المتظاهرون في إيران يتعرضون لتعذيب وحشي وسط مطالبات بتدخل دولي عاجل
الجمعة 21 اكتوبر 2022 الساعة 18:02
تقرير/ المنارة نت/ وكالات

تتواصل الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، بعد اعتقالها، الشهر الماضي، في أنحاء إيران. 

وتوفيت أميني التي تنحدر من إقليم كردستان الإيراني، في 16 سبتمبر (أيلول) بعد ثلاثة أيام من احتجاز "شرطة الأخلاق" لها في طهران. وأشعلت الحادثة شرارة واحدة من أجرأ التحديات للنظام الإيراني.

أساليب التعذيب

وفي السياق، أشارت تقارير إعلامية إلى أن السلطات الإيرانية تستخدم "أساليب تعذيب" مختلفة لإسكات المشاركين في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

ونقلت شبكة "سي أن أن" عن أحد الناشطين قوله إنه تعرض لتهديدات بالقتل والاغتصاب والتعذيب الوحشي على يد السلطات من جراء مشاركته في الاحتجاجات.

واستخدم المتظاهر اسماً مستعاراً خوفاً من ملاحقة السلطات. واكد إن حياته تغيرت إلى الأبد في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) عندما اعتقل في طهران لانضمامه إلى الاحتجاجات.

وأضاف أنه تعرض خلال فترة اعتقاله التي استمرت أربعة أيام، لكل أساليب التعذيب على يد عناصر الحرس الثوري الإيراني.

وقال الشاب البالغ من العمر 29 سنة، إنه احتُجز في الحبس الانفرادي وتعرض للضرب بشكل متقطع، قبل أن يوضع في نهاية المطاف في غرفة مع ما يقرب من 20 متظاهراً آخرين، بينهم امرأة مصابة بجروح في وجهها ورقبتها قالت إنها تعرضت لاعتداء جنسي من قبل قوات الأمن.

وأضاف أنه أُجبر على التوقيع على اعتراف قبل إطلاق سراحه يقر فيه بأنه تلقى أموالاً من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل لـ"خلق الفوضى" في إيران.

دعوات لتحرك المجتمع الدولي

من جانبها، أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، أن معتقلي الاحتجاجات في أنحاء إيران، يتعرضون للتعذيب بشتى الطرق بعد اعتقالهم، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية.

وقال مدير المنظمة محمود أميري مقدم "احتمال تعذيب وقتل المعتقلين الذين يتعرضون أحياناً للاختفاء القسري، أمر خطير للغاية، والتحرك الفوري للمجتمع ضروري للغاية في هذا الوضع".

كما أعلنت المنظمة أن بعض المعتقلين محتجزون في معتقلات غير رسمية لا تخضع لأي رقابة، وفقاً لموقع "إيران إنترناشيونال".

وبحسب منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، فإن المعتقلين في المعتقلات الرسمية أيضاً يتم وضعهم في غرف ذات كثافة أعلى بكثير من سعتها، ومن دون مرافق صحية.

وأعلنت المنظمة أنه وفقاً للتقديرات، تم اعتقال عدة آلاف من الأشخاص في إيران، من بينهم ما لا يقل عن 38 صحافياً و170 طالباً و16 محامياً وأكثر من 580 ناشطاً مدنياً، بمن فيهم نشطاء نقابات المعلمين ونشطاء عماليون.

وبحسب التقرير، فقد اعتقل رجال الأمن أكثر من 170 طالباً في مدن مختلفة بإيران، وأن بعض المعتقلين من الأطفال.

دعم نساء إيران

من جانبها، تعهدت وزيرة الخارجية الكندية بدعم "نساء إيران اللاتي يتسمن بشجاعة لا تُصدق"، خلال اجتماع مع نظيراتها على مستوى العالم عبر الإنترنت استضافته لمناقشة قمع المحتجين في إيران.

وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي "لن يتسامحن بعد الآن مع نظرة النظام إلى دور المرأة في المجتمع أو كيف ينبغي للمرأة أن ترتدي وتتصرف. نرى فيهن إنسانيتنا. لدينا التزام أخلاقي بدعمهن".

وقالت جولي، إن الاجتماع "يُظهر تضامناً عالمياً مع النساء الإيرانيات ويخبر النظام الإيراني بأن العالم يتابع... نأخذ على عاتقنا مسؤولية المساعدة في رفع أصوات النساء في إيران".

ومن المتوقع أن تشارك في الاجتماع وزيرات خارجية ألمانيا وتشيلي ونيوزيلندا والنرويج، بينما من المتوقع أن تمثل باريس مسؤولة فرنسية أخرى، وفقاً لمصدر في الحكومة الكندية.

ولم يتضح ما إذا كانت مسؤولة أخرى ستمثل الولايات المتحدة التي يتولى فيها أنتوني بلينكن منصب وزير الخارجية. وانضمت كندا إلى دول أخرى، ومنها الولايات المتحدة، في فرض عقوبات على إيران.

وتتهم إيران الدول التي أبدت دعمها للاحتجاجات بالتدخل في شؤونها الداخلية.

إيرانية ترفض ميدالية ذهبية

قال ناشط حقوقي، الخميس، إن امرأة إيرانية رفضت الميدالية الذهبية التي فازت بها في مسابقة عالمية للمهارات المهنية في تصنيع المجوهرات، وذلك احتجاجاً على قمع النساء في بلادها، وأثار مخاوف حول سلامتها.

وقال تيمور ألياسي، مندوب جمعية حقوق الإنسان في كردستان إيران- جنيف لدى الأمم المتحدة، إن احتجاج الإيرانية راضية جليلي حدث، الإثنين، عند منحها ميداليتها في المسابقة العالمية للمهارات.

وأضاف أنها ألقت بياناً بإنجليزية ضعيفة بخصوص ما قالت إنه قمع للنساء في إيران وتركت ميداليتها الذهبية على المنصة. وأضاف أن الوفد المرافق لها رافقها إلى الفندق الذي تقيم فيه.

واتصل ألياسي بشرطة جنيف للتنبيه بشأن الخطر المحتمل الذي قد تواجهه عند عودتها إلى إيران، مؤكداً روايته للحادث التي قالها في وقت سابق للتلفزيون السويسري.

وأوضح ألياسي أنها عادت إلى إيران وأنه طلب من زملاء له هناك الاطمئنان عليها، لكنهم لم يتمكنوا من استيضاح موقفها. وأضاف "أنا قلق حقاً بشأن مصيرها الآن".

متعلقات