أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الأحد، عن زيارة وفدان ايرانيان بحلول نهاية الأسبوع الجاري، الى السعودية، لتفقد سفارة طهران في الریاض والتحضیر لترتيبات إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال مدير دائرة الخليج في وزارة الخارجية الإيرانية علي رضا عناتي، عبر التلفزيون الرسمي "نتوقّع سفر وفدَين إلى السعودية بحلول نهاية الأسبوع، أحدهما إلى جدّة وثانيهما إلى الرياض، بهدف التحضير لإعادة العلاقات الثنائية".
وفي السياق ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية - شبه الرسمية - اليوم الأحد، إن وفداً فنياً إيرانياً سيزور السعودية هذا الأسبوع للتجهيز لإعادة فتح سفارة طهران في الرياض.
زيارة وفد سعودي لإيران
جاء ذلك بعد يوم واحد من وصول وفد سعودي إلى إيران لبحث إجراءات اعادة فتح سفارة المملكة في طهران، وقبل الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني إلى السعودية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن وزير الخارجية قوله إن الزيارة تدخل في إطار تنفيذ "الاتفاق الثلاثي" الموقع في العاشر من مارس/آذار بين الدوليتين برعاية الصين، لإعادة العلاقات المقطوعة منذ 2016.
رئيسي يزور السعودية
أعلن نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر، مؤخرًا، أن إبراهيم رئيسي، سيزور السعودية تلبية لدعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقال مخبر، وفقاً لما أوردته وكالة "مهر للأنباء" الإيرانية، أن "استراتيجية رئيسي، منذ اليوم الأول لانتخابه رئيساً للبلاد هي تلطيف ونمو العلاقات مع بلدان المنطقة".
وأشار نائب الرئيس الإيراني، إلى التطورات المتسارعة في عودة العلاقات بين السعودية وإيران، مؤكداً ان "هذه التطورات ليست محض صدفة، بل خطط لها من قبل، ويجب أن تصل إلى هذه المرحلة، إيجاد علاقات جيدة مع الدول المجاورة سياسة أساسية بالنسبة إلى الحكومة الإيرانية وهي تسير على هذا المسار".
وقال مخبر "الملك سلمان دعا رئيس الجمهورية لزيارة السعودية، ولبينا الدعوة، وستحدث تطورات جيدة، إن شاء الله".
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ناقش، يوم الخميس 23 مارس الماضي، في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان ، عدداً من الموضوعات المشتركة في ضوء الاتفاق الثلاثي الذي تم التوقيع عليه في الصين، كما اتفق الوزيران على عقد لقاء ثنائي بينهما خلال شهر رمضان الجاري.
وقالت الخارجية الإيرانية، في بيان لها حينها، إن "الوزيرين ناقشا المسار البناء لعودة العلاقات بين البلدين"، وفقاً لما أوردته وكالة "إرنا".
عودة العلاقات بين البلدين
وفي العاشر من آذار/مارس الماضي، وقع في بكين، اتفاق بين السعودية وايران، بوساطة صينية، على عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بعد سنوات من القطيعة.
وقّع الإتفاق عن الجانب السعودي مستشار الأمن الوطني السعودي مساعد بن محمد العيبان، وعن الجانب الإيراني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.
وأصدرا حينها البلدان بياناً مشتركاً من بكين، أكد أن الرياض وطهران اتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتي البلدين واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتفعيل اتفاق التعاون الأمني الموقع بينهما عام 2001، كما اتفقا الجانبان على تفعيل اتفاق للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار، والموقع في عام 1998.
أدراك طهران لخطر التصعيد
أستاذ الاعلام في جامعة الملك سعود وعضو مجلس الشورى سابقا، الدكتور علي العنزي، رأى أن الطرفين مستفيدان من التقارب السياسي.
وقال الدكتور العنزي، في مقابلة مع بي بي سي نيوز عربي ، أن هذا التقارب بين دولتين وازنتين سيجنّب منطقة الشرق الأوسط الكثير من الأزمات السياسية والأمنية وسيرسي قواعد الاستقرار في المنطقة، معتبرا أن تنمية الشرق الأوسط لا يمكن أن تتم من دون الاستقرار وهذا ما أدركته طهران بأن التصعيد ليس في مصلحتها.
تعهد باستتباب أمن واستقرار المنطقة
تعهد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في لقاء عقد في بكين، بالعمل من أجل استباب الأمن والاستقرار في منطقة الخليج.
وجاء في بيان مشترك للوزيرين، أن الطرفين "أكدا على أهمية تنفيذ بنود اتفاقية بكين بشكل يعزز الثقة والتعاون من أجل إحلال الأمن والاستقرار والرفاهية في المنطقة".
وعبر الجانبان عن شكرهما وتقديرهما للجانب الصيني على استضافة هذا اللقاء، كما عبرا عن شكرهما للحكومة السويسرية لمساعيها وجهودها المقدرة لرعاية المصالح السعودية والإيرانية.
وتبادل الوزيران السعودي والإيراني، في نهاية اللقاء، دعوة كل منهما الآخر لزيارة بلده وعقد اجتماع ثنائي في الرياض وطهران.
ويأتي هذا اللقاء، استكمالاً للاتفاق الدبلوماسي المفاجئ بين المملكة وإيران، الذي توسطت فيه الصين، في شهر مارس الماضي.
دعم صيني لدول المنطقة
بدوره أكد وزير الخارجية الصيني تشين قانغ ، إن بلاده تدعم دول الشرق الأوسط في الحفاظ على استقلالها الاستراتيجي والتخلص من التدخل الخارجي، والإبقاء على مستقبل المنطقة بأيديها.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية الصيني، خلال اجتماعه مع وزيري الخارجية السعودي والإيراني، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية.