ليست غزلية.. تعرف على حقيقة أغنية "عبرتِ الشَّط على مودك"
الاربعاء 16 مارس 2022 الساعة 14:24
المنارة نت/ متابعات

يعتقد الكثيرون أن القصيدة الغنائية "عبرتِ الشَّط على مودك" التي غناها أكثر من مطرب عراقي وأخرهم القيصر كاظم السَّاهر، إنها غزلية.

والحقيقة أن هذه القصيدة من الأدب الشَّعبي العراقي، وجاءت على لسان أم أرملة عراقية ضحت بروحها وكل ما تملك من أجل طفلها الرَّضيع الوحيد.

وكانت تلك المرأة تسكن قرية تقع على شط نهر دجلة ، وعندما كان عمر طِّفلها سبعة أشهر حصل فيضان في النَّهر كما في بداية فصل الرَّبيع كل عام، وذلك في بداية موسم ذوبان الثُّلوج عن قمم الجبال المحاذية لمنابع النَّهر.

وفي تلك السَّنة كان الفيضان كبير فأغرق كل ما في القرية وأجهز على بيوتها ولم يكن أمام هذه الأم الأرملة إلا أن تقطع النَّهر سباحة، فجعلت طفلها فوق رأسها وقطعت به النَّهر.

وكانت حين تغمر المياه رأسها وتغطيه الأمواج تصعد تاخذ نفس وتعود تغرق من جديد وهي ترفع طفلها بيديها فوق رأسها كي لا يبتل ..

وبقيت كذلك حتى وصلت بشق الأنفس ضفة النَّهر من الجهة الثانية الأكثر أمانا لها ولطفلها وعاشت تعمل وتربي ولدها حتى بلغ أشده وأكمل دراسته..

وحين تزوج وكبرت والدتها في العمر، طلبت زوجته الخلاص من والدته بوضعها بدار العجزة، ولم يمانع بل وافق زوجته في طلبها فورا ... 

وعندها قالتِ الأم معاتبة ابنها:

عبرتِ الشَّط على مودك
وخليتك على راسي
كل غطة أحس بالموت
وبقوة أشهق أنفاسي
كل هذا وقلت أمرك
أحلى من العسل مُرك
وين تروح أروح ويَّاك
بس لا تجرح إحساسي
عبرت شاطي أحلامك
بتضحيتي وسهر ليلي 
ولا مرة قلت ممنون
واني المنهدم حيلي
 قول .. إيش قصرت وياك
 وِش.. تطلب بعد اكثر 
على صدري تنام الليل
 أقول ارتاح وآني أسهر
أمُرْ عيوني بعيونك
 وأنت عيونك لغيري
 فضَّلتك على روحي
 وضاع ويَّاك تقدري !

متعلقات