لهذه الجهود الحكومية المتواصلة .. اليمن خالية من فيروس كورونا (تقرير)
الثلاثاء 7 ابريل 2020 الساعة 16:46
تقرير / المنارة نت
بوعي منقطع النظير، ومسؤولية حد الحساسية المفرطة؛ تعاملت الحكومة مع الجائحة العالمية لفيروس كوفيد - 19 منذ ما قبل إعلان منظمة الصحة العالمية اعتبارها وباءً عالميا آخذ في اجتياح الكوكب !
وقد خلصت تلك الجهود المبكرة والاجتماعات الحكومية والمتابعة الحثيثة والتوجيهات المسؤولة من رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبد الملك إلى اتخاذ سلسلة خطوات استباقية فعالة تمكنت بنجاح من إبقاء اليمن خارج دائرة "الوباء العالمي" العابر بسرعة الضوء للقارات والحدود.
تحرك مبكر جدا
منذ نهايات العام الماضي و قبل بدايات العام في يناير ومع وصول أولى أخبار انتشار الفيروس سريع العدوى والفتاك الذي ظهر في مدينة "ووهان" الصينية تفاعل رئيس الحكومة الدكتور معين عبدالملك بحساسية عالية مع الأخبار كمسؤول لا كقاريء أخبار، انعكس ذلك كله على تحركاته التي اتسمت بالمنهجية الاحترازية الواعية، لما يدركه أصلا من معنى تواجد جالية ولاب يمنيين في "ووهان" خصوصا والصين عموما.. حيث كثف دولته من إتصالاته مع الجانب الصيني، ومنظمة الصحة العالمية لمناقشة كيفية إجلاء الطلاب والرعايا اليمنيين من جهة ، ومتابعة تطورات إنتشار الفيروس، وسبل الوقاية المناسبة منه من جهة أخرى، وهو الامر الذي ساهم في تعزيز الاجراءات اللازمة لمنع وصول الفيروس إلى اليمن كما سنلاحظ لاحقا.
استعدادات مشددة
بموازاة ذلك، عقد رئيس الوزراء عدة اجتماعات طارئة، أسفرت عن اتخاذ إجراءات احترازية وتدابير وقائية كفؤة، لمواجهة فيروس كورونا، أبرزها:
- تشكيل لجنة طوارئ وطنية عليا.
- إنشاء غُرف طوارئ ومحاجر صحية ومراكز عزل خاصة ، مزودة بكافة الوسائل الطبية الحديثة من أجهزة فحص ليزرية وكاميرات حرارية وغيرها ، في الموانئ والمطارات والمنافذ اليمنية المختلفة ، مشددا في الوقت ذاته على التأكد من سلامة القادمين عبر مختلف المنافذ .
- تعزيز الاجراءات السابقة بجملة تدابير أخرى مشددة وجه بها الدكتور "معين عبدالملك" لعل من أبرزها :
- تعليق الرحلات الجوية من وإلى جميع المطارات اليمنية بإستثناء الرحلات المخصصة للأغراض الإنسانية.
- تعليق الدراسة في كافة المستويات التعليمية الأساسية والثانوية والجامعية ومافي حكمها.. إذ وجه اجتماع حكومي بتعليق الدراسة في المؤسسات التعليمية والخاصة، لأسبوع بشكل مبدئي، ثم تم التمديد حتى 30 مايو والذي يوافق 7 شوال 1441هـ وذلك لمجابهة فيروس كورونا..مشيراً الى ان هذه الفترة بمثابة الاجازة الصيفية.
- وقف منح تأشيرات الدخول إلى الأراضي اليمنية لغير اليمنيين.
- وقف الأنشطة الرياضية والسياحية والفعاليات المختلفة.
- توجيه سلطات المحافظات المحلية والصحية بسرعة تنفيذ خطة الطوارئ الوطنية التي اقرتها الحكومة .
- إغلاق أسواق القات .
- اقفال دور العبادة.. حيث أعلنت وزارة الأوقاف والإرشاد في 21 من مارس الماضي تعليق إقامة صلاة الجمعة والجماعة في المساجد وإقامتها في البيوت، وإيقاف جميع حلقات ومدارس ودور تحفيظ القرآن، ومنع إقامة أية محاضرات أو دروس أو حلقات علمية في المساجد أو خارج المساجد حفاظاً على المجتمع في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.
- اتخاذ متحدث رسمي للجنة الوطنية العليا للطوارئ وذلك بتكليف الدكتور علي أحمد الوليدي كناطق باسمها.
