين والقوات الصينية التي  تساندهم بعيد المنال، وضع في عام 1951 خططا لشن حرب نووية ضد كوريا الشمالية والصين.

الجنرال دوغلاس ماكارثر، حينها كان ينوي بعد أن ينتهي من الحرب الكورية الترشح لمنصب الرئاسة في بلاده، وكان بحاجة لنصر حاسم يفتح الطريق أمامه على البيت الأبيض. هذا بطبيعة الحال ليس إلا تفصيلا صغيرا كان يقف وراء حماسه لمحرقة نووية في شبه الجزيرة الكورية.

قبل أن يصل إلى هذا المقترح الكارثي، اتبع الجنرال استراتيجية لتدمير كل أشكال الحياة في كوريا الشمالية، حيث تم بنهاية أغسطس 1950 إسقاط 800 طن من القنابل يوميا بواسطة الطائرات القاذفة "بي 29 "، ثلثها قنابل النابالم الحارقة. 

هذا النوع من القنابل أسقط منه على كوريا الشمالية، أكثر من 3 ملايين لتر بين شهري يونيو وأكتوبر عام 1950.

الجنرال دوغلاس ماكارثر وكان حينها يقود رسميا "قوات الأمم المتحدة" في ذلك النزاع، أمر بتحويل المنطقة بين الجبهة والحدود الصينية إلى صحراء، وتدمير المباني والمصانع في المدن والقرى. وتعليماته نفذت بدقة.

عن تلك الحرب، كتب كونراد كرين، وهو من القوات الجوية الأمريكية يقول في وصف الدمار: "لقد جلبوا دمارا مروعا إلى جميع أنحاء كوريا الشمالية. أظهر تقييم للأضرار الناجمة عن القصف الذي تم تنفيذه بعد وقف إطلاق النار أنه من بين 22 مدينة رئيسة، تم تدمير 18 بمقدار النصف على الأقل".

ويستشهد كرين بجدول عن الأضرار التي لحقت بالمراكز الصناعية في كوريا الشمالية، يشير إلى أنها دمرت بنسب تتراوج بين 70 إلى 100 بالمئة.

وفي هذا السياق، يصف صحفي بريطاني إحدى القرى في كوريا الشمالية التي مسحت بالكامل بقوله إنها تحولت إلى "تل منخفض وواسع من الرماد الأرجواني".

تحولت أجزاء كبيرة من كوريا الشمالية التي كانت بدأت الحرب في محاولة لتوحيد شبه الجزيرة الكورية، إلى أرض محروقة، إلا أن التدخل الصيني والدعم السوفيتي أوقف الأمريكيين.

حين تعثرت العمليات العسكرية الأمريكية وأجبر الأمريكيون وحلفائهم على التراجع بعد أن كانوا احتلوا معظم كوريا الشمالية، بدأ الجنرال يطالب بتوجيه ضربات نووية ضد كوريا الشمالية والصين.

ضغط الجنرال بقوة على ترومان، وادعى أنه يستطيع إنهاء الحرب في 10 أيام، وهو في حاجة فقط إلى 25 قنبلة نووية، قال إنه ينوي إسقاطها على منشوريا المحاذية لشبه الجزيرة الكورية!

ماكارثر ذهب أبعد من ذلك، وفكر في استخدام القنابل الهيدروجينية الأكثر فتكا، وكان يريد أن يقيم "شريطا من الكوبالت المشع يمتد من بحر اليابان إلى البحر الأصفر، بصلاحية من 60 إلى 120 عاما . على الأقل 60 عاما لم يتجرأ أحد على عزو كوريا (الجنوبية) من الشمال".

الجنرال المتحمس لاستخدام أسلحة الدمار الشامل لتحقيق انتصار بأي ثمن في حرب إقليمية بعيدة عن بلاده، كان حينها على يقين بأن الاتحاد السوفيتي لن يرد على استخدام بلاد للسلاح النووي.

الرئيس الأمريكي ترومان ضاق ذرعا بمضايقات وعجرفة ماكارثر، فأصدر في 11 ابريل 1951 قرارا بإقالته من منصب القائد الأعلى لقوات الحلفاء في الحرب الكورية.

ترومان كانت لديه حسابات أخرى، وهو لم يكن حمامة سلام. يظهر ذلك في تصريحاته التي لم يستبعد فيها استخدام السلاح النووي في حال انتصرت كوريا الشمالية والصين في تلك الحرب.

الرئيس الأمريكي ردا على أسئلة بهذا الشأن قال: "نحارب من أجل أمننا القومي وبقائنا.. بما في ذلك جميع الأسلحة التي لدينا".

 وحين سئل ترومان: هل هذا يعني أن استخدام القنبلة النووية قيد المناقشة بنشاط؟ أجاب: "يتم دائما مناقشة استخدامه بنشاط".

وكان دوغلاس ماكارثر، خدم
في الفلبين كقائد للقوات الأميركية هناك، وفي عام 1937 قدّم استقالته، وبعد إعلان اليابان الحرب على الولايات المتحدة استدعاه الرئيس الأميركي روزفلت وأعاده إلى الجيش الأميركي وجعله برتبة فريق.

قام بفتح جبهة شاسعة في جنوب شرق آسيا والمحيط الهادي تعتمد على الانقضاض على الجزر التي تحتلها اليابان الواحدة تلو الأخرى وصولا إلى الجزر اليابانية.

تولّى منصب قائد القوات البرية الأميركية في منطقة المحيط الهادي وجنوب شرق آسيا في الحرب العالمية الثانية وبعد انتهاء الحرب قدمت جائزة مالية لماكارثر قدرها 500 ألف دولار.

أصبح الحاكم العسكري أثناء احتلال اليابان من الفترة بين 1945 و1951.

يشار إلى أن ماكارثر من الضباط الذين حذروا القيادة الأميركية من مخاطر غزو فيتنام. 

قاتل ماكارثر في الحرب العالمية الأولى، الحرب العالمية الثانية، والحرب الكورية، وكان واحد من بين خمسة أشخاص فقط في التاريخ الأمريكي الذين ترفعوا إلى مرتبة جنرال الجيش General of the Army.

توفي عام 1964 وشُيّد له نصب  تذكاري ومتحف يعرض فيها مسيرته العسكرية الطويلة.

المصدر: "آر تي" +"wikipedia"

متعلقات