واجه اللواء الركن هيثم قاسم طاهر، أشرس الحروب كواحد من أقدم الضباط الذين كان لهم دور في اتمام مشروع إعادة الوحدة بين شطري اليمن، وغادروا بصمت، وعادوا مجددا للانتصار للمشروع العربي ضد ميليشيات الحوثي.
وتقلد منصب أول وزير دفاع في الحكومة اليمنية بعد إعادة تحقيق الوحدة في 22 مايو عام 1990، وجد حينها اللواء الركن هيثم قاسم طاهر، نفسه في مهمة صعبة تقتضي الدمج بين جيشين وتوحيد القوات المسلحة اليمنية.
وتتكرر ذات المهمة اليوم أيضا، عندما صار "قاسم" رئيسيا للجنة العسكرية والأمنية، المعنية بإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن بموجب المادة رقم (5) لإعلان نقل السلطة في أبريل/ نيسان الماضي.
وأعلن مجلس القيادة الرئاسي، الإثنين، تشكيل اللجنة الأمنية والعسكرية العليا في البلاد وتعين وزير الدفاع الأسبق اللواء الركن هيثم طاهر رئيسا لها.
وتوافق رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي على تشكيل اللجنة العسكرية والأمنية مكونة من 59 عضوا برئاسة اللواء الركن هيثم قاسم طاهر، فيما تم تعيين رئيس الأركان السابق اللواء الركن طاهر العقيلي نائبا له.
أشهر وزير دفاع باليمن
وللجنرال هيثم قاسم تاريخ مشرف منذ حرب صيف 1994، عندما انفجرت بين حلفاء الوحدة وهو في منصب وزير دفاع ولم يخذل "طاهر" رفاق دربه ووجد الشجاعة الكاملة لمغادرة منصبه والبلد برمتها.
ولا يعد اللواء هيثم قاسم أشهر وزير دفاع في تاريخ اليمن، فحسب بل أحد أبرز القيادات العسكرية في البلد على مدى أكثر من 4 عقود تمتد إلى دوره كمحارب شرس في جيش الشطر الجنوبي من اليمن، قبل الوحدة والتي تقلد فيها مناصب عدة.
وهيثم قاسم هو من منطقة "ردفان"، التي مدت الجيش في الشطر الجنوبي واليمني لاحقا بالكثير من الضباط الشجعان ومنها غالبية مناضلي الثورة المسلحة التي انطلقت من جبال ردفان ضد الاحتلال البريطاني 1963.
ومنذ الثمانينيات، لمع قاسم كضابط وكقائد ذو كفاءة مكنته من تربع قيادة سلاح الدبابات والوصول إلى رئاسة هيئة الأركان، ومن ثم نائبا لوزير الدفاع في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل إعادة الوحدة، في ظل وجود أسماء كبيرة تتصدر المشهد حينذاك.
وبعد إعلان دولة الوحدة عام 1990، توافق الحلفاء على اختيار هيثم قاسم طاهر وزيرا للدفاع في أول حكومة موحدة بموافقة الشمال والجنوب ليكون بذلك وحتى اليوم أشهر وزير دفاع في تاريخ اليمن.
وبعد حرب صيف 1994 غادر هيثم قاسم طاهر اليمن وعاد إليها بعد 21 عاما ظل خلالها غائبا عن مشهد بلاده حتى تفجير الحوثي للحرب.
العودة إلى اليمن
وعاد اللواء هيثم قاسم إلى اليمن للمشاركة في اجتثاث وكلاء المشروع الإيراني وعمل كأبرز الضباط القدماء ضمن التحالف العربي ليشارك منذ عام 2015 في قيادة عمليات تحرير المحافظات الجنوبية.
وظهر الرجل لأول مرة في مايو/آيار 2016 بعيد تحرير مدينة المكلا في محافظة حضرموت من تنظيم القاعدة الإرهابي كواحد من أرفع المستشارين الذين رسموا خطة المعركة وأشرفوا على تنفيذها على الأرض.
وعام 2017، طار هيثم قاسم إلى باب المندب لقيادة عملية "الرمح الذهبي" وكان المهندس الخفي، والخلفي لمعركة تحرير الساحل الغربي محققا انتصارات كبيرة بدعم بري وجوي من قوات التحالف العربي.
وقال مصدر عسكري رفيع لـ"العين الإخبارية"، إن اللواء هيثم قاسم أسس بين عام 2017 و 2018 قوات المشاة في الساحل الغربي لليمن والتي تتألف من 4 ألوية عسكرية وتضم نخبة من المقاتلين الذي تمرسوا على التنكيل بمليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
وفي يوليو 2019 تم الإعلان عن تشكيل القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن، وانتخاب اللواء الركن هيثم قاسم طاهر قائدا عاما لها كأقوى مكون عسكري على مستوى اليمن في الوقت الحالي.
ويندرج ضمن القوات المشتركة ألوية المشاة وألوية العمالقة وقوات حراس الجمهورية وألوية المقاومة التهامية، وهي قوات لها تاريخ حافل في تمريغ أنوف الحوثيين.
وقال متحدث القوات المشتركة في اليمن العقيد وضاح الدبيش لـ"العين الإخبارية"، إن اللواء الركن هيثم قاسم غني عن التعريف ولديه خبرات كبيرة يعد خبيرا في التكتيكات العسكرية على مستوى الوطن العربي.
وأضاف أن "اللواء هيثم قاسم له باع طويل في المجالات العسكرية، وهو رجل الانتصارات ورجل الإنجازات ورجل الحرب الذي لديه القدرة الكاملة على صد هذه المليشيات الحوثية الانقلابية.
وأشار إلى أن ترأس قاسم للجنة العسكرية والأمنية هي ثمرة من ثمار تشكيل المجلس الرئاسي وتتويج لمظلة التلاحم والتوافق غير المسبوق.
ويعول اليمنيون على أقدم محارب أن يوحد القوات والألوية تحت قيادة القوات المسلحة، وتأسيس غرفة عمليات واحدة لخوض المعركة الحاسمة ضد الانقلاب.
ووجود الجنرال هيثم قاسم وحده على رأس اللجنة العسكرية والأمنية المشتركة يشكل مصدر رعب للحوثيين وضربة قاصمة للانقلاب وللتنظيمات الإرهابية من القاعدة وداعش باعتباره أحد عقول تنويع وسائل الردع لوأد الإرهاب والانقلاب مؤخرا.
وسيتولى هيثم قاسم انطلاقا من رئاسة اللجنة الأمنية والعسكرية المشتركة، تحقيق الأمن والاستقرار من خلال اعتماد السياسات التي من شأنها منع حدوث أي مواجهات مسلحة في كافة أنحاء الجمهورية.
كما سيعمل على تهيئة الظروف واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق تكامل القوات تحت هيكل قيادة وطنية موحدة في إطار سيادة القانون وإنهاء الانقسام في القوات المسلحة ومعالجة أسبابه، وإنهاء جميع النزاعات المسلحة، ووضع عقيدة وطنية للجيش والأمن، وفقا لإعلان السلطة.
وسلم الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، السلطة في أبريل/ نيسان الماضي، إلى مجلس القيادة الرئاسي الذي يمثّل قوى مختلفة، وذلك في ختام مشاورات الرياض على خطى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.