أصدرت الكاتبة اليمنية جاكلين التويتي، أولى رواياتها تحت عنوان "حلم أب"، عن دار النشر الدولية "أوستن ماكولي".
وتتكون الرواية من 610 صفحات من القطع المتوسط (24×17) سم.
وفي حديث خاص لـ"يمن فيوتشر"، توضح جاكلين الإرهاصات الأولى للرواية التي بدأت بفكرة في هاجسها، حيث تقول: "فكرتها بدأت تتولد في داخلي منذ حدثتني أمي عن طفولتها وعلاقتها بأبيها، واستغرق مني الأمر قرابة شهر لكتابة الشخصيات ووصفها كما تخيلتها وأيقظت هذه الرواية مشاعري التي بحثت عنها لسنوات ووصلت لدرجة انفصالي عن الواقع تماما وخلق عالم لم أراه أبداً".
وتضيف: "تحديت نفسي بقلمي ودفتري وضعت قوانيني الخاصة، كتبتها عدة مرات، قرأتها، انتقدت نفسي حينما كنت أمر على مشهد لم أشعر أو أقتنع به، فأعيد صياغته كما أراه أمامي وأشعر به، كان علي أن أُقنع نفسي كقارئة، أتقنت فن التنقل بين شخصياتي، واعتمدت على إحساسي ومخيلتي بكل حرف، فأنا لا أملك أدوات أخرى".
وعن الفترة التي استغرقتها لكتابة الراوية، تقول: "لم أكن أعرف حينها معنى كلمة كاتب وأن هناك قواعد خاصة بالكتابة، كانت القراءة هي البوابة التي جعلتني أبحث عن ذلك العالم الذي منحني ذلك الشعور الخاص، بدأت أقرأ الروايات التي كانت تأخذني من عالمي إلى عالم آخر، بعدها تساءلت لما لا أصنع هذا العالم بنفسي؟ رغبتي الشديدة جعلتني أعتقد أن الأمر سيكون كالسحر وسأنسجه بسهولة ولكن ما إن أمسكت قلمي وبدأت الكتابة حتى اكتشفت أن الأمر لم يكن سهلا، ليمر عام واثنين وثلاثة حتى وصلت لعشر سنوات، وهي الفترة التي استغرقتني لكتابتها".
وتعتبر جاكلين، رواية "حلم أب" بأنها لا تشبه أي رواية، مبررة ذلك بالقول: "إنها رواية شاركتني الكثير من محطات حياتي، منحتها كل إحساس شعرت به، لقد جعلتني أرى المشاعر المؤلمة وخيبات الأمل التي تراكمت بداخلي وترجمت تلك الأحاسيس واستخدمتها بتحريك شخصياتي التي تناقلت فيما بينهم كما يتنقل الفنان بأدواره".
وعن موضوع الرواية، تشير جاكلين إلى أنها تتحدث عن العلاقات بشكل عام؛ الأسرية والصداقة والمشاعر التي تتراكم من العلاقات وردات الفعل والمعاناة التي يعيشها كل شخص في محيطه وتعامله معها إما بإخفائها عن الجميع والظهور بمظهر مثالي أو بالعنف وأذية الأخرين أو الغضب أو ضعف الشخصية والتردد باتخاذ القرارات أوالاكتفاء بمراقبة الآخرين.
وتستطرد: "كما تحكي عن إصرار الأباء والأمهات على تربية أبنائهم بطريقتهم دون مراعاة لمشاعرهم أو لجيلهم، إلى حد التقييد ومحو شخصياتهم، أي بمعنى آخر التنمر الذي يبدر أحيانا من الأهالي تجاه أخطاء أبنائهم، خيبات الأمل التي قد يولدها تصرفات بعض الأهالي والتي قد تشكل صدمة للأبناء مما يولد فجوة بينهم في المستقبل".
أما عن الهدف أو الرسالة التي تقدمها الرواية التي تمثل باكورة إنتاجها الروائي، فتقول بأن الهدف منها يتمثل في "أن الإنسان يملك القدرة غالبا على التحكم بتصرفاته ومشاعره عندما يقف أمام منعطف بين الخطأ والصواب وإيجايبة التعامل بين الأفراد رغم الاختلاف في التعامل والشخصية والجنس، وما تزرعه العلاقات القوية في الآخرين، وعدم إطلاق الأحكام على الأخرين بناء على مشاعرنا تجاههم".