في الوقت الذي ما زالت فيه مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تمارس التعذيب بحق آلاف من المختطفين المدنيين في سجونها، تسارع دون خجل إلى الاحتفاء باليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب.
ومنذ انقلابها على الدولة وشنها الحرب على المدن اليمنية، عانى الآلاف من مختلف الشرائح من التعذيب الحوثي لهم في السجون، بينما مات الكثير تحت التعذيب.
وعن ما يتعرض له المدنيون في سجون الحوثي السرية أو المعروفة، يروي ناجون عمّا تعرضوا له من صنوف تعذيب جسدية ونفسية، ما زالوا يعانون منها إلى اليوم، متساءلين لماذا لا ننسى ما تعرضنا له، فآثار التعذيب بحسب تعبيرهم ما زالت ترافقهم كما انعكست على حياتهم، على الرغم من خروج البعض منهم منذ أكثر من عام.
وبحسب شهادات المفرج عنهم فإن تعذيب المليشيا يتمثل بين الضرب بعنف بالعصي والهراوات والسياط والأسلاك الكهربائية، والوخز بأدواتٍ حادة تصل للطعن.
كما تستخدم المليشيا الكي بشكل عشوائي في مناطق الجسد، ونزع الأظافر وسلخ جلد الأصابع، أو استخدام الكهرباء لصعق الضحايا ومنها وضعهم في براميل مملوءة بالمياه يتم توصيلها بالكهرباء، الى جانب السحل على سلالم العمارات التي تستخدمها الميليشيا كسجون سرية.
ويشكو المفرج عنهم، من انعدام الدعم النفسي والقانوني لهم بعد خروجهم، ويرون أن اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، الذي مرّ بالأمس الـ 26 يونيو، دون أي إنصاف، إلا أنهم يعلمون أن الحقوق لا تسقط بالتقادم.
من جهتها طالبت منظمة "أمهات المختطفين" بضرورة مساءلة ومحاسبة مرتكبي التعذيب والآمرين من مليشيات الحوثي ومعاقبتهم، من قادة الحوثي لتحقيق العدالة وكجزء من مساندة الضحايا ودعت لتوفير الدعم القانوني والنفسي والاقتصادي لهم.
وعبرت المنظمة عن استغرابها في بيان لها، من التجاهل غير المبرر من المنظمات والجهات المعنية الدولية والمحلية لضحايا التعذيب باليمن، مشيرة إلى توثيقها تعرض أكثر من 600 معتقل داخل السجون الحوثية لسوء المعاملة والإهمال الطبي.