لا تغرنكم المظاهر ...
الجمعة 27 ابريل 2018 الساعة 14:54
كتبه | ناصر بامندود
في مجتمعي بسبب جهل الأكثرية وإهمال الأغلبية من الشباب وأقصد بالشباب "الجنسين على حد سواء " للقراءة بكل ألم أقولها .. فنجد أن الشباب يمضون أوقات فراغهم لساعات طويلة في التصفح أو الدردشة على وسائل التواصل الإجتماعي دون أي فائدة تذكر ! أو متابعة البرامج السطحية أو صب كل طاقتهم على كرة القدم "وهذه أخص بها الذكور " بهكذا أشياء تمضي أوقاتهم إلا من رحم ربي منهم دون أن يدركوا قيمة الوقت ، فالوقت كما يقول عنه بنجامين فرانكلين هو بالمناسبة ممن أثر في حياة الإنسانية عامة وفي مسار بلاده خاصة فهو المخترع والمناضل والإعلامي والموسوعي ومن يعرف جميعا ًشكله لكن القليل منا من يعرف بأن هذا الإسم هو الشخص الموجود على فئة المائة دولار ، بنجامين فرانكلين له مقولة ووصف جميل جدا ًعن الوقت فيقول عنه "هو مادة الحياة " .
المهم في ظل كل هذه العوامل تم نفخ بعض الاسماء الشابة مدعية "القراءة " على وسائل التواصل الإجتماعي أو حتى في الجلسات والمحادثات الواقعية التي يجلسون فيها مع البسطاء ومحدودي الثقافة فأعطى المجتمع لتلك الفئة ماليس فيها وأكثر بكثير من حجمها ! حتى تظن مما يصل إليك عنها ومما يقال فيها بأنهم هم قراء هذا العصر و رواد المعرفة وأصحاب الرأي السديد فتعتقد في نفسك بأن هولاء من المصابين " بالببلومانيا " ولمن لا يعرف ماهو "الببلومانيا " هو مرض هوس القراءة ، إذ بك إذا جلست مع أحدهم لمدة عشر دقائق فقط تتفاجئ بفارغ العقل وغياب تلك الصورة التي رسمها من أمامك لنفسه و أنه كذب على مجتمعه وربما هو نفسه وقع ضحية كلام مجتمعه ! فنحن يا اعزائي في مجتمعاً يجعل كل من يمتلك كاميرا أو يلتقط بعض الصور إعلاميا ً !
إن امتلاكك لبعض الثقافة وقرأتك لبعض الكتب وسماعك لبعض الكلام الطيب لا تعني بأنك أصبحت الرافعي أو العقاد أو المنفلوطي ! ولا يحل لك هذا بأن تتظاهر بما لست عليه مستغلاً طبيعة مجتمعك أو وقعاً في فخة، بل يعني ذلك أن تكون صادقاً مع نفسك اولاً ثم مع مجتمعك ، وأن تطور من نفسك وتقرأ أكثر فأكثر لتكون كما تريد .
اما لمجتمعي فأقول لكم لاتصدقوا كل ماتشاهدون ولا تخدعنكم المظاهر فمن المؤكد هناك من هم فيهم قراء بشغف وهم بحق كما ينشرون وكما يتحدثون ، لكن صدقوني أن أكثر من ينشرون صور الكتب على وسائل التواصل الإجتماعي لم يقرؤء منها إلا وريقات معدودة ، ومثلا لنعرف مدى عشق هؤلاء الفئة "مدعية القراءة " لمظاهر الثقافة والحكمة المزيفة وجدت فيهم من يأتي "بعبارات و أقوال " لادباء وشخصيات عالمية من الصفحات المنتشرة على تطبيقات الهاتف الذكي وليته على الأقل اقتباسها من أحدى الكتب التي يدعون التهامها ليلاً نهاراً ثم يضع على هذه العبارات إسمه وينسبها لنفسه ! وتستغرب أن تجد عشرات الإعجابات وعدد لابأس به من التعاليق المادحة دون أن يعرف أحد المتفاعلين أن تلك المقولة أو العبارة ليست لهذا الشخص ! بل لأكثر من مرة أجلس رفقة شخص فيأتي لي بعبارة لشخصية مرموقة في وطننا العربي أو على المستوى العالمي ثم يقول لي أسم من اسماء هولاء الفئة هو من قالها !
وفي الختام لاتجعلوا من هولاء مثقفوكم وثقفوا أنفسكم بأنفسكم .
متعلقات