حكومة معين عبد الملك.. جهود مكثفة لطمأنة المانحين وحشد المزيد من الدعم الدولي لليمن (تقرير)
الاثنين 8 يونيو 2020 الساعة 20:08
تقرير / المنارة نت
منذ ظهور اول حالة اصابة بفيروس كورونا في اليمن، والحكومة الشرعية تبذل جهود كبيرة لحشد الدعم الدولي لمواجهة هذة الجائحة التي هاجمت اليمن ووجدت ضالتها نظرا لتدهور النظام الصحي الذي تسببت به مليشيا الحوثي.

لم تكتفِ الحكومة بحشد الدعم الدولي، لكنها سلكت بالتزامن مع ذلك طريقا اخر ومدت يدها للسلام مع مليشيا الحوثي الانقلابية من اجل توحيد الجهود لمواجهة جائحة كورونا، وطرحت العديد من المبادرات في هذا الاطار، لكن طرف الانقلاب رفض كل ذلك وما زال يتعامل مع جائحة كورونا بسرية تامه ويسوق اليمنيين كل يوم الى المقابر بالعشرات، في ترجمة فعلية للوصف الذي اطلقه عليها المتابعين حين اسموها مليشيا الموت والدمار .. في التقرير التالي نستعرض ابرز التحركات الحكومية التي اعقبت مؤتمر المانحين لليمن 2020م.

التواصل مع المجتمع الدولي

بعد مؤتمر المانحين لليمن 2020م الذي نظمته المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الأمم المتحدة الثلاثاء الماضي، كان لزاما على الحكومة تكثيف تواصلها مع المجتمع الدولي والمانحين لمناقشة نتائج المؤتمر، وعرض خطط الحكومة للاستفادة من المنحة التي خرج بها مؤتمر المانحين، وطمئنة الدول المانحة حول المصارف الصحيحة التي ستذهب اليها مساعداتهم، وفق خطة الاستجابة الإنسانية.

وفي هذا الصدد اجرى رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك الاربعاء الماضي اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ناقش الجانبان خلاله مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية في مختلف الجوانب، ومنها ما يتصل بالجهود الأممية والدولية لإحلال السلام وتوحيد الجهود لمواجهة وباء كورونا، وكذا النتائج المحققة في مؤتمر المانحين الافتراضي لليمن 2020م الذي نظمته المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الأمم المتحدة.

بحث تداعيات كورونا

وقد تناول رئيس الوزراء خلال الاتصال، تداعيات أزمة كورونا على اليمن، وتأثيراتها الكارثية، واستمرار مليشيا الحوثي الانقلابية في رفض كل المبادرات والدعوات الحكومية والاممية والدولية لتوحيد المواجهة المشتركة لهذه الجائحة وسياسة التكتم التي تنتهجها دون ادنى اعتبار لمعاناة المواطنين، والدور الأممي المطلوب في هذا الجانب، إضافة إلى الكارثة البيئة الوشيكة جراء استمرار الحوثيين في منع فرق الرقابة الأممية من صيانة خزان صافر.

التنسيق مع الامم المتحدة

كما جرى خلال الاتصال تداول الرؤى والأفكار حول اليات التنسيق بين الحكومة والأمم المتحدة لإيجاد خطة مشتركة، وتبني سياسات مناسبة، لتوظيف المنح والمساعدات بطريقة فعالة تخفف من معاناة الشعب اليمني وتضمن إيصال الإغاثة إلى مستحقيها، وضمان عدم نهبها او مصادرتها من قبل مليشيات الحوثي.

خطة مشتركة

قد اكد رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك ان ما طرحه في كلمته امام مؤتمر المانحين حول وضع خطة مشتركة بين الحكومة والأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتوظيف المساعدات وإيجاد مقاربة جديدة، سواءً على مستوى التوجهات، أو الآليات المتبعة، أو الشفافية، تفرضها طبيعة التحديات القائمة، بما فيها الحد من تلاعب وفساد الحوثيين التي تؤثر على جهود الإغاثة والدعم الإنساني.