خطة الطواريء الحكومية
أصدرت حكومة الدكتور معين عبدالملك - ومنذ وقت مبكر - خطة طوارئ وطنية متزامنة مع إجراءات احترازية عملية لمواجهة الوباء، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، ومركز الملك سلمان، وعدد آخر من المنظمات الدولية والمحلية؛ شملت :
- إنشاء غرفة عمليات طبية مركزية في عدن وتزويدها بخطوط هاتفية ساخنة لإستقبال البلاغات من مختلف المنافذ والمناطق اليمنية.
- توفير كافة المستلزمات الطبية والصحية لغرفة الطواريء للحيلولة دون إنتقال الوباء إلى اليمن.
- اعتماد مليار ريال كموازنة طارئة لدعم قدرات القطاع الصحي وتمكينه من إتخاذ كافة الإجراءات الإحترازية والوقائية لحماية البلاد من وصول الوباء.
-شراء كميات إضافية من الأجهزة المخبرية للفحص السريع لتعزيز الكميات السابقة وقامت بتوزيعها على المنافذ الجوية والبرية والبحرية.
تكثيف التنسيق الدولي
وفي اجتماع حكومي موسع عقد في شهر مارس الماضي بالعاصمة المؤقتة عدن، وجه الدكتور معين عبد الملك للتنسيق المكثف مع كل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والمنظمات ذات العلاقة وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية من أجل عدم حدوث أي اختلال في الدعم الفني واللوجستي بغية الحصول على التطبيق الفعال للتأكد من سلامة القادمين في المنافذ المختلفة، وتوفير الأجهزة الخاصة بذلك، عبر إنشاء غرفة عمليات وتوفير كافة المستلزمات الطبية اللازمة، إضافة إلى خطط رفد المنافذ البرية والبحرية والجوية بالفرق الطبية بهدف الكشف علی جميع الواصلين إلی اليمن.
رفع الوعي المجتمعي
بالتزامن مع ذلك.. أصدر رئيس الوزراء خلال اجتماع حكومي خاص توجيهاته إلى لجنة الطوارئ الحكومية المشكلة برئاسة نائب رئيس الوزراء سالم الخنبشي، برفع الجاهزية وعدم التهاون لمواجهة هذا الوباء العالمي، بما في ذلك العمل على رفع الوعي المجتمعي بخطورة تفشي الفيروس وطرق الوقاية اللازمة لمنع انتقاله.
وتطبيقا لذلك خاطبت الحكومة عبر وزارة الصحية كافة أفراد المجتمع بضرورة اتباع الإجراءات والتعليمات والإرشادات الوقائية التي تصدر عن الجهات الصحية الرسمية، وتجاهل أية إشاعات أو معلومات مغلوطة ومضللة صادرة من جهات غير ذات مسؤولية.
كما شددت الحكومة عبر مسؤولية وزارة الصحة على أهمية تنفيذ بعض الاجراءات الاحترازية من قبل المواطن نفسه للوقاية من المرض، كالمداومة على غسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية في كل مرة، وتجنب التواصل المباشر مع المصابين، وعدم لمس العينين أو الأنف أو الفم من دون غسل اليدين، وتجنب ملامسة الأسطح الملوثة وتطهيرها باستمرار، وضرورة توعية الأسر لأبنائهم بأهمية المحافظة على العادات والسلوكيات الصحية السليمة، ومنها غسل وتعقيم اليدين بعد اللعب وعند ملامسة أي جسم غريب وقبل الأكل وغرس ثقافة النظافة في نفوسهم للوقاية من الأمراض، بالاضافة الى الابتعاد عن التوتر وعدم إصدار تعليقات سلبية يمكن أن تشعر الأطفال بالقلق، ومتابعة الأخبار من وسائل إعلام موثوقة لمعرفة تطورات كورونا.
مراقبة كافة المنافذ
في مارس الماضي أقر اجتماع وزاري موسع في العاصمة المؤقتة عدن، اتخاذ سلسلة إجراءات احترازية مشتركة بين الجانب الحكومي والمنظمات الدولية لمجابهة أي ظهور مفاجيء أو عدوى محتملة بفيروس كورونا في المحافظات والمنافذ المختلفة على مستوى الجمهورية.
ومن مظاهر الاستعدادات في المنافذ، والتي عكست الاهتمام الحكومي الجاد والمستمر في الإجراءات الملحوظة من قبل المسافرون في مطاري عدن وسيئون ومينائي عدن والمكلا بحضرموت وغيرها من المنافذ البرية في شحن بمحافظة المهرة وحضرموت من خلال :
- ما تعززت به تلك المنافذ من أجهزة ومستلزمات فنية وطبية مخصصة لفحص المسافرين وأمتعتهم وقياس درجات الحرارة وخصوصاً المواطنين القادمين من الصين ودول شرق آسيا والدول التي انتشر فيها كورونا.
- إنشاء حجر صحي أولي في عدن، وغرفة عمليات مركزية مشتركة تعمل على مدار الساعة للتعامل مع أي طارئ بهذا الخصوص.
