استمرارا لانتهاكاتها المتواصلة منذ ثمان سنوات، أقدمت ميليشيا الحوثي، على اقتحام أحد المساجد الواقعة وسط مدينة إب، قبل أن تتهجم على خطيب الجمعة وتنزله من المنبر تحت تهديد السلاح.
وقال سكان محليون، إن عناصر حوثية حاولت في بداية الأمر منع خطيب موالي للحوثيين في مسجد "الضياء" بمديرية الظهار، وسط مدينة إب، من القاء الخطبة، وحصل عراك وخلافات بين الخطيب والعناصر الحوثية التابعة للقيادي الحوثي "أحمد العصري الحمران".
وأفاد الأهالي أن خطيب المسجد "ضياء الدين الكبسي" تمكن من الصعود للمنبر وبدأ بخطبة الجمعة، غير أن عناصر المليشيا خرجت وعادت من جديد بمعية عناصر أخرى مسلحة واقتحموا المسجد في مشهد قوبل باستياء واسع في أوساط المواطنين الذين غادر العديد منهم المسجد.
وحسب الأهالي فإن أحد العناصر الحوثية صعدت إلى منبر المسجد وأشهرت السلاح في وجه الخطيب مهددا إياه بالقتل ومتوعدا بالقول "انزل يا منافق والله لا اقرح رأسك".
وأوضحت مصادر مطلعة أن العناصر الحوثية قامت باقتحام المسجد وتهديد الخطيب وإنزاله بالقوة بتوجيهات من القيادي "أحمد العصري الحمران" المسؤول الرئيسي عن مطاردة وتغيير الخطباء والأئمة في المحافظة.
وكانت الميليشيا قد عينت العصري مديرا لمكتب الإرشاد بمحافظة إب، وهو مكتب جديد استحدثته المليشيا بعد فصله عن الأوقاف.
وقبل أسابيع أقدم القيادي الحوثي "الحمران" على احتلال الدور الثاني التابع للمسجد واستغلاله لصالح عناصر تابعة للحمران، وسط استياء ورفض مجتمعي واسع.
ووفق مصادر محلية فقد انتقد الخطيب الكبسي في عدد من خطب الجمعة لاسيما خلال الأشهر الأخيرة، الاختلالات الأمنية في مناطق سيطرة الميليشيا وتدهور الاوضاع المعيشية وارتفاع الاسعار، وأعرب تضامنه مع القضاة بوجه الحملة الحوثية التي تعرضوا لها خلال الفترة الماضية.
وتأتي هذه الحادثة، بالتزامن مع سيطرة مطلقة للمليشيا على مساجد المحافظة، حيث تقوم بتغييرات متواصلة لخطباء المساجد ومطاردة للدعاة في مختلف مديريات المحافظة، في الوقت الذي تقوم باستغلال المساجد والمدارس والجامعات لنشر أفكارها ومعتقداتها الطائفية وخطابها الإعلامي الذي يكرس الانقسام المجتمعي في أوساط المواطنين.