الرئيس عون يترك منصبه وشبح الفراغ السياسي يهدد بتفاقم أزمة لبنان
الأحد 30 اكتوبر 2022 الساعة 18:11
تقرير/ المنارة نت

غادر الرئيس اللبناني ميشال عون، البالغ من العمر 89 عاما، قصر الرئاسة، اليوم الأحد، قبل يوم واحد من انتهاء فترته الرئاسية، تاركا فراغا على رأس الدولة اللبنانية.

وقال عون في تغريدة رصدها "المنارة نت" على حسابه الرسمي بموقع تويتر، منتقداً خصومه: "قاموا بمحاربتنا طوال هذه الفترة لأنّنا عملنا على الإصلاح... ولأنّ الإصلاح يضرّ بهم وبمصالحهم، عرقلوا إقرار القوانين التي تحافظ على حقوق اللبنانيين".

وعن توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين بلاده وإسرائيل، غرد ميشال عون قائلا: "عملنا على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية لأنّنا نعلم أنّه لا يمكن للبنان أن يقوم من أزمته إلا من خلال استخراج النفط والغاز". بحسب قوله.

وفي كلمة له أمام الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا أمام قصر بعبدا اليوم لتوديعه قال: "اليوم صباحاً وجهت رسالة إلى مجلس النواب ووقعت مرسوم اعتبار الحكومة مستقيلة". 

وامضى مجاميع من مناصري ميشال عون وأعضاء حزبه، الليلة الماضية في محيط القصر الرئاسي في منطقة بعبدا المشرفة على بيروت، مرددين هتافات مؤيدة له.

ومنذ ساعات الصباح الأولى، توافد المزيد من مناصري عون وأعضاء حزب التيار الوطني الحر الذي أسّسه، إلى محيط القصر الرئاسي، وفق مصوري وكالة الأنباء الفرنسية. 

وحمل بعض مناصري الرئيس اللبناني، رايات التيار البرتقالية وأعلاماً لبنانية وصوراً لعون من مختلف محطات مسيرته العسكرية والسياسية.

وقال جوزيف نجم (73 عاما)، والذي جاء بزي عسكري كان يرتديه في أثناء خدمته مع عون خلال الحرب الأهلية، لرويترز إنه يتمنى أن يظل عون ثلاث سنوات أخرى في المنصب.

واكدت تيريز يونس، البالغة من العمر 16 عاما والتي جاءت مع رفيقاتها بالتيار من مدينة زحلة، إنها دعمت عون منذ أن كانت في الثامنة من عمرها مضيفة أنها حزينة لرحيله.

واضافت "لو عمري 18 سنة كنت تركت لبنان بس يترك القصر. ما في لبنان بعد ميشال عون".

ويأتي ذلك في خطوة تزيد من تعقيدات المشهد السياسي في لبنان الذي يعاني من فراغ سياسي يهدد بتعميق الأزمات في ظل انهيار اقتصادي متسارع منذ ثلاث سنوات.

وعجز البرلمان حتى الآن عن الاتفاق على من يخلف عون في منصب رئيس الجمهورية، الذي يتمتع بسلطة توقيع مشروعات القوانين وتعيين رؤساء الوزراء وإعطاء الضوء الأخضر لتشكيل الحكومة قبل أن يصوت عليها البرلمان.

وكما هو الحال خلال أكثر من نصف فترة ميشال عون في الرئاسة، تحكم لبنان حاليا حكومة تصريف للأعمال مع محاولة رئيس الوزراء المكلف منذ ستة أشهر تشكيل حكومة.

وتولى عون الرئاسة في عام 2016، بدعم من حزب الله، والسياسي المسيحي الماروني المنافس سمير جعجع، في اتفاق أعاد السياسي السني البارز وقتئذ سعد الحريري رئيسا للوزراء.

وشهدت رئاسة عون التي استمرت ست سنوات ، بعد ذلك قتال الجيش اللبناني لمتشددين إسلاميين على الحدود السورية في عام 2017 بمساعدة حزب الله، وإجازة قانون انتخابي جديد في 2018 وبدء شركات طاقة كبرى عمليات تنقيب استكشافية في مناطق بحرية في عام 2020.

وفي أسبوعه الأخير في القصر وقع ميشال عون، اتفاقا بوساطة أمريكية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان مع إسرائيل.

وأشاد أنصاره بهذه الإنجازات لكن منتقديه يقولون إن تلك النجاحات المتواضعة تتضاءل مقارنة بالانهيار المالي عام 2019 والذي دفع بأكثر من 80 في المئة من السكان إلى براثن الفقر وأدى إلى أوسع احتجاجات مناهضة للحكومة في التاريخ الحديث.

وشهدت أيضا فترة عون، انفجار عام 2020 في مرفأ بيروت ، والذي خلف أكثر من 220 قتيلا وعشرات الآلاف من المصابين.

وقال عون في وقت لاحق إنه كان على علم بالمواد الكيماوية المخزنة هناك وأحال الملف إلى سلطات أخرى لاتخاذ إجراءات. إلا أن عائلات الضحايا قالت إنه كان يجب عليه فعل المزيد. 

وصرح الرئيس عون، لرويترز في مقابلة يوم السبت أن سلطاته الرئاسية ليست واسعة بما يكفي لمعالجة الأزمة الاقتصادية.

وقال المحامي ميشال معوشي "كان إلى حد بعيد أسوأ رئيس في تاريخ لبنان وأنا أفضل عليه الفراغ في الرئاسة".

وبدأ عون طريقه إلى الرئاسة في الحرب الأهلية التي دارت رحاها فيما بين عامي 1975 و1990 والتي شغل خلالها منصب قائد الجيش ورئيس إحدى حكومتين متنافستين.

وعاد عون إلى بيروت بعد 15 عاما في المنفى، بمجرد انسحاب القوات السورية من لبنان تحت ضغط دولي بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005.

وفي عام 2006، شكل التيار الوطني الحر الذي أسسه ميشال عون،  تحالفا مع حزب الله مما قدم دعما مسيحيا مهما للجماعة المسلحة.

وقال عون، إن رحيله اليوم الأحد من القصر الرئاسي ، قبل يوم من انتهاء ولايته رسميا، لن يكون نهاية مسيرته السياسية.

متعلقات