توجّه قاذفات "سو- 24" ضربات جوية مدمّرة إلى مواقع جيش كييف في كل من أرتيوموفسك وأوغليدار وأفدييفكا.
وبدأت ترد معلومات من مصادر روسية وأوكرانية تفيد بأن "الدبابات الطائرة " الروسية (سو-24) بدأت أكثر فأكثر تستخدم قنابل جوية موجهة حائمة قادرة على التحليق المستقل إلى مسافة حتى 60 كيلومترا.
قاذفة "سو-24"
وقد شكا المقاتلون الأوكرانيون في أرتيوموفسك من تعرض نقاط الاستناد التابعة لهم للقصف الجوي في حين لا يرصدون أية طائرة مقتربة منهم في السماء، لكنهم يسمعون صفيرا ناتجا عن قنبلة حائمة تدمّر نقطة الاستناد المحصنة.
وهذه ضربات غير مرئية توجّهها قاذفات "سو- 24" التي خدمت ولا تزال تخدم سلاحي الجو السوفيتي والروسي على مدى ما لا يقل عن 50 عاما. ومن مميزات تلك الطائرة قدرتها على القيام بمناورات على ارتفاعات منخفضة ومنخفضة جدا محلّقة بسرعة فوق صوتية.
ويصف الخبراء تلك الطائرة بأنها منصة جوية رخيصة وفعالة في قوام القوات الجو-فضائية الروسية. وقد بلغ الارتفاع الأقصى لتحليق قاذفة "سو – 24 إم" 11 كيلومترا، مدى عملها 560 كيلومترا، السرعة القصوى بالقرب من الأرض 1400 كيلومتر.
وهناك 8 نقاط يمكن أن تُعلّق فيها الصواريخ والقنابل. وتستطيع القاذفة كذلك أن تحمل بضع قنابل حيث تزن كل قنبلة 1500 كيلوغرام.
ويرى الخبراء أنه يمكن مقارنة تأثير طائرة واحدة من طراز "سو- 24" بالتأثير المدمر لسرية الدبابات.
وأكدت "الدبابة الطائرة" فاعليتها في الحرب الأفغانية (1980 – 1989)، لكن ولادتها الثانية تعود إلى العملية العسكرية في سوريا حيث قامت شركة "غيفيست" الروسية بتطويرها عن طريق تزويدها بمنظومة " إس في بي – 24، غيفيست" التي تستخدم لتوجيه القنابل الجوية الحائمة إلى الهدف.
وقد حصلت القنابل على أجنحة وأجهزة للتوجيه بالملاحة الفضائية "غلوناس"، ما سمح بتحويل قنبلة جوية عادية إلى قنبلة حائمة فائقة الدقة وزيادة مسافة استخدامها حتى 40 – 60 كيلومترا وفقا لسرعة الطائرة.
وقال الخبير العسكري الروسي، أليكسي ليونكوف، إن منظومة "غيفيست" تسمح بقذف القنابل الإلكترونية المعلوماتية عن بعد وتدمير الأهداف بدقة فائقة حيث لا يزيد انحرافها عن الهدف عن متر واحد، مع ذلك فإن القاذفة لا تدخل منطقة مسؤولية الدفاعات الجوية المعادية المتوسطة المدى العاجزة عن التصدي لمثل هذه القنابل الحائمة التي لا تعكس عمليا إشارات رادار لاسلكية موجّهة إليها.
لكن من أهم مميزات تلك القنابل سعرها المتواضع جدا لأن تركيب أجنحة على القنبلة القديمة لا تكلّف إلا روبلات معدودة . وهذا بينما يكلّف تصميم قنبلة موجهة جديدة ملايين الروبلات.
المصدر: روسيسكايا غازيتا.