يعاني الكثير من الأشخاص من الصداع الكلي أو الجزئي الدائم، مما يسبب لهم المعاناة الشديدة والخوف من الإصابة من العمى أو تشوش الرؤية.
ويحرص بعض المصابين على الحصول على رعاية طبية طارئة، خوفا من تفاقم المرض، أو التعرُّض لفقدان البصر، وأيضا بهدف وضع حد للمعاناة جراء الإصابة بالصداع.
ويمكن للشخص المصاب أن يفقد الرؤية مؤقتاً، كلياً أو جزئياً، أو حدوث تشوش في الرؤية، بسبب الصداع..
أسباب العمى المؤقت والجزئي:
يمكن أن يحدث العمى المؤقت لعدة أسباب، بدءاً من الوقوف بسرعة كبيرة بشكل يجعل الرؤية تتشوش لبضع لحظات مؤقتة، وصولاً إلى الحالات الكامنة الخطيرة مثل أورام المخ.
إذا كنت لا تعرف سبب معاناتك من العمى المؤقت أو مشاكل الرؤية الأخرى لديك، فمن الأفضل التحدث مع طبيب العيون الخاص بك في أقرب وقت ممكن.
وتشمل الحالات التي تسبب العمى المؤقت أو الأحاسيس التي تشبه العمى المؤقت ما يلي:
الصداع النصفي الشبكي
يُعد الصداع النصفي العيني، الذي يسمى أحياناً الصداع النصفي الشبكي، نوعاً من أنواع الصداع النصفي الذي يسبب مشاكل في الرؤية، بحسب Healthline للصحة والمعلومات الطبية.
العمى المؤقت والبقع العمياء (خاصة في وسط المجال البصري) من الأعراض المصاحبة للصداع النصفي العيني. وفي معظم الحالات ، تتأثر عين واحدة فقط.
وقد تبدأ بقعة الصداع النصفي العمياء في العين صغيرة وتنمو في الحجم مع تفاقم الصداع.
كما يمكن أن تستمر في حلقة واحدة لمدة تصل إلى ساعة كاملة من الصداع المصحوب بالعمى وتشوش الرؤية.
هذه الحالة ناتجة عن تقلصات الأوعية الدموية أو مشاكل تدفق الدم في شبكية العين.
الصداع النصفي البصري
يصف الصداع النصفي البصري، الذي يُسمى أحياناً بهالات الصداع النصفي، نوعاً آخر من الصداع النصفي الذي قد يؤثر على الرؤية ويسبب العمى المؤقت.
وتتضمن بعض الاضطرابات التي قد يواجهها المصاب بهذا الصداع، بقعة عمياء في مركز رؤيتك. إذ قد ترى خطوطاً متعرجة تبدو "متلألئة" تمنع من الرؤية الطبيعية.
في بعض الأحيان قد تكون مثل النقاط والنجوم أو ومضات الضوء التي تشبه ومضات الكاميرا.
وقد تستمر هذه الأعراض ما بين 10 إلى 30 دقيقة ويمكن أن تؤدي إلى الصداع المتفاقم مع الوقت.
لكن أعراض العمى وتشوش الرؤية تزول بزوال الصداع في نهاية المطاف.
ويُعد الصداع النصفي البصري أكثر شيوعاً من الصداع النصفي العيني.
التهاب القرنية الضوئية
التهاب القرنية الضوئية (العمى الثلجي) هو حالة مؤلمة في العين ناجمة عن التعرض المفرط لأشعة الشمس فوق البنفسجية (UV). وغالباً ما يوصف بأنه حروق الشمس في القرنية.
وتشمل أعراض التهاب القرنية الضوئية الألم والاحمرار والتورم وفقدان البصر المؤقت.
وعادةً ما يزول فقدان البصر المرتبط بالتهاب القرنية الضوئي في غضون 24 إلى 48 ساعة بعد ظهوره.
وقد يؤدي التهاب القرنية الضوئي أيضاً إلى صعوبة رؤية الألوان بوضوح.
لحسن الحظ، يمكنك منع التهاب القرنية الضوئي من خلال ارتداء واقي العين المناسب عندما تكون في الخارج في الشمس، مثل النظارات الشمسية وأغطية الرأس كالقبعات.
أكثر النظارات فعالية هي النظارات الشمسية أو النظارات الواقية من الثلج أو النظارات الواقية الرياضية التي تحجب 100%من الأشعة فوق البنفسجية.
كما أن زوجاً من النظارات الشمسية goggles تمنع ضوء الشمس من الدخول إلى جوانب العينين.
ويوصى بشدة بهذه النظارات، خاصةً لأولئك الذين يمارسون الرياضات الخارجية مثل التسلُّق Hiking، أو التزلج على الجليد skiing.
اعتلال الشبكية الشمسي
مثل التهاب القرنية الضوئي، يحدث اعتلال الشبكية الشمسي بسبب أضرار أشعة الشمس.
تحدث هذه الحالة الخاصة إذا نظرت مباشرة إلى الشمس أو إلى كسوف الشمس. وهو يؤثر على الجزء الأكثر حساسية في شبكية العين – بقعة العين.
ويمكن أن يتسبب اعتلال الشبكية الشمسي في تلف بقعة العين في غضون ثوانٍ. غالباً ما يكون فقدان البصر والبقع العمياء في تلك الحالة مؤقتاً. لكن فقدان البصر يمكن أن يكون لا رجعة فيه إذا كان الضرر شديداً بدرجة كافية.
