المدارس (المفخخة).. بعد 8 سنوات أين يكمن الاستهداف الحوثي للتعليم؟
الاثنين 10 اكتوبر 2022 الساعة 11:57
المنارة نت .متابعات
صنعاء المكان، والهوية والتاريخ، ارتبطت وجداناً بالإنسان اليمني وصولاً إلى اليوم، فقد مثلّت أكثر من كونها عاصمة سياسية، أو حتى تاريخية، لتغدو رمزاً نضالياً، ولعلّ الحدث الأبرز كان إسقاط حكم الإمامة المستبد ستينيات القرن الماضي، وهو ما صبغها بقيم الجمهورية والثورة والحرية والكرامة. لذلك ولاعتبارات أخرى، سعت مليشيا الحوثي، الموالية لإيران، إلى تشويه صنعاء بطريقة ممنهجة، وكان لثمان سنوات من التجريف تأثير كبير نال كثير منها ومن الهوية الوطنية في اليمن بشكل كامل، ينفذه الحوثيون لأهداف عدة لهم، منها ضمان بقائهم أكثر، ومحاولة استلاب اليمنيين، بعيداً عن هويتهم الضاربة في جذور التاريخ، وعروبتهم وإسلامهم وانتمائهم لمحيط متعايش ومترابط، لتظل البلاد مرتبطة بمشاريع الآخر "إيران" التي تسعى إلى تحقيق مصالحها على حساب الشعوب وتحت حجج الطائفية والتقسيم. في هذه التقرير يورد "العاصمة أونلاين" أبرز ما عملت مليشيا الحوثي على الاشتغال عليه، في سياسة تجريف ممنهجة للتعليم والذي ناله التشويه والتخريب المتعمد كما أنه ما زال عرضة للاستهداف الحوثي الخبيث، دون أي تحرك لإيقافها، مما سيؤثر مستقبلاً على أجيال في هويتهم وتفكيرهم، مما سينعكس على البلد    صرخة إيران في مدارس صنعاء   الأمر الآخر، ولإضفاء الطابع الإيراني، غدت الكثير من مدارس صنعاء ومدارس المناطق، الخاضعة لتلك المليشيا، مطالبة قسراً، بأن تفرض على طلابها ترديد الصرخة الخمينية، والهدف هنا ليس حوثياً فقط، بل إيرانياً، والخطورة تكمن أن شباب وشابات اليمن، أصبحوا ورقة ضغط سياسية طائفية، وقنابل موقوتة، وهو ما يؤكد الأعداد التي ليست بالقليلة والتي زجت بها تلك المليشيا في جبهات القتال، وتم رصد أعداد منهم تم استقطابهم من مدارس العاصمة صنعاء.   أين ذهب السلام الوطني؟   بالتوازي مع ذلك، منعت مليشيا الحوثي الإرهابية، ترديد السلام الوطني في طابور الصباح، مهددة في عديد مدارس في السنوات الماضية، أي إدارة مدرسية تعنى بهذا الأمر، ويأتي هذا في إطار نيلها من الجمهورية ورموزها وأدبياتها كالنشيد والعلم الوطني، ورموز النظام الجمهوري من مفجري الثورة وغيرهم   تمجيد الحرب والإرهاب   ومن أبرز الانتهاكات التي استهدفت من خلالها المليشيا الطلاب، بأن جعلتهم يرددون بلا أي فهم ووعي للأشعار والمقولات والبطولات التي تُمجد الحرب على حساب الطفولة الآمنة، والمراحل العمرية التي إذا استقبلت مثل هذه الأفكار، فتنشأ على العنف، وتسعى إلى تطبيقه واقعاً، إما بالانخراط قسراً في صفوف الجماعة، والخضوع للتدريب أو القتال مباشرة، كما حصل لأسر فقدت أبنائها، ولم تكشف الأمر إلى بعد عودتهم من الجبهات، إما جثثاً هامدة، أو جرحى ومعاقين، وإما مستلبي الإرادة، وعودتهم جلبت الألم لتلك الأسر، بحسب شهادات عدد منها.   التلقين للكراهية   ومن بين الاستهداف الحوثي للأطفال من خلال استغلال التعليم، تلقين المليشيا للطلاب في كل المستويات لخطاب الكراهية، بالسرد عليهم الاتهامات الباطلة لفئات الشعب اليمني، مع تعميم مصطلحات الطائفية والمناطقية، مما يجبرهم على تبني تلك الأفكار الخطيرة، وتهدف المليشيا من ذلك التأثير على المجتمع والسيطرة على عقول النشء، بالإضافة إلى تجنيد أكبر قدر من الأطفال.   وهذا الخطاب، سعت المليشيا أن يكون موجوداً في المدرسة، والمخيمات الصيفية، حتى في المنابر الأخرى الإعلامية أو الإرشادية في المساجد، وهو ما يجعل الطفل وأسرته محاصرين تحت هذه الضخ المستمر.   لغة فارس في صنعاء   ومن أخطر أنواع الاستلاب الذي تعمل المليشيا على ترسيخه خصوصا في التعليم الجامعي، كانت خطوة افتتاح قسم اللغة الفارسية، وهو ما يشير إلى البعد الذي تريد ربط مصير اليمنيين به، بينما أهملت اللغات الأخرى، ومنها اللغة العربية في استهداف واضح انعكس على مخرجاتها، والملتحقين في أقسام اللغة العربية في كليات جامعات صنعاء وغيرها من الجامعات.   هذه الخطوة وما لها من خطورة داخلية الهدف الحوثي والإيراني لها، هو فصل اليمن عن محيطه العربي، وجاء ذلك كمثال، في تغيير اسم الخليج العربي من الخارطة، التي تدرس للطلاب وتبديله إلى الخليج الفارسي.   توظيف حوثي لأسماء المدارس   كما أنها استهدفت أسماء المدارس، فأصبحت أعداد منها تحمل أسماء رموز طائفية وأخرى لقتلى الجماعة، عدد منهم أطفال، في توظيف خبيث للمسميات، وشمل التغيير رموز الحركة الوطنية وأبطال ثورة 26 سبتمبر، أو تلك التي كانت مسماة بأسماء صحابة أو تابعين أو رموز قومية عربية وإسلامية، أو رجالات اليمن القدماء كنشوان الحميري.    فعلى سبيل المثال، غيّرت المليشيا مدرسة "عمر المختار" إلى "على بن الحسين"، ومدرسة خالد بن الوليد" إلى "الإمام الهادي"، ومدرسة "الفاروق" إلى "الإمام زيد بن علي"، ومدرسة "بابل" إلى "21 سبتمبر"، ومدرسة "عثمان بن عفان" إلى "مالك الأشتر"،   وشملت تغييرات الحوثيين مدرسة الشهيد "علي عبد المغني"، مهندس ثورة 26 سبتمبر، إلى مدرسة "الحسن بن علي"، ومدرسة "ابن ماجد" إلى مدرسة "الشهيد القديمي"، ومدرسة "جمال جميل" إلى مدرسة "الصماد".   آخر شيء هو التحصيل الدراسي   ونتيجة لكل ما مضى فقد تحولت العملية التعليمية في صنعاء والمحافظات الأخرى التي ما زالت خاضعة لتلك المليشيا، إلى ساحة أخرى بعيدة عن العلم، وإعداد الأجيال لخدمة وطنهم، فآخر شيء يمكن الحديث عنه هو التحصيل الدراسي، فقد غدت المدارس أشبه بالحوزات والمحاضن التي تتخذها الجماعات الإرهابية، فهي لتنفذ المناسبات الدخيلة وللاستعراض بالشعارات الزائفة التي تهدف من خلالها المليشيا إلى تغيير الوجدان اليمني، وخلق هوية سلالية وهويات أخرى شيعية، تعلو فوق الهوية الوطنية.       أين يكمن إرهاب الحوثي تعليمياً؟
 
