بعد بارقة أمل اللقاح.. فيروس بريطانيا يحبس أنفاس العالم من جديد
الاثنين 21 ديسمبر 2020 الساعة 11:56
المنارة نت .متابعات
دخلت البشرية في سباق محموم، أو صراع شرس، بين فيروس كورونا من جهة والعلاجات واللقاحات المضادة له من جهة ثانية. وأيّاً كانت طبيعة الفيروس وتطوّراته وتحوّراته وسلالاته، وأيّاً كان اللقاح ومصدره وفعاليته، يبقى وعي الناس هو السلاح الحاسم في هذا الصراع، وإذا تضاءلت فعالية الوعي تصبح فعالية اللقاح مثخنة بالجراح فيطول أمد المعركة ويتأخّر النصر.
وبحسب صحف عربية صادرة، اليوم الإثنين، يثير ظهور سلالة جديدة من فيروس "كورونا" في المملكة المتحدة قلق علماء الأوبئة، الأمر الذي يضرب بآمال تواجد اللقاح عرض الحائط في ظل استفسارات عديدة عن السلالة الجدية وتحورها وكيف يمكن القضاء عليها؟.
تشديد القيود
ركزت صحيفة "الإمارات اليوم" على دعوات منظمة الصحية العالمية لأعضاءها في أوروبا إلى "تعزيز قيودهم" على خلفية ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد (كوفيد19) تنتشر في المملكة المتحدة، ونقل عن الفرع الأوروبي للمنظمة تأكيده أن هناك مؤشرات أولية تفيد بأن عدوى السلالة قد تكون أكبر، فضلاً عن أنها قد تؤثر في فاعلية بعض أساليب التشخيص، وفي ذات الوقت أكدت المنظمة أنه لا دليل على تبدل في خطورة المرض، رغم أن هذا الموضوع لا يزال موضع أبحاث.
وقال الفرع الأوروبي للمنظمة، إن "المنظمة ستدلي بمزيد من المعلومات حين يكون لديها رؤية أكثر وضوحاً عن صفات هذه السلالة" وتابع: "في أنحاء أوروبا، حيث تنتقل العدوى بشدة وعلى نطاق واسع، يتعيّن على الدول مضاعفة قيودها وإجراءاتها الوقائية". وأوصت المنظمة على الصعيد العالمي أنه على "كل الدول تعزيز قدراتها على تحديد سلالات فيروس سارس.كوف.2 حين يكون ذلك ممكناً وتقاسم المعلومات على الصعيد الدولي، وخصوصاً إذا تم تحديد الطفرات الإشكالية نفسها".
وإضافة إلى الدول التي رصدت على أراضيها السلالة التي مصدرها المملكة المتحدة، أبلغت دول عدة أخرى منظمة الصحة العالمية بوجود سلالات أخرى تتضمن بعض التغييرات الجينية للسلالة البريطانية"، وخصوصا طفرة تعرف باسم "ان.501.واي".
انتشار سريع
من جانبها تناولت صحيفة "الشرق الأوسط" تصريحات للمستشار العلمي للحكومة البريطانية باتريك فالانس أشار فيها إلى أن هذه السلالة الجديدة بالإضافة إلى انتشارها السريع، أصبحت أيضاً الشكل السائد من الفيروس بعدما أدت إلى زيادة حادة في الحالات التي استدعت الدخول إلى المستشفيات في ديسمبر (كانون الأول).
ولفت إلى أن هذه السلالة ظهرت في منتصف سبتمبر (أيلول) في لندن أو كنت جنوب شرق، وأكد كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا كريس ويتي، في بيان إن "المجموعة الاستشارية لأخطار فيروسات الجهاز التنفسي الجديدة والناشئة تعتبر الآن أن هذه السلالة الجديدة قد تنتشر بشكل أسرع".
