قصة قصيرة: «مت أنا وعاش أخي»..!!
السبت 14 ديسمبر 2019 الساعة 13:40
أدب وثقافة/ المنارة نت
لم أسامح أخي التوأم الذي هجرني لستّ دقائق في بطن أمي، وتركني هناك، وحيدًا مذعورًا في الظلام، عائمًا كرائد فضاء في بطن أمي، مستمعًا إلى القبلات تنهمر عليه في الجانب الآخر.
كانت تلكَ أطولُ ست دقائق في حياتي، وهي التي حددت في النهاية أنَّ أخي سيكون اﻹبن اﻷكبر والمفضل لأمي، منذ ذلك الحين، صرت أسبق أخي في الخروج من كل الأماكن: من الغرفة، من البيت، من المدرسة، من السينما مع أن ذلك كان يكلفني مشاهدة نهاية الفيلم.
وفي يوم من الأيَّام، إلتهيت، فخرج أخي قبلي إلى الشارع، وبينما كان ينظر إليّ بإبتسامته الوديعة، دهسته سيارة، أتذكّر أن والدتي، لدى سماعها صوت الضربة، ركضت من المنزل ومرت من أمامي، ذراعاها كانتا ممدودتان نحو جثة أخي ولكنها تصرخ باسمي.
حتى هذه اللَّحظة لم أصحح لها خطأها أبدًا..!
* للكاتب الإسباني: رافاييل نوبوا
متعلقات