أسرار وحقائق مذهلة لا تعرفها عن سور الصين العظيم
الخميس 27 اكتوبر 2022 الساعة 14:44
تقرير/ المنارة نت/ وكالات

قبل أكثر من ثلاثة قرون من ميلاد المسيح عيسى بن مريم، حاول أباطرة أسرة "تشين" توحيد بلاد الصين، في نفس الوقت نشطت في وسط أسيا بعض الجماعات الهمجية التي ترفع دائمًا شعارات الغزو والتدمير.

وتحت وطأة ضربات الجماعات الهمجية، بدأ الأباطرة في بناء سور ضخم يُحيط بالحدود الشمالية للاراضي الصينية، استمر بناؤه أكثر من 10 قرون كاملة.

"سور الصين العظيم".. ذلك البناء الأضخم في تاريخ البشرية، والذي يمكن مشاهدته من الفضاء الخارجي، ويبلغ طول السور حوالي 8850 كيلو متر، ويمتد عرضه من خمسة إلى سبعة أمتار، وأما ارتفاعه  فيبلغ من خمسة إلى سبعة عشر كيلومتر.

انقسم السور دفاعيًا إلى تسعة مناطق مختلفة، لكل منطقة رئيس إداري، ومجموعة من الجنود يتولون الدفاع عنها، وطبقًا للمؤرخين، وصل عدد الجنود المرابطين على خط السور في عهد أسرة مينغ الملكية، حوالي أكثر من مليون جندي.

مشاهدته من الفضاء 

وكان القمر الصناعي "بروبا"، والتابع لمصلحة الفضاء الأوروبية، قد تمكن من التقاط صورة واضحة لسور الصين العظيم، بل أنها أعلنت من خلال رائد الفضاء الأمريكي "جين سيرنان" أن السور يمكن رؤيته بالعين المجردة عند مدار الكرة الأرضية علي ارتفاع ما بين 160 و320 كيلو متر، وذلك في فبراير 2004 في سنغافورة، وإن الصورة التي قدمها القمر الصناعي "بروبا" تم التقاطها من إرتفاع 600 كيلو متر عن سطح الكرة الأرضية.

أهم عجائب الدنيا السبع

الحقيقة أن ذلك السور العظيم لم يكن مجرد حائط صد حصين تواجه به الصين هجمات القبائل الهمجية المتوحشة، بقدر ما أنه أضحى فيما بعد أحد أهم الوسائل الإستراتيجية العسكرية لحماية الأراضي الصينية، تحول مع مرور القرون وآلاف السنين إلى رمز عريق، يشير إلى قوة وذكاء ومهارة الشعب الصينى المعمارية الفريدة، واليوم يقف كأحد أهم عجائب الدنيا السبع في العالم.

استغرق بناء السور كما قلنا أكثر من 10 قرون، شارك في عملية البناء مئات الآلاف من العمال والحيوانات، قُتل منهم عشرات الآلاف نتيجة الظروف القاسية التي تعرضوا لها، خاصة وأن عملية البناء تمت بشكل يدوي بدائي.

وطيلة التاريخ تعرضت أجزاء من السور لعمليات التدمير من قبل الهجمات الشمالية المستمرة على الأراضي الصينية، ما استوجب إعادة بنائه وترميمه من جديد.

يبدأ سور الصين العظيم من منطقة "تشنهوانغتاو"، على خليج البحر الأصفر فى أقصي الشرق، ثم يمتد بطول الحد الشمالي للأراضي الصينية حتى منطقة "غاوتاى"، في مقاطعة "غانسو"، ليستمر إمتدادة حتى يعبر بكين متجها إلى "هاندن" في أقصي الغرب.

ولأنه يمتد لأكثر من ثمانية آلاف كيلو متر، فقد تم بنائه بمختلف المواد الطبيعية التي تتميز بها المنطقة التي يمر بها، ففي المناطق الصحراوية بني من الأحجار المحلية، ومن أنواع معينة من الصفصاف، وذلك لندرة الصخور، أما في مناطق هضاب التراب الأصفر، فكان بناؤه من التراب المدكوك والطين. 