خطط وفق الأولويات

وشدد دولته على دور الحكومة في وضع الخطط والاحتياجات وفق الأولويات الملحة بما يساعد المنظمات الأممية والدولية على تحسين تدخلاتها في القطاعات التي تمس بشكل مباشر حياة ومعيشة المواطنين، بما في ذلك مواجهة وباء كورونا، وإعطاء الأولوية لتغطية العجز في المرتبات والاثر المباشر لذلك في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية.. معربا عن تقديره لتفاعل امين عام الأمم المتحدة مع ما طرحته الحكومة من نقاط حول تحسين التدخلات الإنسانية والاغاثية، من اجل الوصول إلى الغاية والهدف المشترك لمساعدة الشعب اليمني في هذه الظروف الصعبة.

واستعرض رئيس الوزراء، تطورات الأوضاع الاقتصادية والإنسانية والصحية، وما تبذله الحكومة رغم كل التحديات القائمة من جهود للتعامل معها وفق الإمكانات المتاحة وجوانب الاسناد المطلوبة من الاشقاء والأصدقاء .. معربا عن ثقته ان العالم لن يترك اليمن وحيدا في مواجهة هذه الازمات المركبة وسيساعده على الخروج منها إلى بر الأمان.

تخفيف معاناة الشعب

من جانبه، أكد امين عام الأمم المتحدة، ان الأفكار التي طرحها رئيس الوزراء ستكون موضع اهتمام بما يساعد على تخفيف معاناة الشعب اليمني والوقوف إلى جانب المحتاجين في هذه الظروف الاستثنائية وفي المقدمة مواجهة وباء كورونا.. مشيرا إلى ان الأمم المتحدة ستواصل جهودها لتحقيق السلام في اليمن، بالاستفادة من الدعم والتوجه الدولي لتحقيق ذلك، ومشيدا بالتعاطي الإيجابي للحكومة وفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي مع المبادرات الأممية والحرص على إحلال السلام.

التواصل مع الجانب الهولندي

تعهدت هولندا خلال مؤتمر المانحين بدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن ب 18 مليون دولار .. وقد قدم رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك في اتصال هاتفي مع وزيرة التجارة الخارجية والتعاون التنموي الهولندية سيجريد كاخ، شكره للدعم الذي تقدمه هولندا لليمن، مؤكدا بأن دعم هولندا لخطة الاستجابة الإنسانية هو استمرار لجهود هولندا الحاضرة في وجدان الشعب اليمني، وموضحا انه من الأهمية ان يتم استغلال المبالغ التي تعهد بها المانحون امس بطريقة منظمة وفاعلة لتخفيف معاناة الانسان اليمني.

ضمان وصول المساعدات

وأشار خلال الاتصال أن الحكومة على استعداد للتعاون لتحديد الأولويات والعمل المشترك وبما يحقق سرعة وصول المساعدات وضمان عدم استغلالها او اهدارها بسبب الفساد، وأضاف بأنه وفي ظل تفشي جائحة كورونا هناك حاجة لإعادة النظر في أولويات الدعم المقدم من المجتمع الدولي، وتخصيصه وفقا لآليات واضحة.

دعم اليمن في شتى المحافل

من جانبها اشارت الوزيرة الهولندية الى ان الوضع الإنساني والسياسي في اليمن يحظى باهتمام خاص لدى الحكومة الهولندية، وبالأخص تحقيق السلام في اليمن، وضمان الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الانسان، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وتوفير سبل العيش للمواطنين اليمنيين وتقديم الدعم الفني وبناء القدرات.. وأكدت ان هولندا ستعمل في مختلف المحافل الدولية لدعم اليمن في هذا الجانب .. مبدية استعداد بلادها للعمل مع الحكومة اليمنية لتحديد جوانب الاحتياج ودور المجتمع الدولي لدعم مؤسسات الدولة واستعادة فاعليتها.

رئيس الوزراء مع نظيرة الكويتي

الكويت، باعتبارها واحدة من اهم الدول الخليجية التي تدعم اليمن في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والإنسانية والطبية، حيث كان لها دور بارز في الدفع بعملية السلام نحو الامام من خلال استضافتها لإحدى لمفاوضات 2016م، بالإضافة الى دورها البارز في دعم اليمن خلال المرحلة الراهنة التي تحتاج فيها اليمن لدعم الجميع من اجل مواجهة جائحة كورونا والكوارث الطبيعية التي تضرب بعض محافظات البلاد.

