على طرف جسر الجمرات في مشعر منى بمكة المكرمة تقف مجموعة من جنود الحرس الوطني على مسافات متقاربة، يحمل كل منهم رشاش مياه، حيث يقومون بنثر الرذاذ البارد على وجوه الحجاج الذين أرهقهم الحر والسير لمسافات طويلة.
وتتوزع مجموعات من جنود الحرس الوطني وأفراد الدفاع المدني في مختلف أرجاء جسر الجمرات، ليقوموا بالبادرة التي أصبحت مشهدا مألوفا في جميع المشاعر المقدسية.
وبحسب رقيب في الحرس الوطني يرأس إحدى المجموعات على الجسر، فإن "رش المياه على الحجاج مبادرة تطوعية من الجنود والضباط ولا يوجد أي أوامر رسمية بتنفيذها".
وأضاف الضابط الذي تحفظ على ذكر اسمه:" بدأت هذه البادرة منذ سنوات وعندما رآها القادة استحسنوها لكنها غير رسمية".
وعلى مقربة يقف أفراد من الدفاع المدني في مكة متأهبين بحقائب الإسعافات الأولية ومنصات حمل المرضى، من أجل التعامل مع أي طارئ ، لكن إلى أن يحدث ذلك، فإنهم ينضمون إلى كتيبة رش المياه.
وقال علي الرويني، أحد أفراد الدفاع المدني لسكاي نيوز عربية:" أفعل ذلك لنشر البهجة وابتغاء للثواب من الله.. يجب أن نقتنص فرصة هذين اليومين من أجل عمل الخير".
وأكد الرويني أنه مثل شباب كثر في المملكة يحبون خدمة ضيوف الرحمن والتأكد من راحتهم وسلامتهم.
ولا يتسبب رش رذاذ المياه البارد على الأوجه وأقدام كبار السن في تلطيف درجة الحرارة فقط، وإنما أيضا سببا في نشر الابتسامة والدعابة بين الحجاج والتخفيف من الجهد الذي أتوا من بلدانهم البعيدة من أجل بذله لأداء الركن الخامس من دينهم.
ويحتاج الحجاج إلى السير مسافة ليست قصيرة للوصول إلى محل رمي الجمرات وهي ركن أساسي في الحج.
وعبر محمد الألفي، أحد الحجاج، لسكاي نيوز عربية عن سعادته بمستوى الخدمات التي يقدمها القائمون على الحج، قائلا:" منذ بداية الحج والناس يخدموننا ويوفرون كل سبل الراحة لنا.. حتى أنهم يرشون الماء البارد علينا بكل حب".