بمجرد أن قضى الإمبراطور الصيني "تشين شي هوانغ" على الحركات المتمردة، وانتهى من توحيد البلاد عام 221 قبل الميلاد، أصدر فرمانًا للجنرال "مانغ تيان"، بسرعة ضم الأسوار القديمة التي بناها سابقيه وترميمها، وعمل سور ضخم بطول 5 آلاف كيلو متر، تم الإنتهاء منه في  204 قبل الميلاد، ليمثل ذلك حدا فاصلا بين الشعب الصينى المتحضر، والشعوب الشمالية البدوية والبربرية.

تعرضه للتدمير 

تعرض سور الصين العظيم طيلة آلفي عام إلى الكثير من الإهمال والتدمير، حتى منتصف القرن الرابع عشر، حينما تولت اسرة "مينغ"، والتي تولت حكم الصين من عام 1368 حتى عام 1644 ميلادية، فقد كان لها الفضل فى الحفاظ على هذا الأثر التراثى العالمي لليوم، حيث قاموا بترميمه وإستبدال الأجزاء المبنية بالطين ببناء من الحجارة، كما قاموا بإستكمال السور حتى بلغ طوله أكثر من سبعة آلاف كيلو متر تقريبا.

ابراج حراسة ضخمة 

يضم سور الصين العظيم عدد ضخم من أبراج الحراسة، والتي شكلت فيما بينها قلاع صغيرة، أو أبراج مراقبة بإرتفاع 12 متر، ويقدرها البعض بحوالي 40 ألف برج، فكل 200 متر تم بناء برج للحراسة، وأعلى قمته توجد قناة لصرف مياه الأمطار وحمايته من الإنهيار.

ورغم مرور أكثر من 20 قرن على بناء سور الصين العظيم، يصعب تحديد طوله بشكل أكثر دقة، فالسور حتى اليوم مازال قيد الاستكشاف، وإن كان العلماء قد تمكنوا من تحديد طوله بأكثر من 8 آلاف كيلو متر تقريبًا، يتخلله عدد كبير من الممرات والأبواب، وسلالم داخلية تمكن الزائر من الصعود إلى سطح السور.

اهم موقع أثري 

لم يكن السور مجرد وسيلة للأمن والدفاع فقط، ولكنه أيضًا مارس دورًا إقتصاديًا طيلة سنوات السلم، فكان وسيلة لمتابعة الهجرات غير الشرعية، وبوابات لفرض الرسوم التجارية، خاصة وأنه يقع على طريق الحرير التاريخي بين الشرق والغرب، واليوم هو وأحد من أهم المواقع الأثرية الجاذبة في العالم، حيث يقوم بزيارته اليوم أكثر من 1.5 مليون سائح أجنبي سنويًا، وذلك رغم اختفاء أجزاء منه نتيجة لجوء بعض السكان لتدمير الحجارة واستخدامها في بناء منازلهم.

يعد سور الصين العظيم، الذي يمتد ملتويا لمسافة 21 ألف كيلومتر شمالي الصين، واحدا من أشهر إبداعات البشر في العالم.

وقد اختير سور الصين، في عام 2007 كإحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، جنبا إلى جنب مع تاج محل ومدرج الكولوسيوم في روما. 

وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) السور ضمن قائمة التراث العالمي في عام 1987.

وعندما يزور السياح بكين، فإنهم يتوافدون على الأجزاء الأشهر من سور الصين العظيم، لكن القليلين منهم يزورون الجزء الأقل شهرة منه، بحسب موقع “سوبر كوريوسو” الإسباني.

إذ يمتد جزء من السور، يعرف باسم جيانكو، لمسافة 20 كيلومترا على قمم جبال خضراء حادة. ولو نظرت إليه من الوادي، سيبدو كالأكاليل التي تزين قمة كل جبل.

ويقع هذا الجزء من السور على بُعد 100 كيلومتر من بكين، لكنه يختلف تماما عن الأجزاء المجاورة من السور.

ففي محيط سور جيانكو، لا أثر لمتجر هدايا أو عربات معلقة، ولا أحد يقف لبيع التذاكر. ولكي تصل لهذا الجزء من السور، عليك أن تسير لمدة 45 دقيقة أعلى الجبل.

ووفق ترجمة “وطن”، على الرغم من شهرة سور الصين العظيم في العالم، إلا أن كثيرين يجهلون معظم الأسرار المتعلقة به. لذلك سنحاول تقديم أبرز ثمانية حقائق قد لا تعرفها عن سور الصين العظيم، وهي كالتالي:

حجم جداره الكبير

نبدأ هذه الرحلة الثقافية والتاريخية، بالكشف عن خبايا حجم جدار سور الصين الهائل. 