التعاون بين البلدين

وفي هذا الصدد اجرى رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، الخميس الماضي اتصال هاتفي بنظيرة الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، بحث خلاله علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، والدور التاريخي المتميز والمستمر للكويت في دعم الشعب اليمني في مختلف الظروف والاحوال، وعدد من القضايا والمستجدات على الساحة الوطنية والدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

واستعرض رئيس الوزراء مع نظيره الكويتي، آخر المستجدات حول الإجراءات المتخذة من قبل البلدين لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، والدعم الكويتي لليمن في هذا الجانب، إضافة إلى مستجدات عملية السلام وجهود المبعوث الأممي.

مواقف مشرفة

وأشاد الدكتور معين عبدالملك، بالعلاقات الأخوية المتميزة والتاريخية بين اليمن والكويت والحرص المشترك على استمرار تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المتبادلة للشعبين الشقيقين.. منوها بدور الكويت التاريخي الحاضر في وجدان الشعب اليمني والتي شواهده قائمة في مختلف القطاعات ومناطق الجمهورية، وكذا مواقف الكويت المشرفة وقيادتها الحكيمة في دعم الحكومة والشعب اليمني سياسيا وانسانيا خاصة خلال السنوات الأخيرة منذ انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة الشرعية واشعالها للحرب أواخر العام 2014م.

جهود حكومية متواصلة

كما تطرق رئيس الوزراء خلال الاتصال إلى ما تعانيه اليمن حاليا من أوضاع معقدة نظرا لاستمرار مليشيا الحوثي الانقلابية في تصعيدها ورفضها لكافة المبادرات الأممية والحكومية لوقف اطلاق النار والتنسيق والعمل المشترك لمواجهة وباء كورونا المستجد.. مشيرا إلى الجهود التي تبذلها الحكومة بتوجيهات من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية للتعامل معها وفق الإمكانات المتاحة والدعم الإقليمي والدولي المطلوب.

ضرورة العمل المشترك

ولفت الدكتور معين عبدالملك، إلى ان الكويت احتضنت من قبل مفاوضات مفصلة أشرفت عليها الأمم المتحدة في 2016، وحينها رفضت مليشيا الحوثي الاتفاق الذي تم التوصل اليه، وهذا السلوك الرافض للسلام وغير المبالي بالمعاناة الإنسانية التي يمر بها الشعب اليمني لم يتغير.. مشددا على ضرورة العمل المشترك ثنائيا او على المستوى العربي والدولي لاتخاذ إجراءات عملية تلزم مليشيا الحوثي الانقلابية بالاستجابة للسلام.

دعم كويتي سخي

وثمن رئيس الوزراء، الدعم السخي والمستمر لدولة الكويت للشعب اليمني خلال السنوات الماضية، مؤكدا بأن اليمن تعول على هذا الدعم الفاعل والذي قدمته الكويت مباشرة عبر الصندوق الكويتي للتنمية او عبر الهلال الأحمر الكويتي او عبر أجهزة الأمم المتحدة وغيرها من القنوات.. لافتا إلى الدور الكبير لهذا الدعم السخي في استعادة نشاط قطاعات الصحة والتعليم والبنى التحتية وتقديم المساعدات الإنسانية.. معربا عن ثقته في استمرار هذا الدعم الكويتي الاخوي لليمن وشعبها وتعزيزه في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة.

من جانبه نوه رئيس الوزراء الكويتي، بالعلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، مؤكدا بأن اليمن تحظى بأولوية خاصة لدى حكومة وشعب الكويت، ومن هذا المنطلق فإن الكويت حريصة على ان تكون حاضرة في دعم عملية السلام في اليمن، ودعم جهود الأمم المتحدة في هذا الجانب، وكذا استمرار الدعم الانساني والتنموي.

التباحث مع البنك الدولي

نظرا لاهمية الدور الذي يقوم به البنك الدولي في اليمن، فقد عقدت الحكومة اليمنية الجمعة الماضية جلسة مباحثات رسمية افتراضية مع قيادات البنك الدولي، برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، ونائب رئيس البنك الدولي لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا فريد بلحاج، وبحضور المدير التنفيذي وعميد مجلس إدارة البنك الدكتور ميرزا حسن.

