أعادت ماليزيا، فتح ملف إنشاء "صندوق النقد الآسيوي"، خلال مباحثات عقدت بين رئيس الوزراء الماليزي والرئيس الصيني، مؤخرًا.
وأبدى الرئيس الصيني ، شي جين بينغ، خلال مباحثاته مع رئيس الوزراء الماليزي، موافقة بلاده على مقترح الأخير بإنشاء صندوق النقد الآسيوي.
وأكد شي، أن الصين وماليزيا تنتميان إلى الحضارات الآسيوية، وأن الدولتين استفادتا من العولمة الاقتصادية والتعددية وساهمتا فيهما وتمسكتا بهما.
من جهته قال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، أن بلاده لا يوجد لديها سبب يدعو للاستمرار في الاعتماد على الدولار، وأن البنك المركزي الماليزي يعمل بالفعل على تمكين البلدين من التفاوض بشأن المسائل التجارية باستخدام الرنجيت الماليزي واليوان الصيني.
وتأتي هذه التصريحات بعد أشهر من مناقشة المسؤولين في سنغافورة ما ينبغي أن تفعله الاقتصادات في المنطقة الآسيوية للتخفيف من مخاطر الدولار الذي تتسبب قوته في إضعاف العملات المحلية، إلى جانب كونه أداة للعقوبات الاقتصادية.
فكرة "صندوق النقد الآسيوي"
نشأت فكرة إنشاء صندوق النقد الآسيوي في أعقاب الأزمة المالية الآسيوية التي وقعت في العام 1997، وبحسب تقارير صحفية واقتصادية فقد كانت حكومة اليابان أول من طرح المقترح.
وقال رئيس الوزراء الماليزي إنه ناقش تشكيل هذا الصندوق خلال فترة ولايته الأولى كوزير للمالية في التسعينيات، لكن الفكرة لم تكتسب زخماً حيث كان الدولار الأمريكي لا يزال قوياً.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد دأبت على معارضة إنشاء هذا الصندوق بسبب مخاوفها من انعكاسات ذلك على الدولار ومكانته عالمياً كعملة احتياطية.
عقبات اعتراض انشاء الصندوق
ومن أبرز العقبات التي اعترضت إنشاء هذا الصندوق منذ بداية القرن الحادي والعشرين، كانت وجود تباين بين الدول التي ستشارك فيه من حيث قوتها الاقتصادية وخلفياتها السياسية وتفاوت مستويات المعيشة بين شعوبها.
ومن حينها عارض صندوق النقد الدولي بقوة فكرة إنشاء صندوق النقد الآسيوي، حيث كان يرى "النقد الدولي" أنه إذا أرادت آسيا مشروعاً عملياً فلا بد لأي هيئة تقيمها على هذه الشاكلة من أن تعمل مع صندوق النقد الدولي.
وبذلك فرض صندوق النقد الدولي ربط صندوق النقد الآسيوي به في حال أرادت آسيا إنشاءه، واعتبر أن المؤسسة الآسيوية ستكون بحاجة إلى الصندوق الواقع في أمريكا.
وكان الاقتراح الآسيوي الخاص بتشكيل هذا الصندوق يهدف إلى تكوين شبكة إقليمية تقوم بتمويلها الدول الاسيوية من أجل التغلب على الأزمات والصعوبات الاقتصادية الراهنة والمستقبلية.
وخلال الأزمة المالية الآسيوية لعام 1997، واجه القادة والرؤساء الآسيويون مشاكل وصعوبات في التعامل مع جميع المؤسسات الإقليمية والدولية مثل رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) وبعض المؤسسات الأخرى وعلى وجه الخصوص صندوق النقد الدولي.
وليُساهم صندوق النقد الدولي في إنقاذ الدول الآسيوية، فرض عدداً من الشروط المرتبطة بالتمويل، مما أثار السخط وعدم الرضا بين القادة الآسيويين، متهمين الصندوق بأنه منظمة دولية وعالمية وينبغي أن يساعد في حل المشكلات الاقتصادية.
وحتى الآن، لم يعلّق صندوق النقد الدولي على المقترح الماليزي بإنشاء الصندوق الآسيوي، واكتفى بدعوة الصين إلى تقديم تسهيلات بخصوص ديون الدول النامية.