في البداية كان يُعتقد أن الجدار يمتد أكثر من ثمانية آلاف كيلومتر طولا، لكن القياسات الأخيرة أظهرت أنه أكبر من ذلك بكثير.

في المجموع، تغطي مساحته حوالي 21 ألف كيلومتر، تعبر فيها خمسة عشر مقاطعة ومنطقة مختلفة.

لسوء الحظ، لا يعتبر الجدار على طول امتداده في حالة جيدة. يمكن رؤية الجزء السياحي فقط منه بوضعية لائقة وجيدة جدًا، لكن آلاف الكيلومترات الأخرى متدهورة تمامًا، بالإضافة إلى تعرضه لسرقة الحجارة على مر القرون.

سر إضافي آخر على جدار سور الصين العظيم

يمثل حجم جدار سور الصين العظيم، ما يقرب من ضعف قطر الأرض ونصف محيطها.

استغرق بنائه ألفي عام

 من الأشياء الغريبة الأخرى في سور الصين العظيم الأكثر إثارة للدهشة، وهو أن بناءه استغرق وقتًا طويلاً ليكون على هذه الشاكلة.

كان هناك العديد من السلالات الصينية التي شاركت في رفع هذا الهيكل المهيب. على وجه التحديد، بدأت الأعمال حوالي عام 200 قبل الميلاد وانتهت رسميًا في عام 1644، مع الإطاحة بسلالة مينج الصينية.

كيف تم بناء السور؟ 

في ذلك الزمان، لم يكن هناك مهندسون أو معماريون. ولا الجرافات أو لا آلات أيضاً.

لقد تطلب بناء السور العظيم جهدًا بشريًا هائلًا، ربما يكون من أكبر الجهود البشرية على مر التاريخ. تشير التقديرات إلى أنه في جميع السنوات التي استغرقها إنشائه، شارك ما بين 500 ألف ومليون ونصف المليون رجل.

ومن المعروف أيضًا أن أكثر من 100 مليون طن من الطوب والحجر والتراب كانت ضرورية، والتي كان لا بد من نقلها من مكان إلى آخر في البلاد، ثم تم تجميعها على شكل جدار.

هل بنيت جداره من عظام بشرية؟

ومن الأشياء التي تثير الفضول حول سور الصين العظيم، هي ما إذا تم بناء الجدار من خلال عظام بشرية. الحقيقة أنه لا يوجد دليل علمي يثبت ذلك.

والمذكور أن المواد مثل الجرانيت أو الحجر أو الجير أو الآجر أو حتى الأنقاض كانت هي التي استخدمت كأساس للجدار. الآن، ما هو أصل الأسطورة التي تؤكد أنها إحدى تركيبات الجدار متكونةً من العظام البشرية؟ كان الجهد البدني للجنود كبيرا للغاية، لدرجة أن العديد منهم ماتوا في منتصف عملهم.

تقول الأسطورة أن الجثث دفنت على عين المكان، لكن لم يتم العثور على دليل قويّ على هذا.

لم يكن اسمه “صور الصين العظيم” 

لم يبدأ الاعتراف بسور الصين العظيم حتى القرن التاسع عشر، وهو الاسم الذي ظل حتى يومنا هذا.

على مر القرون، عُرف المكان أيضًا باسم Barrier و Rampant و Fortress وحتى أسماء رحلات شعرية أكبر، مثل Dragon of the Earth. وعلى الرغم من أنه مشهور للغاية، إلا أنه لم يتم التعرّف عليه من خارج الصين حتى عام 1605، وهو التاريخ الذي قام فيه مستكشف برتغالي بزيارة المعلم، وأحال اكتشافه إلى بقية العالم.

الاستخدامات الأخرى للجدار

على الرغم من أن أسرار سور الصين العظيم، ترتبط عمومًا ببنائه أو بأغراض الحماية الجيوسياسية، إلا أن الهيكل كان له أيضًا وظائف عملية أخرى.

على سبيل المثال، من المعروف أن الجدار كان يستخدم لمراقبة الحدود وتحصيل الضرائب على حركة البضائع، وتنظيم التجارة الخارجية والهجرة. بالإضافة إلى ذلك، فقد كانت مسرحًا لمعارك عظيمة في تاريخ الصين. كان آخرها في عام 1938، أثناء تطور الحرب الصينية اليابانية الثانية.

متعلقات