ترتيب الأولويات

وقد جرى خلال المباحثات، استعراض مجالات التعاون بين الحكومة والبنك الدولي على ضوء المستجدات الراهنة وبينها جائحة كورونا، وإعادة ترتيب الأولويات في تنفيذ المشاريع الممولة من البنك الدولي في مختلف القطاعات للمساهمة في تخفيف الازمة الإنسانية، والتنسيق المشترك في هذا الجانب.

دعم المواطن مباشرة

المباحثات التي حضرها وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نجيب العوج ورئيس الجهاز التنفيذي لاستيعاب تعهدات المانحين علاء قاسم، تطرقت إلى آليات تطوير برامج تدخل البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية والتركيز على تقديم الدعم المباشر للمواطن ودعم مؤسسات الدولة ومساندة جهود الحكومة في مواجهة تأثيرات التغيرات المناخية، بالإضافة الى مناقشة والمقترحات والرؤى لمساندة للحكومة في الاستمرار في تغطية استيراد المواد الأساسية للتجار اليمنيين، وبناء شراكات مع القطاع الخاص لتنفيذ مشاريع حيوية في البنى التحتية، وتوسيع دفع رواتب موظفي الدولة لما لذلك من أثر في تخفيف حدة الازمة الإنسانية وتحريك عجلة الاقتصاد.

تعزيز الجهود

كما بحث الجانبان، عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز الجهود الوطنية لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، وادراج اليمن ضمن مشاريع إقليمية جديدة للبنك الدولي، واعفائها بشكل مؤقت من الديون نظرا لطبيعة التحديات الراهنة.

تثمين دعم البنك

وقد وضع رئيس الوزراء، البنك الدولي أمام الأوضاع الاقتصادية الحرجة لليمن في ظل جائحة كورونا، والكوارث الطبيعية جراء المنخفض المداري وتداعياته على المستوى الصحي والإنساني والخدمي .. مثمنا مستوى الدعم المقدم من البنك الدولي لإسناد جهود الحكومة، داعيا إلى إعادة النظر بهيكلة الدعم المقدم لليمن وفقا لأولويات الظروف الصحية والإنسانية والاقتصادية الراهنة .. مقدما الشكر للبنك الدولي على استجابته الطارئة لمشروعي مواجهة جائحة كورونا ومكافحة الجراد والاوبئة.

البناء على ما انجز

وشدد الدكتور معين عبدالملك، على أهمية البناء على ما تم إنجازه خلال السنوات الماضية والعمل على بناء شراكة حقيقية بين البنك الدولي ومؤسسات الدولة التي اثبتت فاعليتها في تنفيذ المشاريع.. معربا عن تطلع الحكومة إلى مزيد من اليات الدعم من قبل البنك الدولي والمؤسسات المانحة لمساندة إجراءات الحكومة في مواجهة الازمات المركبة الناجمة عن التطورات الراهنة وبينها جائحة كورونا، وتأثيراتها الاقتصادية، واستمرار تدفق اللاجئين من دول القرن الافريقي إلى اليمن.

حشد الدعم

كما أكد رئيس الوزراء على أهمية زيادة حشد الدعم لليمن لدى مجلس إدارة البنك الدولي من خلال نقل صورة التحديات التي يواجهها الشعب اليمني على أرض الواقع، جراء استمرار الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية وتفشي وباء كورونا والتغيرات المناخية وتداعياتها على البنية التحتية وانتشار الأوبئة والحميات الفيروسية.. معبرا عن تقديره الكبيرة لاهتمام البنك الدولي في دعم اليمن، وسياسته الفاعلة في التدخل بالدول التي تشهد صراعات وتنفيذ مشاريع حيوية تساهم في تخفيف الازمات الإنسانية.

بدورها عبرت قيادة البنك الدولي في المباحثات، عن تقديرها للحكومة اليمنية وما تبذله من جهود استثنائية واهتمام البنك بدعم اليمن ومؤسساتها وادخالها في مشاريع إقليمية جديدة.. مؤكدة أهمية هذا اللقاء المثمر وما طرح فيه من أفكار ورؤى سيتم اخذها بعين الاعتبار والعمل سريعا في ترجمتها على ارض الواقع من خلال التدخلات التي يقوم بها البنك الدولي لأهمية الوقوف مع اليمن في ظل هذا الوضع الصعب.

*" الميناء نيوز"

متعلقات