قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، إن آمالا عريضة وحالة من التفاؤل تسود الشارع اليمني مع إعلان طرفي الحرب التوصل لهدنة إنسانية لمدة شهرين قابلة للتمديد، ومتبوعة بعدد من الإجراءات من بينها فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وإطلاق جميع الأسرى والمعتقلين.
وأوضحت صحيفة الإندبندنت، أن الهدنة المعلنة والتي دخلت مساء اليوم حيز التنفقذ، خطوة تهدف للتخفيف من آثار المعاناة الإنسانية، على أمل أن تهيئ هذه الإجراءات الظروف الموضوعية للتوصل لحل سياسي شامل ينهي الحرب الدائرة في البلد المنهك منذ أكثر من سبع سنوات.
واشارت الصحيفة البريطانية في تقرير نشرته بعددها الصادر اليوم، إلى أن إعلان الهدنة يأتي عقب سلسلة من اللقاءات والمفاوضات التي قام بها المبعوث الأممي منذ أشهر، إذ التقى الخميس، ممثلين عن الحوثيين في سلطنة عمان، إضافة إلى سلسلة لقاءات أجراها مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا،ً في الرياض.
هذا وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أعلن أمس، استجابة أطراف النزاع لمقترح الدخول في هدنة اليوم السبت 2 أبريل (نيسان) الساعة 19:00 الذي يوافق أول أيام شهر رمضان.
وقال غروندبرغ، أن أطراف النزاع وافقت على وقف العمليات الهجومية الجوية والبرية والبحرية داخل وعبر حدود اليمن، مشيراً إلى أن نفس الأطراف وافقت على دخول سفن الوقود عبر ميناء الحديدة (غربي اليمن)، واستئناف الرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء.
وأوضح إن الرحلات من مطار صنعاء ستكون إلى وجهات محددة سلفاً في المنطقة، تبين لاحقاً أنها مصر والأردن. كما أكد أن الأطراف وافقت على الاجتماع برعاية الأمم المتحدة لفتح الطرق في تعز ومحافظات يمنية أخرى.
واكدت "الإندبندنت" بأن هذه الخطوة التي تأتي بالتزامن مع استمرار أعمال المشاورات اليمنية - اليمنية التي يشهدها مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليجي العربية في العاصمة السعودية الرياض، قوبلت بأصداء دولية مرحبة على نطاق واسع.
ولفتت إلى إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء أمس الجمعة، عن ترحيبه بالهدنة التي أعلن عنها المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ.
وقال بايدن، في بيان "أرحب بالإعلان عن الهدنة، وهي مبادرة طال انتظارها للشعب اليمني، حيث تشتمل على وقف لجميع الأنشطة العسكرية لأي طرف داخل اليمن وعبر حدوده، ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة، وكذلك استئناف الرحلات الجوية التجارية من صنعاء وإليها إلى الوجهات المتفق عليها".
وأضاف أن هذه "خطوات مهمة، لكنها ليست كافية، ويجب الالتزام بوقف إطلاق النار، وكما قلت من قبل، من الضروري أن ننهي هذه الحرب".
وتابع، "بعد 7 سنوات من الصراع، يجب على المفاوضين القيام بالعمل الجاد والضروري للتوصل إلى تسويات سياسية يمكن أن تحقق مستقبل سلام دائم لجميع الشعب اليمني".
وقال الرئيس الأميركي، "أنا ممتن للدور القيادي للمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان في تحقيق هذه المبادرة قبل حلول شهر رمضان المبارك، كما أنني ممتن للعمل الجاد الذي قامت به الحكومة اليمنية والثقة التي أولتها للوساطة التي تقودها الأمم المتحدة".
وفي إشارة للتصعيد الحوثي المستمر الذي طال الأعيان المدنية في السعودية والإمارات قال بايدن، "ستعمل الولايات المتحدة الأميركية على ردع التهديدات لأصدقائنا وشركائنا، بينما نواصل السعي من أجل وقف التصعيد وإحلال السلام في جميع أنحاء المنطقة".
وتابع، "أتمنى لشعب اليمن أن ينعم بالسلام في شهر رمضان، وأؤكد له التزامناً المستمر بالمساعدة في إنهاء هذه الحرب الرهيبة".
وفي سياق ردود الفعل الدولية، عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله في أن تتيح الهدنة إطلاق عملية سياسية تفضي لسلام دائم في اليمن.
وفي لندن، رحب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالإعلان عن الهدنة. وقال إن هناك الآن فرصة لتحقيق السلام وإنهاء المعاناة الإنسانية في اليمن.
ورحبت الخارجية التركية بالاتفاق، وأعربت عن الأمل في أن يتبع خطوة الهدنة إعلان وقف دائم لإطلاق النار، وبدء عملية حل سياسي في جميع أنحاء البلاد.
وأكدت الوزارة أن أنقرة ستواصل دعم جهود الممثل الخاص للأمم المتحدة بهذه المرحلة، وتشجيع الحوار والمصالحة بين جميع الشرائح وتقديم الدعم للشعب اليمني.
وكان التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن أعلن في وقت سابق يوم الجمعة، ترحيبه بإعلان المبعوث الأممي الخاص لليمن عن الهدنة.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي، إن "قيادة التحالف ترحب بإعلان المبعوث الأممي ببدء هدنة يتم من خلالها وقف جميع أشكال العمليات العسكرية بالداخل اليمني وعلى الحدود السعودية - اليمنية لتوفير البيئة والأرضية المناسبة لخفض التصعيد والوصول إلى تسوية سياسية للنزاع بين الأطراف اليمنية وتحقيق السلام الشامل"، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس).
وأضاف المالكي أن "قيادة التحالف ترحب وتدعم إعلان الحكومة اليمنية بقبولها للهدنة، كما تثمن جهود المبعوث الأممي بإعلان الهدنة، والتي تأتي في سياق المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل والمعلنة في مارس (آذار) 2021،
والثلاثاء الماضي أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية، وقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني، ابتداء من يوم الأربعاء، استجابة لدعوة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وللمساعدة في إنجاح جهود إحلال السلام وإنهاء معاناة الشعب اليمني.