ست سنوات من النهب والإرهاب الحوثي المتواصل بحق الشعب اليمني والاقتصاد الوطني (تقرير)
السبت 30 يناير 2021 الساعة 20:09
المنارة نت / متابعات خاصة
في وقت تواصل فيه القوى اليمنية توحيد الصف الوطني ونبذ التفرقة في سبيل وضع حدا لمعاناة الإنسان اليمني وتخليص البلاد من حالة الانقسام والتشظي ، الأمر الذي تجسد في توافق هذه القوى على تشكيل حكومة وحدة وطنية من مختلف الأطراف والمكونات ، تستمر مليشيات الحوثي الإنقلابية المدعومة من إيران في تدمير مقدرات الشعب اليمني ونهب ثرواته ومصادرة حقوقه ،وفرض الجبايات والاتاوات ، وتمارس القمع والتكميم وتجنيد الأطفال ، وتستولي على الموارد العامة وتمنع صرف المرتبات ، وتنهب المساعدات الإنسانية والإغاثية المخصصة لملاين المتضررين من الحرب والدمار الحوثي في اليمن .
مؤسسات جديدة للسرقة والنهب
ففي حين يموت طفل يمني كل دقيقة وفقا لتقارير حقوقية دولية ، سعت المليشيات الحوثية منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014م ، إلى تكريس مبدأ العنصرية والطبقية ، واستحداث مؤسسات مثل (الهيئة الوطنية للكوارث وتنسيق المساعدات) وتعديل في هيكلية أخرى قائمة مثل (الهيئة العامة للزكاة) بهدف السيطرة على الموارد الزكوية ونهب المساعدات الإنسانية وبيعها في السوق السوداء ، وتحويلها إلى موارد مركزية تستخدم في تمويل حربها الإجرامية ضد الشعب اليمني ، ووسيلة من وسائل الثراء لقيادة الجماعة الإرهابية التي زاد ثرائها بشكل جنوني خلال الحرب العبثية التي تقودها ضد اليمنيين منذ ما يزيد عن ستة أعوام .
الثراء من افواه الجائعين
ذلك ما أكد عليه بيان لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في يانير 2019م ، الذي تحدث عن تلاعب المليشيا بتوزيع مساعدات الإغاثة الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرتها ، مؤكدا أن الحوثيون ينهبون الطعام من أفواه الجائعين ، فيما يحُرم الجوعى من حصصهم بالكامل ، مشيرا إلى توثيق بيع أصناف من المساعدات التي تحمل شعار منظمة الغذاء العالمي في أسواق ومتاجر صنعاء ، كواحدة من وسائل الإستغلال والإثراء لمليشيات الحوثي على حساب المعاناة الإنسانية لليمنيين ، مؤكدا في ذات الوقت أن المليشيا تقوم بسرقة 600 طن متري شهريا ، عبر مافيا منظمة تدير عمليات النهب من خلال 6 مراكز توزيع في العاصمة صنعاء لوحدها .
نهب وبيع المساعدات الإنسانية
بدورها الحكومة اليمنية في تقارير متعددة ، تحدثت عن سرقة مليشيات الحوثي الإنقلابية لمئات الشحنات والناقلات ، ومئات القوافل الاغاثية التي خصصتها برامج الإغاثة الإنسانية للشعب اليمني ، وتوظيفها في خدمة الأجندات الايرانية باليمن ، الأمر الذي أكد عليه في وقت سابق المتحدث بإسم مركز الملك سلمان للإغاثة ، بالقول "أن المساعدات الإغاثية التي يقدمها المركز لمحافظات يمنية خاضعة لسيطرة المليشيا من بينها صنعاء تتعرض بشكل مستمر للسطو من قبل الإنقلابيين ويتم بيعها في السوق السوداء قبل أن تصل لمستحقيها ، مطالباً بوضع حد لهذه التجاوزات الإجرامية".
اقتصادي موازي
واستمررا لمنهجية التدمير الشامل لمقدرات البلاد ، الذي كرسته المليشيات الحوثية منذ سيطرتها على صنعاء ، والى جانب توقف معظم الأنشطة الإقتصادية في اليمن بسبب ما تعرضت له المؤسسات الإنتاجية العامة والخاصة من تدمير لقدراتها وتشريد للعمالة وانعدام مدخلات الإنتاج وتضاعف الأعباء المالية الناتجة عن فرض الانقلابين لإتاوات متعددة وجبايات مضاعفة ، وتراجع الناتج المحلي وانكماشه بنسبة تتجاوز 50% خلال خمس سنوات من الحرب ، تواصل المليشيات تدمير الاقتصاد الوطني من خلال خلق اقتصاد موازي في مناطق سيطرتها ، ومنع تداول الطبعة الجديدة من العملة الوطنية ، واستنزاف العملة الأجنبية وتهريبها للخارج بغية الحصول على الأسلحة وتأمين مكتسبات شخصية للقيادات العليا في الجماعة ..
تدمير ممنهج للاقتصاد
خطوة الاقتصاد الموازي الذي خلقته مليشيا الارهاب الحوثية ، تأتي بالتبعية لخطوات تدميرية ممنهجة عمدت عليها المليشيات منذ وقت مبكر ، حيث باشرت بنهب الاحتياطي النقدي من العملة الأجنبية البالغة أكثر من خمسة مليار دولار فور سيطرتها على صنعاء ، اتبعتها بخطوات إستنزافية لكامل الإحتياطي النقدي من العملة الوطنية وإعادة استخدام العملة المعدة للإتلاف ، مما أدى إلى اضطراب السوق وفقدان العملة المحلية لجزء كبير من قيمتها ، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على أسعار السلع المختلفة ، ذلك الى جانب الاستيلاء على موارد وفوائض المؤسسات العامة والصناديق بما في ذلك صناديق التقاعد والتأمينات وتجييرها لصالح أفرادها وتمويل حروبها الإجرامية ضد الشعب اليمني ..