وبعد 8 سنوات من الانقلاب الحوثي، في حسبة جرد بسيطة، وبنظرة أولى لما حصل ويحصل يمكننا استنتاج أبرز ما عملته المليشيا الحوثية، ويمكن وضعه في خانة الإرهاب الذي استهدف التعليم، وكان من باب أول وهو المناهج، التي أرادت تحقيق أهدافها الأخرى منه، وليسهل لها التغيير في هوية الشعب اليمني، ويمكنها من النيل من رموزه الجمهورية والنضالية، إذ حذفت كل الفصول والدروس والمقررات الخاصة بثورة 26 سبتمبر 1962، ورموزها ممن أنهوا حكم الإمامة، في إشارة إلى أنها عادت لتنتقم من الجمهورية كقيمة، ومن اليمنيين كشعب آمن بها، وربط مستقبله بها، كما تهدف إلى
 
صرخة إيران في مدارس صنعاء
 
الأمر الآخر، ولإضفاء الطابع الإيراني، غدت الكثير من مدارس صنعاء ومدارس المناطق، الخاضعة لتلك المليشيا، مطالبة قسراً، بأن تفرض على طلابها ترديد الصرخة الخمينية، والهدف هنا ليس حوثياً فقط، بل إيرانياً، والخطورة تكمن أن شباب وشابات اليمن، أصبحوا ورقة ضغط سياسية طائفية، وقنابل موقوتة، وهو ما يؤكد الأعداد التي ليست بالقليلة والتي زجت بها تلك المليشيا في جبهات القتال، وتم رصد أعداد منهم تم استقطابهم من مدارس العاصمة صنعاء.
 
أين ذهب السلام الوطني؟
 
بالتوازي مع ذلك، منعت مليشيا الحوثي الإرهابية، ترديد السلام الوطني في طابور الصباح، مهددة في عديد مدارس في السنوات الماضية، أي إدارة مدرسية تعنى بهذا الأمر، ويأتي هذا في إطار نيلها من الجمهورية ورموزها وأدبياتها كالنشيد والعلم الوطني، ورموز النظام الجمهوري من مفجري الثورة وغيرهم
متعلقات