تمكنت القوات الروسية، اليوم الأربعاء، من السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية في أوكرانيا بالكامل.

وشنت القوات الروسية، أمس الثلاثاء، للمرة الأولى هجوما خاطفا على مصنع الصلب في آزوفستال، آخر جيب للقوات الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية، لتسيطر عليه وعلى المدينة خلال نحو 24 ساعة .

وأكدت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأربعاء 4 أيار – مايو، أن مرتزقة إسرائيليين، يقاتلون في أوكرانيا إلى جانب كتيبة آزوف التي تصفها موسكو بـ"النازية".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، لإذاعة سبوتنيك "سأقول شيئًا لا يرغب السياسيون الإسرائيليون في سماعه على الأرجح لكن قد يفيدهم. في أوكرانيا يقف المرتزقة الإسرائيليون جنبا إلى جنب مع مقاتلي آزوف".

وبحسب وسائل إعلام غربية فإن كتيبة آزوف الأوكرانية تأسست في 2014 من قبل ناشطين من اليمين المتطرف قبل دمجها في القوات النظامية، وأثبتت أنها من أشرس المعارضين للقوات الروسية التي تشن هجوما عسكريا على أوكرانيا منذ 24 شباط/فبراير.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق أن "وحدات من الجيش الروسي ومن جمهورية دونيتسك الشعبية، بدأت تدمّر بواسطة المدفعية والطائرات مواقع إطلاق النار" للمقاتلين الأوكرانيين الذين خرجوا من المصنع.

واتّهمت روسيا في وقت سابق كتيبة آزوف الأوكرانية، بأنها استخدمت وقف إطلاق النار المعلن لإجلاء المدنيين والخروج من أقبية المصنع و"اتخاذ مواقع إطلاق النار في الإقليم" و"في مباني المصنع".

وفي سياق متصل، ذكرت وكالات أنباء روسية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش الوضع في أوكرانيا مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي، ودعا الغرب للضغط على كييف لوقف الأعمال الوحشية.

وقال بوتين لماكرون إن الغرب يمكن أن يساعد في إنهاء جرائم الحرب والقصف المكثف على البلدات والتجمعات السكنية في دونباس (بجنوب شرق أوكرانيا)، الذي يؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين.

المسؤولة عن سياسة الطاقة بالاتحاد الأوروبي، أكدت إن المفوضية الأوروبية ستقدم خطة في وقت لاحق هذ الشهر بشأن كيف يمكن للاتحاد أن يستبدل ثلثي استهلاكه للغاز الروسي بحلول نهاية 2022 .

وافادت كادري سيمسون إن الاتحاد تواصل مع موًردين رئيسيين للغاز للمساعدة في إيجاد بدائل للغاز الروسي وإن خطته ستستبدل أيضا الغاز بالطاقة المتجددة أو من خلال الاقتصاد في استهلاك الطاقة حيثما يكون ذلك ممكنا.

من جهة اخرى، أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن مجموعة سادسة من العقوبات قيد الإعداد تستهدف قطاعي البنوك والطاقة في روسيا.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز إن العقوبات التي فُرضت على روسيا عقب غزوها لأوكرانيا لن تُرفع حتى تتوصل موسكو إلى اتفاق سلام مع كييف. مضيفًا أن أوكرانيا يجب أن تقرر ظروف هذا الاتفاق. 

وذكرت وسائل إعلام غربية، أن مائة مدني تمكتوا من مغادرة مصنع آزوفستال في ماريوبول يوم السبت، وان كييف تأمل أن يتم استئناف عمليات الإجلاء يوم الثلاثاء.

ووفقًا لآخر إحصاء للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قُتل أكثر من 3000 مدني منذ بداية الحرب في 24 شباط/فبراير.

وتقع مدينة ماريوبول، في الجزء الجنوبي الشرقي لأوكرانيا، وهي منفذ على بحر آزوف. 

وتعد احد المدن الأوكرانية الكبرى، وأكبر مركز صناعي في حوض دونتس، وهي أكبر منتج للحديد الزهر والصلب في البلاد، وتعمل فيها أكبر آلة لبناء مصنع في أوكرانيا. 

ويتجاوز عدد سكان مدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية، نصف مليون نسمة، ويتحدث جميعهم اللغة الروسية.