كشف دراسة حديثة، عن عادة غذائية شائعة بين الأشخاص، تسبب الموت المبكر والإصابة بالسرطان وارتفاع ضغط الدم..
وقال العلماء الذين أجروا الدراسة، أن الأشخاص الذين يضيفون الملح إلى طعامهم أثناء الأكل، هم أكثر عرضة للموت المبكر أكثر من الآخرين.
وأفادت مجلة European Heart Journal، أن العلماء أجروا دراسة شارك فيها أكثر من 500 ألف شخصا، واتضح لهم أن ملح الطعام يزيد من خطر الإصابة بالسرطان وارتفاع مستوى ضغط الدم والجلطة الدماغية.
تأثير إضافة الملح إلى الطعام أثناء الأكل
ويمكن تقييم تأثير كمية ملح الطعام التي يستهلكها الشخص عن طريق تحليل البول، مع أنه لا يعكس أحيانا العادات الغذائية للشخص، لأن الكثير من المواد الغذائية تحتوي في الأساس على نسبة عالية من الملح.
ومن أجل ذلك قرر فريق علمي برئاسة البروفيسور لو تشي من كلية الصحة العامة وطب المناطق الحارة في جامعة تولين في نيو أورلينز بولاية لويزيانا، تحديد تأثير إضافة الملح إلى الطعام أثناء الأكل، في الصحة.
ويقول تشي، "يشكل الملح المضاف إلى الطعام في النظام الغذائي الغربي 6-20 بالمئة من إجمالي كمية الملح المستهلكة. وهذا يعطينا فرصة فريدة لتقييم العلاقة بين تناول الصوديوم وخطر الوفاة".
ودرس الباحثون وحللوا بيانات تشمل 500 الف و379 شاركوا في دراسة البنك الحيوي البريطاني خلال أعوام 2006-2010، سئلوا جميعا عن عدد المرات التي يضيفون فيها الملح إلى الطعام أثناء الأكل.
نتائج تحليل البول
وأهمل الباحثون جميع المشاركين الذين لم يجيبوا عن هذا السؤال، وأخذوا بالاعتبار نتائج تحليل البول العام، الذي يعتمد على العوامل التي يمكن أن تؤثر على النتائج، مثل العمر والجنس والعرق ومؤشر كتلة الجسم والتدخين وتعاطي الكحول والنشاط البدني والنظام الغذائي والحالة الطبية.
وأشار الباحثون المشاركون في الدراسة، إلى ان المدة تصل إلى تسع سنوات في المتوسط. وحددوا الوفاة المبكرة التي تحدث قبل سن 75 عامًا.
الأكثر عرضة للموت المبكر
وأظهرت النتائج، أن الذين لديهم عادة إضافة الملح إلى الطعام أثناء الأكل، هم أكثر عرضة للموت المبكر بنسبة 28 بالمئة، مقارنة بالذين ليس لديهم هذه العادة أو نادرا ما يفعلون ذلك.
كما اتضح للباحثين أن الذين يضيفون الملح في عمر 50 عاما، ينخفض متوسط عمرهم المتوقع بمقدار 1.5 عاما للنساء و2.28 عاما للرجال.
ضرورة تغيير السلوك الغذائي
ويقول البروفيسور تشي، "أعتقد ان دراستنا هي الأولى في تقييم العلاقة بين إضافة الملح إلى الطعام أثناء الأكل والموت المبكر. وهذا يثبت لنا من جديد ضرورة تغيير السلوك الغذائي".
وكانت دراسة علمية سابقة، قد ذكرت أن استهلاك كميات كبيرة من الملح على المدى القصير، يمكن أن يؤدي إلى احتباس الماء في الجسم، وزيادة في ضغط الدم والشعور بالعطش الشديد، ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى الإصابة بفرط صوديوم الدم، التي ربما تؤدي إلى الوفاة ما لم يتم علاجها.
اضرار أخرى للملح
تضاف عوامل مضادة للتكتل إلى الملح خلال التصنيع لمنعه من التكتل. وتحتوي بعض هذه العوامل الشائعة على الألومنيوم، والذي يحتمل أن يكون مسرطناً وقد يتراكم في الدماغ، مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض عصبية، مثل مرض الزهايمر.
ويتعرض الملح الخام خلال تصنيعه إلى التسخين على درجة حرارة تصل إلى 1200 درجة فهرنهايت، ما يعرضه إلى فقد نسبة كبيرة من المعادن المهمة الموجودة به.
ويضاف إلى الملح مواد كيميائية اصطناعية، ومواد حافظة، يمكن أن تصبح سامة مع كثرة استهلاك الملح.
ويلون الملح بمبيضات لجعل لونه أبيض، الملح في صورته الطبيعية ليس أبيض.
يخل الإكثار من تناول الملح بتوازن السوائل في الجسم، إذ لا يستطيع الجسم التخلص من نسبة الصوديوم الزائدة، وبالتالي احتباس الماء.
وتؤدي زيادة السوائل في الأنسجة إلى الإصابة بالكثير من الأمراض، مثل النقرس، وحصى الكلى، وحصوات المرارة، والتهاب المفاصل، والروماتيزم.
ويسبب ملح الطعام الإدمان بطبيعته، كلما اعتاد عليه الجسم، ومع الآثار السلبية لملح الطعام على المدى البعيد، يتأثر الجهاز العصبي بشكل خاص والدورة الدموية، ويزداد خطر مشاكل ارتفاع ضغط الدم، والكبد، وأمراض القلب، والتورم، وتقلصات العضلات.
المصدر: "نوفوستي" + "الطبي"