كشف مسؤولون أمريكيون، عن موعد سقوط العاصمة الأوكرانية كييف، بيد قوات الجيش الروسي.
وقال مسؤولون أمريكيون لـ CBS، إن العاصمة الأوكرانية كييف قد تسقط خلال 4 إلى 6 أسابيع.
يأتي ذلك بالتزامن مع احتدام المعارك بين القوات الروسية والجيش الأوكراني، في مختلف الأطراف المحيطة بالعاصمة الأوكرانية كييف.
وفي سايق متصل، قالت كالة الأنباء الأوكرانية، اليوم الأربعاء، إن سلاح الجو الأوكراني دمر رتلا روسيا في مدينة ميكولايف جنوبي البلاد.
وكانت مصادر متعددة، أكدت توجه رتل عسكري روسي يبلغ طولة قرابة 60 كيلومترا، صوب العاصمة الأوكرانية كييف، بالإضافة إلى أن روسيا دفعت بقوات شيشانية مدربة تدريب عالٍ إلى العاصمة كييف.
وفي السياق أعلن الجيش الروسي سيطرته على مدينة خيرسون في جنوب اوكرانيا وإنزال قوات روسية في خاركيف، ثاني مدن أوكرانيا في اليوم السابع من الهجوم على كييف.
وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف في تصريحات تلفزيونية إن "الوحدات الروسية في القوات المسلحة سيطرت بشكل تام على خيرسون".
وكان الجيش الأوكراني أعلن في بيان على تلغرام ليل الثلاثاء الأربعاء أن "قوات روسية محمولة جوا أنزلت في خاركيف وهاجمت مستشفى محليا". وتم الإبلاغ عن معارك في هذه المدينة التي يسكنها 1,4 مليون نسمة والواقعة قرب الحدود مع روسيا والتي استهدفت الثلاثاء بضربات عدة خلفت ما لا يقل عن عشرة قتلى وأكثر من 20 جريحا، بحسب السلطات المحلية.
جاء ذلك في اليوم السابع للهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط/فبراير واشتدّت حدّته الثلاثاء.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء في أول خطاب له عن حول الحرب الروسية الأوكرانية، إن ما يقوم به "ديكتاتور روسي من غزو لدولة أجنبية له أثمان في كلّ أنحاء العالم"، مشدّدا على أنّ "بوتين كان مخطئا. نحن مستعدّون، نحن أقوياء".
وتابع أنّ الرئيس الروسي "كان يظنّ أن الغرب وحلف شمال الاطلسي لن يردّا" لكن "في المعركة بين الأنظمة الديموقراطية وتلك الاستبدادية، أثبتت الديموقراطيات أنّها على قدر التحدّي، ومن الواضح أنّ العالم يختار جانب السلام والأمن".
وأظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية الثلاثاء رتلا عسكريا روسيا يمتد على عشرات الكيلومترات يتقدم ببطء باتجاه كييف.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "لدينا شعور عام بأن تحرك الجيش الروسي نحو كييف توقف في هذه المرحلة".
وأوضح "نعتقد أن ذلك مرتبط جزئيا بإمداداته وبمخاوف لوجستية" وأنه "بصورة أشمل، يقوم الروس حاليا بإعادة تقييم" استراتيجيتهم.
وفي المقابل، تمكنت القوات الروسية من أحراز تقدما في جنوب أوكرانيا المطل على بحر أزوف.
وخلال الليل أعربت وزارة الدفاع الأوكرانية عن خشيتها من هجوم من بيلاروس.
وقالت الوزارة في بيان على فيسبوك "وضعت القوات البيلاروسية في حالة تأهّب قصوى وهي في مناطق التركيز الأقرب من الحدود مع أوكرانيا".
وأضافت أنّ الاستخبارات الأوكرانية رصدت الثلاثاء "نشاطا كبيرا" للطائرات في المنطقة الحدودية كما شوهدت ارتال مركبات وهي تنقل مواد غذائية وذخيرة إلى هذه المنطقة.
تقدم جديد للقوات الروسية
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها التي تقدمت عبر الساحل من شبه جزيرة القرم انضمت إلى القوات الموجودة في منطقة دونيتسك الشعبية الموالية لروسيا، ما يوفر رابطا استراتيجيا للقوات الروسية.
والثلاثاء، أعلنت محكمة العدل الدولية التي قدمت أمامها أوكرانيا شكوى ضد روسيا لدفعها إلى وقف الهجوم، أنها ستعقد في السابع من آذار/مارس والثامن منه جلسات حول الحرب في أوكرانيا حيث تشتد المعارك.
ويضاف ذلك إلى العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة التي بدأ تأثيرها يظهر في روسيا.
انسحاب "سبيربنك" من الأسواق الأوروبية
وقبل أيام، استبعدت "بعض المصارف الروسية" من نظام "سويفت" للتحويلات المالية الدولية. ونتيجة لذلك، أعلن مصرف سبيربنك الروسي الرئيسي الأربعاء انسحابه من الأسواق الأوروبية.
وقال المصرف في بيان أوردته وكالات الأنباء الروسية "في ظل الوضع الراهن، قرر سبيربنك الانسحاب من السوق الأوروبية. تواجه مصارف المجموعة سحوبات غير طبيعية وتهديدات بشأن سلامة موظفيها ومكاتبها".
وفي السياق نفسه، أعلنت المجموعات الأميركية لإصدار بطاقات الدفع فيزا وماستركارد وأميريكن إكسبرس الثلاثاء أنها اتخذت إجراءات لمنع المصارف الروسية من استخدام شبكاتها.
كذلك، أعلنت العديد من المجموعات الأميركية العملاقة من إكسون موبيل وآبل مرورا ببوينغ وفورد الثلاثاء، أنها ستبقى على مسافة مع روسيا.
إغلاق المجال الجوي الأميركي
وأعلن جو بايدن إغلاق المجال الجوي للولايات المتحدة أمام الطائرات الروسية، حاذيا حذو الاتحاد الأوروبي وكندا.
ونتيجة هذه الضغوط، أغلقت أسواق الأسهم الأوروبية ووول ستريت على انخفاض حاد وفتحت البورصات الصينية على تراجع.
كذلك، واصلت أسعار النفط الارتفاع الأربعاء مع تجاوز سعر برميل خام برنت 110 دولارات للمرة الأولى منذ العام 2014، قبل اجتماع منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها المقرر الأربعاء.
والأمر مماثل بالنسبة إلى أسعار القمح والذرة التي وصلت إلى مستويات قياسية في أوروبا.
وإضافة إلى العقوبات الاقتصادية، تستثنى روسيا من الكثير من الأحداث الثقافية والرياضية بما فيها كأس العالم لكرة القدم 2022 المنظمة في قطر ومنافسات كأسي ديفيس وبيلي جين كينغ لكرة المضرب ومهرجان كان السينمائي.
وأعلن البنك الدولي تخصيص ثلاثة مليارات دولار كمساعدات طارئة لأوكرانيا، مع إمكان الإفراج عن 350 مليون منها على الأقل هذا الأسبوع.
واستمرت طوابير طويلة من السيارات في التوجه نحو الحدود البولندية من مدينة لفيف في غرب أوكرانيا والتي أصبحت بوابة خروج ومركزا للإجلاء.