ويرتكز هذا الرأي على ملاحظة "زيادة حادة في عدد الإصابات والحالات التي تستدعي الدخول إلى المستشفى في لندن والجنوب الشرقي مقارنة ببقية إنجلترا في الأيام الأخيرة" على ما قال أستاذ الطب في جامعة إيست أنغليا بول هانتر لموقع «ساينس ميديا سنتر. مضيفاً "يبدو أن هذه الزيادة ناجمة عن السلالة الجديدة" في إشارة إلى المعلومات التي قدمتها السلطات الصحية. ومع ذلك "لا يوجد مؤشر في الوقت الراهن على أن هذه السلالة الجديدة تسبب ارتفاع معدل الوفيات أو أنها تؤثر على اللقاحات والعلاجات، لكن العمل جار لتأكيد ذلك".
تعليق الطيران
من جانبها أشارت صحيفة "البيان" إلى أن إيطاليا اكتشفت، الأحد، حالة إصابة بالسّلالة الجديدة لفيروس كورونا المستجدّ، والتي يُشتبه في أنّها معدية بشكل أكبر وتنتشر في جزء من بريطانيا، وقرّرت روما على الأثر تعليق الرّحلات الجوّية مع المملكة المتّحدة.
وذكر بيان صادر عن وزير الصحة روبرتو سبيرانزا بأن بلاده وقعت أمراً جديدًا بتعليق الرحلات الجوّية من بريطانيا ومنع دخول الأشخاص الذين مكثوا هناك خلال الأيّام الـ14 الماضية إلى إيطاليا". وتأتي هذه الخطوة المفاجئة غداة إعلان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إعادة إغلاق لندن وجنوب شرق إنكلترا وجزء من شرقها، بعد اكتشاف سلالة جديدة من كوفيد19 في هذه المناطق.
وذكر الكاتب أمجد عرار لنفس الصحيفة في مقال بعنوان "الفيروس واللقاح وما بينهما" المعركة متوازية في الجبهات، ومشتركة من حيث تحمّل المسؤولية وتقاسمها، بين السلطات المعنية في الدول وأفراد المجتمع. وإذ بات واضحاً أن إجراءات الإغلاق والحجر المنزلي العام في معركة طويلة من شأنها أن تشل حياة الناس وتلقي بالاقتصاد في مهاوي الردى، وبالتالي نصبح كمن هرب "من تحت الدلف ووقف تحت المزراب"، فإن الجبهات المتوازية تتمثل في استمرار الفحوصات وتوسّعها قدر الإمكان، وتطوير العلاج واللقاح وتطعيم النسبة الأكبر من المجتمع، وهذه مسؤولية الحكومات، وفي الوقت ذاته الاحتكام للوعي وحس المسؤولية وترجمته من خلال الالتزام بالإجراءات الاحترازية وأهمها تجنّب التجمّعات غير الضرورية، وارتداء الكمّامة، والحرص على النظافة، وهذه كلّها مسؤولية أفراد المجتمع.
فقدان السيطرة
تناولت صحيفة "الاتحاد" تصريحات وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، وقوله إن "السلالة الجديدة من فيروس كورونا خرجت عن السيطرة"، لتبرير إعادة فرض الإغلاق في لندن وأجزاء من إنجلترا، وهي تدابير قال إنها "قد تستمر حتى توزيع لقاح".
وصرح هانكوك أنه "للأسف، السلالة الجديدة خارجة عن السيطرة. علينا استعادة السيطرة على الوضع والطريقة الوحيدة للقيام بذلك كانت تقييد التواصل الاجتماعي. سيكون من الصعب جداً إبقاؤها تحت السيطرة إلى حين أن يتم توزيع لقاح".
وأعلنت حكومة المحافظ بوريس جونسون، إعادة فرض الإغلاق في لندن وجنوب شرق إنجلترا وجزء من شرقها، ما أجبر أكثر من 16 مليون شخص على البقاء في منازلهم والتخلي عن الاجتماعات العائلية التقليدية لعيد الميلاد.
ولفتت الصحيفة إلى أنه لوحظ في السابق تحولات "لسارس.كوف.2" والإبلاغ عنها في كل أنحاء العالم. وكان المستشار العلمي للحكومة باتريك فالانس أشار إلى أن هذه السلالة الجديدة بالإضافة إلى انتشارها السريع، أصبحت أيضاً الشكل "السائد" من الفيروس بعدما أدت إلى "زيادة حادة" في الحالات التي استدعت الدخول إلى المستشفيات
متعلقات