نهب الإيرادات العامة
وامعاناً من الجماعة الإرهابية الحوثية في تدمير البنية العامة للاقتصاد ، تواصل هذه المليشيا الاستيلاء على نحو 81% من الإيرادات العامة (ضرائب وجمارك وحصص الدولة في المؤسسات والشركات العامة) إضافة إلى الجبايات غير القانونية والتعسفية في مداخل المدن وتحت مسميات مختلفة مما فاقم العجز في مالية الدولة ، إلى جانب تعطيل النظام المصرفي والتعامل خارج الدورة النقدية وتوظيف قواعد البيانات والنظم المصرفية الأساسية والمضاربة بسعر العملة لخدمة أهدافها الإرهابية ، الأمر الذي ساهم في مغادرة الشركات الأجنبية وتوقف الشركات الوطنية مما حد من تصدير النفط والغاز المصدر الأول للإيرادات والذي يغطي نحو 75% من نفقات أجور ومرتبات موظفي الدولة .
تدمير هوية المجتمع
لم تكتفي المليشيات الإرهابية في سرقة ونهب المساعدات الإنسانية وتدمير الاقتصاد والاستيلاء على مقدارات الدولة المالية ومصادرة الإيرادات العامة ، بل ذهبت الى تدمير البنية الاجتماعية للمجتمع اليمني من خلال تدمير الآثار الحضارية وتحريف المناهج التعليمية واستخدام مؤسسات التعليم ودور العبادة والمؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة في غرس ثقافة متطرفة تُكرس النزعات العصبية والعنصرية وتعمل على نشر ثقافة الكراهية وتلحق أضرارا بالغة بالهوية الوطنية والنسيج الاجتماعي والسلم الأهلي ، وتغير وتبديل الثقافة اليمنية الى نسخة إيرانية اخرى على غرار ما يحدث في العراق وجنوب لبنان ، إضافة الى التجنيد الإجباري للأطفال والزج بهم في جبهات القتال ، وإنشاء جهاز أمن نسائي تحت مسمى (الزينبيات) بهدف قمع واعتقال النساء ومصادرة كرامتهن وحقوقهن المشروعة .
اختطاف وتعذيب النساء
وفي هذا السياق تروي الناشطة اليمنية سميرة عبدالله الحوري ، في وقت سابق ، تفاصيل الانتهاكات التي تحدث داخل سجون الحوثيين السرية ، ومأساتها في سجون الميليشيات الانقلابية ، مؤكدة إنها تعرضت لكل أنواع التعذيب والانتهاكات الجسدية والنفسية ، ووقعت على اعترافات باتهامات لم تتورط فيها حتى تنجو بنفسها وتخرج من السجن ، مشيرة إلى تعرضها لملاحقات وتهديدات ، قبل أن تداهم قوة أمنية من السيدات التابعات للميليشيات أو ما يعرف ب(الزينبيات)، منزلها واختطفوها، أمام ابنتها وصديقتها واقتادوها بعد تعصيب عينيها، لمبنى الجوازات، وبعدها لسجن سري ظلت فيه اكثر من 3 اشهر تخضع للتعذيب النفسي والبدني ، بحسب "العربية".
زينبيات (نازيات)
وأضافت الحوري أنها شاهدت بعينيها ما يحدث في الزنازين مع الفتيات السجينات ، حيث يخضعن لاعتداءات جنسية ، مشيرة إلى أنها لم تتعرض لتلك الاعتداءات لكونها هاشمية ، حسبما اخبروها بذلك ، لكنها تعرضت لوسائل تعذيب أخرى صعبة وقاسية ، مشيرة إلى إنهن كنا يتعرضن للضرب المبرح من قبل "الزينبيات" ويخضعن لانتهاكات جسدية خطيرة (تعذيب وضرب وصعق بالكهرباء وتكسير للأسنان، ولكمات على الوجه، وتقييد الأيدي والأرجل بالحبال، وإجبارهن بالقوة على الاستماع لتسجيلات صوتية لعبدالملك الحوثي، طوال النهار، فضلًا عن اقتياد السجينات - وهي من ضمنهن - للمحققين مكشوفات الشعر، وبعد إجبارهن على عدم النوم لأيام طويلة، من خلال تشغيل خطب عبدالملك الحوثي وبأعلى صوت .
ممارسات إرهابية مستمرة
تجدر الإشارة إلى أن "هيومن رايتس ووتش" وغيرها من المنظمات المحلية والدولية ، أكدت تقارير لا حصر لها على أن مليشيات الحوثي تمارس اقسى انواع التعذيب والتنكيل بحق المختطفين في سجونها ، فضلا عن ملاحقة المعارضين ونهب وتفجير المنازل وممارسة أشكال إرهابية من العقاب والاستبداد ، واختطاف آلاف المواطنين تعسفياً وإخفاء المئات قسرياً وممارسة أشكال مخيفة من التعذيب المفضي في كثير من الأحيان إلى الموت أو الإعاقة وفبركة محاكمات صورية في المناطق التي تحتلها ، اضافة للاقتحامات والتفتيش ونهب الممتلكات وتفجير المساجد ودور العبادة ، والقصف العشوائي المتعمد والتمترس في الأحياء السكنية، ونهب المعسكرات واحتلال المقرات الأمنية والمؤسسات التعليمية والطبية ومنازل المدنيين، واتخاذها مواقع عسكرية واستهداف المركبات الخاصة ونهبها .. وغيرها الكثير من الممارسات الارهابية التي نعجز عن حصرها في تقرير واحد.
*"الحكمة نت"
متعلقات