أثار مقطع فيديو يحمل رسالة تحذير، قلق وخوف أحد قيادات مليشيا الحوثي الانقلابية، الذي حمل جماعته المسؤولية الكاملة عن أي "مكروه" يطاله، مشيرا الى محاولة سابقة لاغتياله.
وقال صالح هبرة - وهو قيادي في مليشيا الحوثي- في منشور طويل على صفحته بموقع "فيسبوك"، إن أحد قيادات الجماعة أرسل له مقطع فيديو يحذره، من وجود طرف ثالث يستغل الوضع ويقوم بالإعتداء عليه.
وأضاف القيادي الحوثي: " هذا التحذير ذكرني بالتحذير الذي وقع للدكتور عبدالكريم جدبان، من قبل أحد أصحابنا قبل اغتياله بحوالي أسبوع أو أسبوعين، خصوصا أن الفيديو مزمن (بخواتم مباركة) وما شابه، وكأنه معد للنشر بعد وقوع أي مكروه"، في اشارة الى وقوف مليشيا الحوثي وراء عملية اغتيال جدبان.
واغتيل عضو مجلس النواب والقيادي في مليشيا الحوثي عبدالكريم جدبان في نوفمبر 2013، وسط العاصمة صنعاء، كما اغتيل أحمد شرف الدين في يناير 2014 وهو في طريقه للتوقيع على مخرجات الحوار الوطني حينها.
هبرة في خطابه المكتوب، أكد لقيادة جماعته قائلا: "لا يوجد لا طرف ثاني، ولا ثالث. أنتم الطرف الأول والثاني والثالث، إذا وقع بي أي مكروه، فقد حاولتم قتلي أنا والدكتور الشهيد عبدالكريم جدبان في الحرب الرابعة، لولا رعاية الله".
وأوضح هبرة ، أن عناصر من جماعته هددته بالقتل مع جدبان أثناء تواجدهما في "آل دعة" -منطقة في صعدة - وكانا يحملان رسالة من قائد المنطقة العسكرية السادسة وقتها الفريق علي محسن صالح، بهدف وقف الحرب.
وبين هبرة أن عناصر جماعته "كان لديهم توجيهات تتضمن اعتقال الدكتور عبدالكريم، فإن رفض فاقتلوه، فإن اعترض عليه صالح هبرة فاقتلوهما معا".
ويضيف القيادي الحوثي: "واشدت الأمور، وكاد الوضع ينفجر لولا رعاية الله وتدخل (أبوخالد دعة) و(أبومراد) وبقية (آل دعة) وبعض العقلاء؛ ما أدى للانقسام بين مؤيد ومعترض، وفي الأخير غلب صوت المعترضين والمدافعين عنا".
ويتابع هبرة: "هذا التصرف وأنا نازح، بعد أن اقتحم الجيش بيتي على ذمة الانتماء للحوثي، والدكتور يمتلك حصانة ومعروف بدوره، ونازل من صنعاء برسالة تتضمن وقف الحرب عليهم، ومع ذلك لم تشفع لنا عندهم تلك المواقف، فكيف بنا اليوم، وهكذا يحول الفكر المتطرف اتباعه الى وحوش!!".
تحذيرات هبرة، تأتي بعد ثلاثة أيام فقط، على اغتيال القياديين في مليشيا الحوثي، المدعو ابو هيفاء فضل علي الحنمي، والذي اغتيل بجولة أية شمال العاصمة صنعاء، وعلي المرتضى الذي عثر عليه مذبوحا في منزله بصنعاء.
وشهد العام 2021 أعنف اقتتال بيني في أجنحة المليشيا الحوثية، نتج عنه مصرع 38 قيادياً، توزعوا ما بين قيادات ميدانية ومشائخ موالين وسياسيين.
ويرى مراقبون أن الجناح الحوثي والذي يديره عناصر من الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني، وسع نفوذه خلال العامين الماضيين، وبات يشرف على معظم العمليات الأمنية داخل العاصمة صنعاء.