سرطان الثدي هو السرطان الذي يتكون في خلايا الثديين.
ويأتي سرطان الثدي بعد سرطانَ الجلد من حيث كونه أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء في الولايات المتحدة.
ويصيب سرطان الثدي كلاً من الرجال والنساء، إلا أنه أكثر شيوعًا بين النساء.
وقد ساعد الدعم الكبير للتوعية بسرطان الثدي وتمويل الأبحاث على إحداث تقدم في تشخيص سرطان الثدي وعلاجه.
وزادت معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان الثدي، كما قل عدد الوفيات المرتبطة بهذا المرض بشكل منتظم، ويرجع ذلك في الأغلب إلى عدد من العوامل، مثل الكشف المبكر، واتباع طريقة علاج جديدة تراعي حالة كل مريض، والارتقاء بمستوى فهمنا لطبيعة هذا المرض.
ومؤخرًا كشفت دراسة أن معظم النساء المصابات بسرطان الثدي في مراحله المبكرة سيتغلبن على المرض وينجون على المدى الطويل.
وتبين الدراسة أن النساء اللواتي تم تشخيصهن اليوم، هن أيضا أقل عرضة للوفاة بنسبة الثلثين في غضون خمس سنوات مما كنّ عليه في التسعينيات.
وأشاد الخبراء "بالأخبار" وبالتقدم العلمي الذي عزز فرص البقاء على قيد الحياة.
وأجرى باحثو جامعة أكسفورد تحليلا رئيسيا لجميع الحالات في إنجلترا بين عامي 1993 و2015.
وشمل نصف مليون امرأة تم اكتشاف أورامهن في وقت مبكر، قبل أن ينتشر السرطان خارج الثدي.
وبين عامي 1993 و1999، مات حوالي 14% في غضون خمس سنوات بعد التشخيص.
وانخفض هذا الرقم بشكل كبير إلى خمسة بالمائة بين عامي 2010 و2015.
وقالت ميشيل ميتشل، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "إنها لأخبار مفجعة أن لا تقضي النساء اليوم المزيد من الوقت مع أسرهن وأحبائهن بعد التشخيص المبكر لسرطان الثدي. إن تلقي أي تشخيص للسرطان هو وقت مقلق للغاية، ولكن هذه الدراسة يمكن أن توفر للمرضى تشخيصا أكثر دقة وتوفر الطمأنينة للعديد من النساء".
وستساعد الدراسة، التي نُشرت في المجلة الطبية البريطانية، الأطباء على تقديم توقعات أكثر دقة، ما يسمح للمرضى بتخطيط حياتهم. على سبيل المثال، يمكن طمأنة امرأة في الخمسينيات من عمرها مصابة بسرطان في الثدي صغير ومنخفض الدرجة وإيجابي لمستقبلات الهرمونات ولم ينتشر في العقد الليمفاوية. وكان خطر الوفاة في غضون خمس سنوات منخفضا بنسبة 0.2% لبعض المرضى.
وقالت الدكتورة كارولين تايلور، قائدة الدراسة وأستاذة علم الأورام في جامعة أكسفورد للصحة: "دراستنا هي أخبار جيدة للغالبية العظمى من النساء المصابات بسرطان الثدي المبكر اليوم لأن توقعات سير المرض قد تحسنت كثيرا. خطر الوفاة بسبب سرطان الثدي في السنوات الخمس الأولى بعد التشخيص هو الآن خمسة بالمائة. يمكن استخدامه أيضا لتقدير المخاطر التي تتعرض لها النساء في العيادة".
واضافت "تُظهر دراستنا أن التشخيص بعد تشخيص سرطان الثدي المبكر يختلف اختلافا كبيرا، ولكن يمكن للمرضى والأطباء استخدام هذه النتائج للتنبؤ بالتشخيص الدقيق للمضي قدما".
وتشمل التطورات الهامة في رعاية سرطان الثدي البحث في أنواع وخصائص مختلفة، ما مكّن المرضى من تلقي علاج أكثر استهدافا.
لكن لا يزال من المتوقع أن يرتفع عدد الحالات المكتشفة سنويا إلى 70300 بحلول عام 2040 بسبب تزايد عدد السكان والشيخوخة.
وقال البروفيسور بيتر جونسون، المدير الطبي الوطني للسرطان في NHS England: "تُظهر الدراسة سبب أهمية عدم تأجيل التحدث إلى الطبيب، ولماذا بذلت NHS الكثير من الجهد لزيادة التشخيص المبكر. لذلك أود أن أحث بشدة الأشخاص الذين يعانون من أعراض مقلقة أو أولئك المعرضين لخطر كبير على التحدث إلى طبيبك العام لإجراء فحص. من الممكن أن تنقذ حياتك".
أسباب سرطان الثدي
ويعرِّف الأطباء أن سرطان الثدي يحدث عندما تبدأ بعض خلايا الثدي في النمو بطريقة غير طبيعية. تنقسم هذه الخلايا بسرعة أكبر من الخلايا السليمة وتستمر لتتراكم، وتشكِّل كتلة أو ورمًا.
وقد تنتشر الخلايا (تنتقل) من خلال الثدي إلى العُقَد اللمفية، أو إلى أجزاء أخرى من جسمك.
يبدأ سرطان الثدي عادةً مع الخلايا الموجودة في القنوات المنتجة للحليب (السرطان اللبني العنيف).
