وغدٌ مُخيفٌ جاءَ يشحذُ أمسَكْ
ويبيعُ للأحزانِ حتى عُرسَكْ
في كلّ قلبٍ زاملٌ ومدينةٌ
مكتضّةٌ بالوهمِ تنحرُ أُنسَكْ
يمشي الظلامُ على أصابعِهِ وقد
ألغى ابتسامةَ كلِ ضوءٍ مَسّكْ
كُن سيّداً ، واترُكْ ضميرَكَ للسُدى
وعلى حبالِ الشكِّ دحرِجْ نفسَكْ
هذي فلولُ الزيفِ تأكلُ بعضها
بعضاً ورؤيتُها تُخيّبُ حدْسَكْ
فاقْطِفْ ثمارَ الصومِ ، إني هاهنا
أفطرتُ من ظمأيْ لصومِ المنسكْ
ملأتْكَ بالشجنِ اللذيذ وكنتَ في
يدِها الريالَ فكيف صارتْ فلسَكْ ؟
كن قابلاً للكسْرِ ، قالتْ وانتهى
أمرُ البلادِ وأنت تقرأُ درسَكْ
مطرٌ تسلّلَ من ثقوبِ ملابسي
فأصابَ نبضي حينَ أطفأ رمسَكْ
هبنِيْ على روحي انكفأتُ ، أليس ما
يُخفيهُ حِسّي سوفَ يُرهقُ حِسَّكْ ؟
الحزنُ عاصمتي فكيف عبرتَها ؟
وتركتني وحدي أُصارعُ نحسَكْ
يا وابلَ التعبيرِ نهنَهَني الجفا
فمتى ستُكرمُ بالسقايةِ غرسَكْ ؟
الغارةُ الأولى كما لا أشتهي
غدرتْ بذُبياني وخانتْ عبسَكْ
الدمعةُ الأُخرى أراها في يدي
ناياً يُسابقُ شهقتي ليَجُسَّكْ
أنا تائهٌ كالأُغنياتِ مُشرّدٌ كالـ
أُمنياتِ مللتُ حتى همسَكْ
قلبي كبيرٌ لا يطيقُكَ ربما
يغدو صغيراً لن يُحاولَ طمسَكْ
نخبَ اليدِ البيضاءِ فاشْربْني على
مَهَلٍ لتملأَ بالمروءةِ كأسَكْ
واحْشُدْ بناتَ الفجر قُربَ صبابتي
لتُعِيدَ من أسْرِ المتاهةِ رأسَكْ
لو غابةٌ تركتْكَ للريحِ التي
تعوي أيكفي أن تُشمّرَ فأسَكْ ؟
سأُحيدُ عنكَ كما تحِيدُ قصيدةٌ
عن شاعرٍ برَوِيِّها ما أمْسَكْ
لا والذي أنساكَ أنكَ موطني
مُذ كنتَ طفلاً في يدي ، لم أنسَكْ
......
ياسين البكالي