- منع السفر وتعليق التأشيرات : والذي بدوره شمل اجراءات حكومية بتعليق تأشيرات دخول البلاد منع السفر السفر، وكل ذلك مر بداية عبر :
- إبلاغ وزارة الخارجية اليمنية جميع من يرغب بزيارة اليمن عبر جميع المنافذ من مواطني الدول الأخرى، أن عليهم الإفصاح فيما إذا سبق لهم زيارة إيران أو إحدى الدول المصابة بفيروس كورونا بشكل كبير خلال الـ 14 يوما سابقة لوصولهم اليمن.
- حثت الحكومة شركات النقل الجوي والبري وخدمات طيران الأمم المتحدة، على ضرورة الالتزام بتعبئة نموذج خاص بالإفصاح عن السفر لجميع المسافرين لليمن وتسليمه عند الوصول إلى مطارات ومنافذ البلاد.
- دعت اليمنيين إلى الالتزام بحظر السفر إلى إيران أو أي من الدول التي تشهد انتشارا كبيرا للفيروس، وقررت تعليق العمل بتأشيرات دخول الأراضي اليمنية لأي مواطن أجنبي قادم من الدول الموبوءة بالفيروس، بشكل مؤقت وحتى إشعار آخر.
- أعقب ذلك؛ إغلاق كامل احترازي للرحلات والسفر من وإلى الجمهورية عبر جميع المنافذ .
ميزان الاهتمام الحكومي في مقابل اللامبالاة الحوثية
في مقابل كل ماسبق.. لا يخفى علي كل ذي بصر وبصيرة حجم اللامبالاة لمليشيا الحوثي الإيرانية، والذي تسبب انقلابها على الشرعية في تدمير البنية التحتية للبلاد وعلى رأسها القطاع الصحي، بذلت الحكومة الشرعية جهودا جبارة وحالة استنفار غير مسبوقة لمنع وصول "كورونا" إلى اليمن.
فتحت مسمى (الإجراءات الاحترازية من وباء “كورونا” ) قامت مليشيا الحوثي الانقلابية بعزل المحافظات الواقعة تحت سيطرتها وحجز المسافرين القادمين من خارج اليمن إلى مناطق سيطرتها عبر عدد من المنافذ البرية المصطنعة، بشكل يظهر الفرق بين المليشيات المستهينة بأرواح المواطنين اليمنيين، وبين الاجراات الحكومية التي ساعدت في الحفاظ على بقاء اليمن خالية من فيروس كوروناحسب التأكيدات به اليومية لمنظمة الصحة العالمية.
كل تلك المعاناة التي يجدها المواطن اليمني في نقاط المليشيا الانقلابية آثار سخطا وغضبا عارمين وسط المسافرين اليمنيين الذين تم منعهم من الدخول لمناطقهم، بحجة مواجهة فيروس كورونا .. حيث تم إيقاف آلاف المواطنين واحتجازهم بصورة مهينة وعشوائية وقذرة، جعلتهم ينامون في العراء، وسط معاناة كبيرة للنساء والأطفال وكبار السن خصوصا في قضاء حوائجهم في الخلاء، وتعرضهم لوضع صحي خطير جدا في ظل الازدحام، واختلاط المسافرين بدون كمامات، أو أدوات وقائية مناسبة أو تغذية أو حتى مياه نظيفة.
إشادة وتقدير منظمة الصحة العالمية
الجدير بالذكر أن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة الشرعية برئاسة دولة رئيس الوزراء الدكتور "معين عبدالملك"، لمواجهة الوباء العالمي ، لاقت قبول وترحيب من منظمة الصحة العالمية ، التي أشاد مديرها العام "تيدروس أدهانوم جيبرييسوس" بها ، معبرا عن تقديره للإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية التي اتخذتها الحكومة اليمنية للاستعداد لمواجهة (كوفيد-19) مؤكدا على إستمرار المنظمة دعمها الكامل لجهود الحكومة اليمنية الشرعية في هذا الجانب.
ترحيب بدعوة الأمم المتحدة
هذا وتجدر الإشارة إلى أنه وفي سبيل تعزيز الاجراءات الإحترازية والوقائية ، وحرصا على سلامة المواطنيين اليمنيين في ربوع اليمن ، رحبت الحكومة اليمنية الشرعية مساء اليوم الأربعاء ، بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة السيد "انتونيو غوتيريش" لوقف إطلاق النار لمواجهة تبعات إنتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) وخفض التصعيد على مستوى البلاد بشكل كامل ، وكذلك دعوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة "مارتن جريفيت" لإستعادة الهدوء ومواجهة التصعيد العسكري.
* "الأحرار نت"
متعلقات