يمكن أن يبدأ سرطان الثدي أيضًا في الأنسجة الغُدِّيَّة التي يُطلق عليها اسم الفصيصات (السرطان الفصيصي الغزوي)، أو في خلايا أو أنسجة أخرى داخل الثدي.
ولقد حدَّد الباحثون العوامل المرتبطة بنمط الحياة، والعوامل الهرمونية، والبيئية التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
ولكن ليس من الواضح السبب وراء إصابة بعض الأشخاص بالسرطان على الرغم من عدم وجود أي عوامل خطر تحيط بهم، بينما لا يُصاب أشخاص آخرون يكونون مُعرَّضين لعوامل الخطر.
ويُحتمل أن يحدث سرطان الثدي بسبب التفاعل المعقَّد للتكوين الجيني وللبيئة التي تعيش فيها.
سرطان الثدي الوراثي
يُقدِّر الأطباء ارتباط ما يقرب من 5 إلى 10 في المئة من سرطان الثدي بالطفرات الوراثية التي تنتقل عبر أجيال العائلة.
حُدِّد عددًا من جينات الطفرات المتوارثة التي يُمكن أن تَزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
أشهر هذه الجينات هي الجين 1 لسرطان الثدي (BRCA1) والجين 2 لسرطان الثدي (BRCA2)، حيث يَزيد كلاهما من خطر الإصابة بكلٍّ من سرطان الثدي والمبايض.
إذا كان لدى عائلتكَ تاريخ قوي للإصابة بسرطان الثدي أو أنواع أخرى من السرطان، فقد يوصي طبيبكَ بإجراء اختبار دم للمساعدة في تحديد الطفرات المحدَّدة في الجين BRCA أو الجينات الأخرى التي تنتقل عبر العائلة.
فَكِّر في أن تطلب من الطبيب الإحالة إلى استشاري جينات يُمكنه أن يستعرض تاريخ عائلتكَ الصحي.
بإمكان استشاري الجينات أيضًا مناقشة فوائد الاختبار الجيني ومخاطره وحدوده؛ ليساعدكَ في اتخاذ القرار المشترك.
عوامل الخطر
عامل خطورة الإصابة بسرطان الثدي هو أي عامل يجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
ولكن وجود عامل أو أكثر من عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي لا يعني بالضرورة أنك سوف تُصابين بسرطان الثدي.
العديد من النساء المصابات بسرطان الثدي ليس لديهن أي عوامل خطورة معروفة سوى كونهن نساءً.
تشمل العوامل المرتبطة بزيادة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي ما يلي:
كونكِ أنثى.
النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بسرطان الثدي.
التقدُّم في السن:
تزيد احتمالية إصابتكِ بسرطان الثدي مع التقدم بالعمر.
وجود سجل مرضي للإصابة بمشاكل الثدي:
إذا وُجد السرطان الفصيصي الموضعي في خزعة الثدي (LCIS) أو فرط تنسج اللانمطي للثدي، فلديك احتمالية أكبر للإصابة بسرطان الثدي.
وجود سجل مرضي للإصابة بسرطان الثدي:
إذا كنتِ مصابةً بسرطان الثدي في أحدى الثديين، فلديكِ احتمالية مرتفعة للإصابة بالسرطان في الثدي الأخر.
وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي:
إذا شُخصت أمك أو أختك أو ابنتك بسرطان الثدي، خصوصًا في سن مبكرة، تزداد احتمالية إصابتك بسرطان الثدي. ومع ذلك، فإن غالبية الأشخاص المصابين بسرطان الثدي ليس لديهم تاريخ عائلي للمرض.
الجينات الموروثة التي تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان:
يمكن أن تنتقل بعض الطفرات الجينية التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي من الآباء إلى الأطفال.
الطفرات الجينية الأكثر شهرة التي تزيد من احتمالية الاصابة بسرطان الثدي هي BRCA1 و BRCA2:
يمكن أن تزيد هذه الجينات بشكل كبير من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي وغيره من أنواع السرطان، لكنها لا تجعل السرطان أمرًا حتميًّا.
التعرض للإشعاع:
إذا كنت قد تلقيتِ علاجًا إشعاعيًّا على الصدر في مرحلة الطفولة أو الشباب، فإن احتمالية إصابتك بسرطان الثدي تزداد.
السِّمنة:
يرفع الوزن الزائد أو البدانة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
أن تبدأ الدورة الشهرية لديك في سن مبكر:
بداية الدورة الشهرية قبل الثانية عشرة يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
أن يبدأ انقطاع الدورة الشهرية في سن متقدمة:
إذا بدأت انقطاع الطمث في سن أكبر، فأنتِ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
إنجاب طفلك الأول في سن متأخرة:
النساء اللائي يلدن طفلهن الأول بعد سن الثلاثين قد يكون لديهن احتمالية أكبر للإصابة بسرطان الثدي.
لم يسبق لكِ الحمل.
النساء اللاتي لم يسبق لهن الحمل أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي من النساء اللاتي حملن مرة أو أكثر.
استخدام العلاج الهرموني بعد سن اليأس:
النساء اللاتي يتناولن أدوية العلاج الهرموني التي تجمع بين الإستروجين والبروجستيرون لعلاج علامات وأعراض انقطاع الطمث لديهن احتمالية أكبر للإصابة بسرطان الثدي. تنخفض احتمالية الإصابة بسرطان الثدي عندما تتوقف النساء عن تناول هذه الأدوية.
تناوُل الكحوليات:
يزيد تناول الكحوليات احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
المصدر: إكسبريس + مواقع طبية