من السهل الوقاية من اعتلال الشبكية الشمسي والعمى المؤقت أو الدائم المصحوب له مع تكرار الإصابة.
ويمكن ذلك من خلال ارتداء حماية مناسبة للعين من الأشعة فوق البنفسجية عندما تكون في الشمس المباشرة، وكذلك عدم النظر أبداً إلى الشمس مباشرة.
حساسية الضوء
العيون هي عضو حساس عند الجميع، لكن البعض قد يعاني من حساسية أكبر – خاصة للضوء.
ويمكنك أن تكون حساساً لدرجة أن التعرض لمستويات معينة من الضوء يمكن أن يجعلك تشعر كما لو كنت قد أصبت بالعمى المؤقت.
وتتضمن بعض الطرق التي يمكن أن تساهم بها التعرض للضوء في الشعور بالعمى المؤقت ما يلي:
وتشير دراسة نشرها موقع All About Vision لصحة العين إلى أن استخدام هاتف ذكي أو شاشة كمبيوتر ساطعة في الظلام الدامس يمكن أن يسبب الضبابية أو حتى العمى المؤقت.
ويمكن أن تكون الحالة غير مريحة وتجعل الشخص يشعر وكأنه لا يستطيع الرؤية في الظلام.
كما يمكن أن يكون هذا مزعجاً بشكل خاص لعدة أنشطة مثل القيادة في الليل.
صدمة الرأس والارتجاج
يمكن أن تسبب ارتجاجات وإصابات الرأس الأخرى عمى جزئياً أو كاملاً مؤقتاً (أو حتى دائما).
وتعتمد شدتها على جزء الرأس المصاب ومدى خطورة الصدمة.
قد تسبب إصابة الرأس أعراضاً بصرية أخرى، وفقاً لموقع Healthline للصحة. وينصح بالتالي:
من الأفضل مراجعة الطبيب بعد أي إصابة في الرأس.
يجب عليك أيضاً الاتصال بإخصائي العيون على الفور، خاصة إذا كنت تعاني من أي مشاكل في الرؤية بعد صدمة الرأس.
هبوط ضغط الدم الانتصابي
في بعض الأحيان، قد يؤدي الوقوف بسرعة كبيرة فجأة إلى الشعور "باندفاع الدم في الرأس".
وقد تشعر خلاله كما لو أنك تفقد الوعي أو تفقد حاسة البصر، أو قد تشعر بدوار شديد، بحسب موقع WebMD.
هذا يسمى انخفاض ضغط الدم الانتصابي، وهو يحدث عندما ينخفض ضغط الدم فجأة بعد الوقوف أو تغيير وضعية الجسم بسرعة مفاجئة.
ويعتبر انخفاض ضغط الدم الانتصابي جزءاً من فئة العمى المؤقت وفقدان الرؤية التي تسمى التعتيم المؤقت للرؤية (TOV) ، والتي تستمر لعدة ثوانٍ فقط.
إذا كنت تعاني من هذا بشكل متكرر، استشر طبيبك فقد تعاني من ضعف الدورة الدموية أو نقص في بعض العناصر المهمة في الجسم.
طرق الوقاية من العمى المؤقت
يتساءل الكثير من الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة عن طرق الوقاية من العمى المؤقت، وهي كالآتي:
تغيير النظام الغذائيّ المتّبع، وعدم تناول الكثير من المأكولات الدّهنية.
تناول أطعمة قليلة الدّهون.
تجنّب شرب الكحول.
الانتظام على ممارسة التمارين الرياضيّة، وتكون مدّتها تبعًا لوزن الشخص، فإذا كان لا يعاني من زيادة في الوزن فيجب عليه ممارسة الرياضة لمدّة 30 دقيقة يوميًا، بينما إذا كان يعاني من السمنة يجب ممارسة الرياضة لمدّة 60 -90 دقيقة يوميًا.
محاولة الإقلاع عن التدخين قدر الإمكان.
القيام بمراقبة ضغط الدّم وضبطه بحيث لا يرتفع عن 130/80 ميليمتر زئبقي.
يجب استشارة الطبيب في حال كان الشخص يعاني من داء السكّر أو قد أصيب بسكتةٍ دماغيّةٍ من قبل، فقد يصف له أدوية خافضة للضغط، ويوصيه بنصائح وأساليب تقلّل الضغط.
وفي حال كان المريض مصابًا بالسكّري أو أيّ مرض من أمراض القلب والأوعية الدّموية كتصلّب الشرايين، فيجب عليه خفض مستويات الكوليسترول السيّء أو الضارّ، بحيث يكون أقل من 70 ميلليغرام في الديسيلتر.
علاج العمى المؤقت
بعد معرفة طرق الوقاية من العمى المؤقّت، لا بدّ من الحديث عن طرق علاج هذه الظاهرة المزعجة والخطيرة في بعض الأحيان، ويفيد في ذلك معرفة الحالة المرضيّة الأساسيّة الموجودة، فإذا كان السبب هو ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدّم أو تجلّط الدّم، فستزيد عند الشخص احتماليّة حدوث السكتة الدّماغيّة، وتشكل طبقة بلاك تعيق مرور الدّم إلى الدّماغ، ويكمن علاج حالة العمى المؤقّت في تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدّماغية، وتكون طرق العلاج كالآتي:
تناول مميّعات الدّم كالوارفارين والأسبرين.
القيام بإجراء جراحي يُطلق عليه استئصال أو إزالة باطنة الشريان السباتي، ويتم فيه تنظيف الشريان السباتي في العين من طبقة البلاك المتشكّلة.
استخدام خافضات الضغط الفموية.