تسعة أعوام على رحيل موسوعة الفن والطرب "المرشدي"
الاربعاء 8 فبراير 2023 الساعة 00:00
المنارة نت/ رشدي العجيل

تصادف اليوم الذكرى التاسعة لرحيل الفنان الكبير محمد مرشد ناجي، الله يفيض عليه نفحات حبه ورضاه، الإنسان المتميز والإداري المحنك والسياسي والمثقف الوطني الرائع والمؤرخ والموثق لتاريخ الغناء والموسيقى في اليمن.

وبهذه المناسبة أعيد المقالة الجميلة للأستاذة سعاد عقلان العلس عن المرحوم بإذن الله والتي نشرتها عبر صفحة معشوقتي عدن على منصات التواصل الاجتماعي:

 سعاد عقلان العلس

رحيل موسوعة الفن والطرب محمد مرشد ناجي

ثمة أرواح تمضي في دروب الرحيل تاركة خلفها حياة مضاءة بهم، تشع في دواخلنا نبراسا مضئ يبدد وحشة الرحيل ، ويسكب على مساحات الوجدان بعضا من ظلال زمن اختلج بكل ماكان فينا من فرح وزهو محمد مرشد ناجي موسوعة الفن والطرب

لأكتب عنه أحتاج إلى أزميل ينحت في جدار اللغة كلمات من زمن الدفء والإبداع ، زمن أشبه ببحر مائج الألوان جزائره الخضراء نلوذ بها اليوم هربا من جفاف الأيام وعوسج السنين

زمن الطرب الذي شهد أجمل اختلاف مؤتلف لمناطق عدن الذي كان رافده الوحيد مزيدا من الإبداع حين تحزّب سكان الشيخ عثمان لتشجيع المرشدي بموازاة مشجعي الفنان العملاق أحمد قاسم ومشجعيه من كريتر وبقية المناطق ، ذلك التنافس الذي أسفر عن رائعة مش مصدق التي مازالت كلماتها وألحانها تدندن في أسماعنا اليوم ونحن نتكئ زمن العطر والدفء، هربا من حاضر تشقق بالوجوم.

تخاله مولودا بلفافة معنى ومغنى ، إن غنّى أطرب وإن قال أبدع، لكن الكتابة عنه ورطة حين تشهر اللغة عجزها في الفوز بمفردة تتهتك أردية الصمت الـتي تلفني..

أحتاج إلى منجل يتقب في صدر الأيام ، يضوعني عطر مساجلة الفل والورد على نغماته

"في بساتين في الجنه فسيــحة وحيطان"
نور ربي عــــــــــطاني
كل عاشق من البصـرة شراني بحمران
في مرش الصــــــياني
وانت ياورداحمر ليس في الحمراحسان
خلي عنــــــــــك التماني
شوف انامكتسي طـــول الزمن وانت عريان
فوقك الشـوك باني

لكن الورد الذي زرعناه قد تصوّح شوكا وأدمانا أبا علي

والشعب الذي غنيته

" أنا الشعب
على قبضةِ إصراري
سيفنى كلُّ جباري
ولن يقهر تياري
أنا النصرُ لأحراري"

قد سقط عمدا وكلما سقط ارتفع وانتشت في دمائه صرختك:

"يا بلادي كلما أبصرت شمسان الأبي
شاهقاً في كبرياءٍ حرة لم تغلب
صحت يا للمجد في أسمى معاني الرتب
أبا علي
استطال الدرب
ونفد زاد الصبر "

والفجر الذي نرقبه
رحلتْ إلى الماضي سفائنه
ولوحّت بالوداع أشرعته ،

بكرت غبش"
عاد الصباح ماحنش
قدام ضباب
نصف الطريق مابنش"

ومازلنا نطالع السماء ننتظر كرم غيمة تعيد للحياة اخضرارها
ومابرحنا نأمل بلحظة منتزعة من دفاتر الماضي
نرقب صباحك الموعود أبا علي

"شوق الصباح اشراقته شجونك"
يمحي الغسق يمحي الضباب حنينك
تاج النهار ويعكسه جبينك
الهام احلامي بريق عيونك"

بيْد أن الحلم صار على رصيف الإهمال ملقى:

أنا الشعب"
أنا الماضي ... تيقظتُ أرى مصرع آلامي
أنا الحاضر، أحلامي على مفرق أيامي
أنا المستقبلُ الزاحفُ في أرضي
أنا الشعب
هذا الشعب قد أصبح بين كماشة ( عين تدمع ونفس تتأوه ) يتيقظ فقط على ذاكرة بماض جميل تخضبت

أبا علي الراحل عنّا الباقي فينا ثمة تاريخ لايغفو أبدا كنت أنت أهم فصوله في (عدن الفن والطرب).

متعلقات