أظهرت نتائج الثانوية العامة للعام الدراسي (2021، 2022) مدى الاستهتار الحوثي بحق العملية التعليمية، كما أنها أحدثت سخطاً أوساط أولياء الأمور والطلاب، مطالبين بإعادة التصحيح والتقصي عن النتائج الحقيقية.
وقبل أيام أعلنت وزارة التربية والتعليم، الخاضعة للمليشيا بصنعاء، نتائج الثانوية العامة بنسبة نجاح زعمت أنها بلغت ٨٦٪، على إثرها انتقد مواطنون النتائج، التي ظهر فيها التلاعب، بحصول 21 طالباً أوائل جمهورية من مدرسة واحدة بينما حصل 5 طلاب آخرون على مراتب متقدمة، وهم من قاعة امتحانية واحدة.
تجيير النتائج لمجاهدي الجماعة
حيث اتهم نشطاء وتربويون المليشيا بالتلاعب بالنتائج، حيث ذهبت المعدلات الكبيرة إلى أصحاب اللجان الامتحانية الخاصة، والتي تسميها المليشيا بــ "المجاهدين" وتشمل المقربين من الجماعة، كما أنه تجري الاختبارات الخاصة بهم، في معزل عن بقية الطلاب.
"غيداء العبسي"، قالت بأنه على الرغم من أن عدد مجلس الأوائل 75! من أبناء وأقارب أولياء "اللهط" أخي من أفضل التلاميذ في مدرسته منذ الصف الأول الابتدائي وهو إما الأول أو الثاني أو الثالث أو الرابع.
وأضافت "هذا العام رغم عدد الـ 75 مقعداً، حصل على 60 درجة، وهذه ما قد حصلتش بأي دولة، وحسبنا الله ونعم الوكيل"، مؤكدة أنه سيعيد سنة.
غش جماعي
من جهته كتب "خلدون العامري" "هناك أخبار متداولة عن حدوث حالات غش جماعي، ما يتطلب تدخل وزارة التربية والتعليم والتوضيح للرأي العام ما هي الحقيقة وعدم ترك مجال للتساؤل وتداول الشائعات".
وقال "أنا لست متحاملا على الوزارة وإنما ناصح لهم بأن يقوموا بنشر بيان لتوضيح الحقيقة للجميع".
وأضاف "مطلوب فتح تحقيق عاجل 21 طالبا هم أوائل جمهورية من داخل قاعة اختبار واحدة، ماذا نسمي ذلك تربية وتعليم الغش الجماعي؟".
ولفت أن صاحب رقم الجلوس، "400005" حصل على الترتيب الثامن، بينما "400011" حصل على الترتيب الثاني، وهكذا في بقية أرقام الجلوس لـ "21" طالباً.
وأوضح أن هناك خمسة أوائل، من مدرسة أهلية واحدة، ومن مركز امتحاني وقاعة امتحان واحدة، كما يبدو من الأرقام.
وأضاف، أنه "علما أن أوائلها عشرة طلاب اكتفينا بذكر الأرقام المتقاربة، وهي " 421621 السابع،421639 السابع مكرر، 421640 الثامن، و421675 الثامن مكرر، 421779 العاشر".
مدارس نموذجية خارج المنافسة
في السياق قال الدكتور، طه حسين الروحاني "ثانويات الكويت وأروى وابن ماجد وعمر المختار وسالم الصباح وهائل سعيد في امانة العاصمة وكبرى المدارس الحكومية في الجمهورية المتصدرة لقوائم الأوائل لعقود اصبحت اليوم خارج حلبة المنافسة، وكذلك اغلب المحافظات".
وأشار إلى أن الخلل واضح، ولا يحتاج إلى تفسير أو شرح، ابتداء من هجرة الكفاءات لهذه المدارس بسبب انقطاع مرتبات المعلمين، وانتهاء بعجز السلطة والوزارة عن التعويض وتأهيل كفاءات جديدة ورفد المدارس الحكومية بها، ناهيك عن انعدام موازنات التشغيل.
واعتبر الروحاني استحواذ ثلاث مدارس فقط من إجمالي ٣,٠٠٠ ثانوية وأكثر على 50% من مقاعد أوائل الجمهورية لا يعني إلا انحياز القائمين على إدارة الامتحانات إلى نماذج الامتحانات التي وضعها المدرسون في تلك المدارس، وكان لطلبتها ذلك العدد.