عثر على امرأة في الثلاثينيات من عمرها وطفلتيها جثثًا في إحدى مناطق محافظة لحج، الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي، وسط ترجيحات أمنية بالانتحار بسبب الفقر والجوع.
وأكد مدير بحث مديرية المقاطرة الرائد طارق الحميدي، العثور على امرأة وطفلتيها الاثنتين جثثا هامدة في إحدى السقايات بمنطقة الرفد بالمديرية.
لا عنصر جنائيا
وأضاف أن التحقيقات استبعدت وجود أي عنصر جنائي في القضية، مرجحا أن يكون سبب الوفاة هو انتحار الأم مع طفلتيها بسبب الفقر والجوع، بحسب ما نقلته صحيفة "الأيام".
وأشار الحميدي إلى أن الأم وتدعى "خديجة عبده قائد"، من أهالي السوداء الأشبوط، وتبلغ من العمر 35 عاما.
أما الطفلتان، فهما إلهام مختار عبدالكريم وعمرها 10 سنوات، وأحلام مختار عبدالكريم وعمرها 7 سنوات، وأعلن عن اختفائهن منذ الثلاثاء الماضي، لتعثر عليهن إحدى النساء أثناء ذهابها للعمل في الأرض، جثثًا هامدة تطفو في إحدى السقايات التابعة لأحد المواطنين.
وتابع أنه جرى إخراج الجثث واتخاذ الإجراءات القانونية، لافتا إلى عدم وجود دافع جنائي، وبناء على طلب أقرباء الضحايا تم التصريح بدفن الجثث.
قالت وفعلت!
يشار إلى أن مصادر محلية كانت كشفت أن الأم سبق لها أن أفصحت بأنها سوف تنتحر نتيجة لما تعانيه من فقر وعدم مقدرة زوجها الذي يعمل بالأجر اليومي على توفير مصاريف أسرته بشكل منتظم.
وأضافت المعلومات، أن أقارب السيدة الراحلة، لم تأخذ كلامها على محمل الجد.
كما أوضحوا أنها كانت تردد دائماً جملة: "كم بأتحمل واللي بايعطينا كم بايعطينا"، في إشارة منها إلى فقر الحال.
وبالفعل، أكدت المصادر أن القوات الأمنية لم تجد شيئاً عند تفتيش منزلها، من مياه أو طعام.
حصار حوثي خانق
ووفق التحقيقات، قررت الضحية خديجة أخذ ابنتيها الاثنتين، وإغلاق المنزل والذهاب إلى منطقة جبلية ووعرة، تقع على مسافة بعيدة عن منزلهن، ثم رمت ببنتيها ونفسها إلى داخل سقاية ماء.
إلى ذلك، اعتبرت مدير مكتب حقوق الإنسان بمحافظة لحج حياة الرحيبي، أن قضية انتحار الأم وطفلتيها قضية إنسانية، اهتز لها الرأي العام خاصة بعد معرفة أسباب الانتحار، وفق تعبيرها.
وناشدت الرحيبي دور المنظمات العاملة في الجانب الإغاثي والإنساني لالتماس حالات الأسر الفقيرة في القرية، مشددة على أنها مناطق تقع تحت خط النار وتسيطر عليها الميليشيات الحوثية التي ألحقت ببعض القرى حصارا خانقا أدى إلى تدهور المستوى المعيشي.
يذكر أن الأم المتحدة، كانت حذّرت مراراً من أن ملايين الأشخاص باليمن يسيرون نحو المجاعة بسبب الحصار الحوثي الخانق، في حين طالبت الحكومة اليمنية دعم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من أجل توفير واردات الحبوب خاصة القمح، بعد تدهور الأوضاع إثر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.