أعلن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الإثنين 4 يوليو/تموز 2022، عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في الحوار الذي يهدف إلى الخروج بالبلاد من الأزمة السياسية، محدِّداً موعداً لحل مجلس السيادة الذي يحكم السودان.
فيما دعا البرهان، في خطاب بثه التلفزيون الرسمي، "جميع القوى الوطنية للمشاركة في الحوار السوداني"، مشيراً إلى أن "المؤسسة العسكرية ستلتزم بتطبيق مخرجات الحوار". أوضح أن انسحاب الجيش من الحوار "يهدف لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية لتشكيل حكومة كفاءات". وقال البرهان في خطابه، إنه بعد تشكيل حكومة مدنية سيُحل مجلس السيادة، ويُشكَّل مجلس أعلى للقوات المسلحة يتولى القيادة العليا للقوات النظامية ويكون مسؤولاً عن مهام الأمن والدفاع وما يتعلق بها من مسؤوليات بالاتفاق مع الحكومة. وقال مسعفون، الخميس، إن ما لا يقل عن ثمانية محتجين قُتلوا بالرصاص في السودان بعد أن خرجت حشود كبيرة إلى الشوارع، رغم الوجود الأمني المكثف وانقطاع الاتصالات؛ للاحتجاج على القيادة العسكرية التي استولت على السلطة قبل ثمانية أشهر. وقدّروا عدد الحشود في الخرطوم ومدينتيها التوأمتين أم درمان وبحري بعشرات الألوف، وهي الأكبر منذ أشهر. وفي أم درمان، أفاد شهود عيان بوقوع حوادث إطلاق للغاز المسيل للدموع وإطلاق للنار، حيث منعت قوات الأمن المتظاهرين من العبور إلى الخرطوم. تأتي الاحتجاجات في الذكرى الثالثة لمظاهرات ضخمة خرجت خلال انتفاضة 2019 والتي أطاحت بالحكم الاستبدادي طويل الأمد لعمر البشير وقادت إلى ترتيب لاقتسام السلطة بين المجموعات المدنية والجيش. فيما أطاح الجيش، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بالحكومة الانتقالية في أكتوبر/تشرين الأول 2021، في انقلاب أثار احتجاجات حاشدة تدعو الجيش إلى الابتعاد عن السياسة. وحمل البعض لافتات تطالب بالقصاص لمن قُتلوا في الاحتجاجات السابقة، فيما هتف آخرون: "يا برهان ارجع ثكناتك يا برهان سلم شركاتك!"، في إشارة إلى الأصول الاقتصادية للجيش السوداني. فيما دعا مبعوث الأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، السلطات هذا الأسبوع إلى الالتزام بتعهدها بحماية الحق في التجمع السلمي. وقال: "لا تسامح مع العنف تجاه المتظاهرين". (رويترز)